عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 09-04-2006
محمد 2006 محمد 2006 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 208
محمد 2006 is on a distinguished road

و قد انعكست هذه الصورة القاتمة للمرأة على القوانين المدنية والتي كانت تفرض غير بعيد عن رأي القسس والأساقفة، فقد بقيت المرأة في القانون الإنجليزي تباع من زوجها لآخر بست بنسات، واستمر هذا القانون سارياً حتى عام 1805م، فيما اعتبر قانون الثورة الفرنسية المرأة قاصراً كالصبي والمجنون، واستمر ذلك حتى عام 1938م .

إذن نستطيع أن نقول إن المرأة في المسيحية وإن كانت أحسن حظًا من المرأة اليهودية، إلا أنها لم تكن قد حظيت بعد بحقوقها كاملة، ومنها النظر لها على قدر المساواة مع الرجل.

●●● وضعية المرأة في الإسلام : ●●●
خلق الله تعالى الإنسان نفسًا واحدة، ومنها خلق زوجها، فاستويا في كل شيء، سواء في أصل النشأة، أو حمل الأمانة، أو التكليف، أو الاختبار الأول بالنهي عن الشجرة، ثم الوسوسة لهما سويًا، ثم الأكل من الشجرة، ثم العقاب، والتوبة، وما زاد على ذلك.
●● لم يفرق الله تعالى بينهما، بل جعل كل منهما على حدّ السواء، وجعل التقدم للأتقى منهما، ووحد معايير الخير والشر لهما، كما وحد معايير الثواب والعقاب، والحساب، وغير ذلك.
جاءت التفرقة متأخرة، ومن خلق البشر الظلوم الجهول، ولم تكن هذه التفرقة أيضًا عامة وشاملة لكل من على الكوكب، بل تفاوتت من حضارة لأخرى، ومن عصر لعصر. فبينما كانت المرأة المصرية القديمة ترفل في ثوب المساواة والاحترام، كانت أختها الإغريقية، والهندية، والفارسية . . الخ تباع كما البهائم، ويُتَحَكّمُ بها كالطفل الوليد.
ثم تمّ إلباس هذه التفرقة العنصرية البغيضة ثوب الدين عندما تلاعب الأحبار بالنصوص، وألفوا التلمود، ووسموا فيه المرأة بالدونية، ثم تابعهم على ذلك الجيل يتبع الجيل الآخر، حتى صارت ثقافة المجتمعات مبنية على هذه التفرقة، وأمسى الرجل يشعر برجولته في ظل هذا الاستضعاف والظلم الذي صار طقسًا يوميًا، وأنشودة قبيحة يتغنى بها المجتمع إذا ما اسيقظ إلى أن ينام.

ولأن كتب الله تعالى هى رحمة منه لعباده، وتصحيح للمعوج فقد جاء القرآن (شأنه شأن كل كتب الله) ليصحح هذه الأوضاع الجائرة، ويعيد للمرأة اعتبارها، ومكانتها التي لا تقل عن الرجل، بل وقد تزيد عليه. ولكن التبديل لحق بأحوال المرأة مرة أُخرى تحت ستار الروايات المروية لتعود إلى وضع سيء يتم فيه ممارسة الظلم عليها، بدرجات متفاوتة، تشمل جزئيات حياتها، وفي سبيل ذلك تم تمرير الكثير من الروايات التي تُثري التفرقة العنصرية، والتمييز الجنسي. وتضفي على الرجل حصانة فوقية، وعلوية. فهو السيد المطاع الذي تقف الملائكة بجانبه لتلعن الزوجة لو امتنعت عن فراشه، وهو الذي لو سجد أحد لغير الله لسجدت له المرأة، وهو الذي لو كان جرحًا ينضح بالصديد فلحسته المرأة ما أوفته حقه، . . الخ !!

●●● وضعية المرأة بالقرآن وتساويها مع الرجل ●●●
●● استواء الذكر والأنثى في أصل الخلقة:
خلق الله تعالى الإنسان نفسًا واحدة: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ". " وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ".
ثم جعل هذه النفس ذكر وأنثى: " وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ". وبالتالي فنستطيع القول بأن الله تعالى من النفس الواحدة خلق منها زوجها: " خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ".
ومنهما انبثقت الذرية: " خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ". فأصل النشأة واحد إذن.

●● استواء الذكر والأنثى في تحمل الأمانة:
عرض الله تعالى الأمانة على الإنسان (ضمن مخلوقاته) دون تمييز لذكر أم لأنثى بل لجنس الإنسان عمومًا، فحملها الإنسان (كجنس) بمعنى أنه لو كان أى إنسان من الذين وُجِدوا في الدنيا وقت العرض لحمل هذه الأمانة:
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ".

●● استواء الذكر والأنثى في التكليف الأول:
ثم تطور الإنسان فأصبح مخلوقًا عاقلاً بالنفخة التي نفخها الروح القدس، وبدأ التكليف على قدم المساواة للذكر كما للأنثى، ولكنه لآدم بالوحي ولزوجه بالبلاغ، يقول تعالى:
" وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا". " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ".

●● استواء الذكر والأنثى في الغواية:
ثم تمت الغواية لكل من آدم وزوجه، بلا فرق بين ذكر وأنثى؛ يقول تعالى:
" فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ● وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ● فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ".
بل إن آدم هو الذي بدأ بالأكل من الشجرة، ومن ثم فقد تبعته زوجه، وهو أمر واضح جدًا كما بقوله تعالى:
" فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ● فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ● ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ".

●● استواء الذكر والأنثى في العقاب:
وهبط كل من آدم وزوجه في آنٍ واحد، أيضًا بلا فرق بين ذكر وأنثى: " يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ".

يتبع
الرد مع إقتباس