عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 22-12-2004
Liberal Pharaoh Liberal Pharaoh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: Cairo
المشاركات: 11
Liberal Pharaoh is on a distinguished road
إلي هنا واستجابت الدولة لشروط الكنيسة كاملة وبدت في أضعف حالاتها، واكدت للجميع أن القانون بالنسبة لها لا يساوي شيئا، هذا في الوقت الذي تشتد فيه قبضتها ضد أي نوع من الاحتجاج الاسلامي أو الشعبي، وانها تمارس تفرقة طائفية قد يدفع الوطن كله ثمنها عندما تنحاز لفئة علي حساب فئة، ولا تعلي من قيمة المواطنة باعتبارها هي التي تصون الكيان الوطني وتجعل المصريين سواء بغض النظر عن الدين أو العقيدة، وانها تنازلت طواعية عن المادة 46 من الدستور المصري الذي يكفل حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
علي كل الأحوال كانت الدولة تبدو واثقة من أن الازمة المفتعلة قد انتهت وأن البابا سينتهي اعتكافه وسيعود مرة أخري إلي الكاتدرائية وسيوقف هذه الاحتجاجات المصطنعة ويهدئ الاحوال وينقذ الوطن من حريق قد يدفع الجميع ثمنه.. لكن البابا أبي إلا أن يستمر في مخطط الضغط علي الدولة وقهر ارادتها.. خاصة انه تابع الحملات التي يقوم بها بعض أقباط المهجر وهي حملات وصلت في وقاحتها واهانتا لمصر وشعبها وقيادتها إلي درجة تستفز الجميع.
فهناك من ناشد شارون التدخل والبعض الآخر طالب بوش بتنفيذ مخطط اقامة الدولة القبطية في مصر وطرد من اسموهم بالغزاة العرب والمسلمين من ارض الاقباط خيب البابا ظن الدولة، وراح يؤكد وفقا لما نشرته 'الأهالي' علي لسان المقربين منه أنه سيبقي علي اعتكافه ولن يبرح الدير إلا بعد حل كافة المشاكل الأخري المعلقة، وزاد علي الأمر بأنه قد يفكر في الغاء الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام.
كان في مقدمة مطالب البابا هو الافراج الفوري عن ال34 متظاهرا الذين قبض عليهم اثناء وبعد الاعتداء علي رجال الأمن واتلاف الممتلكات العامة، وكان ذلك يعني تجاوزا لسلطات الدولة ولي ذراعها واجبارها علي أن تأتمر بأوامر البابا.
قالت الدولة إن القضية في يد القضاء والقانون هو الذي سيحدد مواقف المقبوض عليهم، لكن البابا صمم ولم يحضر بالفعل ندوة الأربعاء الماضي مما ترك الأمر لمزيد من البلبلة وأبقي الأجواء علي توترها.. وهو أمر أثار كثيرا من اشقائنا الاقباط أنفسهم، الذين ادركوا الآن ومعهم الرأي العام أن عمليات التصعيد كلها مفتعلة وأنه ثبت يقينا كذب كافة الادعاءات حول قضية وفاء قسطنطين وبراءة الدولة والجميع مما تردد عن وجود ضغوط واغراءات قد مورست ضد السيدة وفاء قسطنطين.
لقد كانت الدولة المصرية منذ البداية تمتلك الحقائق ورددتها أكثر من مرة في حوارات مع قيادات الكنيسة، إلا أنه كان هناك اصرار علي التصعيد وافتعال الأزمة لأسباب يدركها البابا ومن حوله بالأساس لقد عرض في مجلس الوزراء اقتراح يطالب بمنح السيدة وفاء قسطنطين الفرصة لعرض موقفها علي شاشة التليفزيون بحرية كاملة، إلا أن بعض الوزراء الاقباط اعترضوا ورفضوا الأمر، فتمت الاستجابة لمطلبهم.
كانت الدولة تشعر بظلم الاتهامات، وكانت تريد أن تكشف الحقيقة كاملة لكن الوزراء والكنيسة رفضوا ذلك جملة وتفصيلا.
وهكذا أغلق ملف وفاء قسطنطين بقرار وإرادة كنسية وأضحت الدولة المصرية لا علاقة لها بها ولا تعرف عنها شيئا، ولا تدري ماذا حدث وماذا سيحدث، لكن ملف التسخين لايزال مشتعلا بإرادة بابوية.. لقد وصلت إلي عشرات الآلاف من الاشقاء الاقباط رسالة علي الهاتف النقال يوم الاربعاء الماضي تقول: 'سيدنا يأمر بالصوم ثلاثة أيام ابتهاجا وابتلاء' وكان المعني ابتهاجا بعودة وفاء قسطنطين وابتلاء بسبب حبس ال34 الذين يعرف البابا أنهم اعتدوا علي الدولة وأمنها..
إذن هكذا يجري التصعيد وكأننا أمام عملية شحن طائفي الهدف منها الوطن بأسره: أمنه واستقراره ووحدته الوطنية.. وهنا من حقنا أن نتساءل: لمصلحة من هذا الذي يجري؟ لمصلحة من اذكاء الروح الطائفية علي حساب روح الانتماء والمواطنة ولمصلحة من يصر البابا علي الاعتكاف وكأنه يصدر الأمر بالتصعيد مرة أخري، مع انه كان الاجدر به أن يعتذر هو وقادة الكنيسة للشعب المصري بأسره مسلمين واقباطا بعد ان اتضحت حقائق؟!.
الرد مع إقتباس