عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 17-07-2005
john_mikhail john_mikhail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 640
john_mikhail is on a distinguished road
هذا هو الوجه الحقيقي لدين الإجرام

أحبائي و إخوتي في المعمودية أبناء الملك المنتصر

لن أعلق على ما كاتبه الكاتب والباحث الدكتور / سيد القمني عن تبرأه مما كتب عندما ظن واهما بأنه بإمكانه أن يعمل العقول المعطلة و أن يحرك القلوب المتحجرة و أن يصحي الضمائر النائمة و الميتة.

فنحن نعيش الآن في زمن غلب عليه الهوس الأصولي ، و الراديكالية الوهابية القطبية (نسبة إلى سيد قطب الأب الروحي للتطرف و التعصب المحمدي) ، و لذلك ، فالسباحة ضد التيار حتى لو كان من قبل الدولة و رموزها أصبح دربا من الإنتحار ، فقد أخرج المقبور السادات الأفاعي من جحورها ، و هادن مبارك هؤلاء المجرمين ظنا منه بأنه يستقطبهم و يكسبهم في صفه (و رغم ذلك حاولوا إغتياله في أديس أبابا) ، و عندما لم يجد هؤلاء السفاحين من يتصدى لهم (ولو بالفكر) أمعنوا في شراستهم ، و إكتسبوا أراض جديدة على حساب الدولة و هيبتها و ساعدهم في ذلك الركود السياسي لخمس عقود و الذي أدى إلى شلل الحياة السياسية و الفساد الإداري الضارب بجذوره في جميع مؤسسات الدولة ، فأصبح من شبه المستحيل الآن كبح جماح هؤلاء الموتورين وذلك لعدة أسباب منها:
* تزايد أعداد العاطلين عن العمل و خصوصا فئة الشباب الضائعة التي تستغلها تلك الحركات كوقود و محرك لنشاطاتها الإجرامية، بعدما فقد هؤلاء الشباب كل أمل في التغيير و الإصلاح أو حتى توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة و إيجاد لقمة العيش.
* تسييس الدين بمباركة من الحكومة ، الأمر الذين جعل من رابع المستحيلات (على الأقل في الوقت الراهن) فصل الدين عن الدولة ، و قد عزز ذلك المنهج المادة الثانية اللعينة من دستور 1971 الذي جعل دين الإجرام المصدر الأساسي للتشريع.
* وجود نسبة مخيفة من الأميين الذين يسهل قيادتهم كقطعان الأغنام ، و ثقة هؤلاء الجهلة العمياء في هؤلاء الأفاعي المحمدية و إعتبار ما يقوله هؤلاء المجرمون تنزيل العزيز الحكيم.
* حتى طبقة المتعلمين (وهم في حقيقتهم أجهل من الدابة حتى في شئون دينهم الدموي) ، فقد إنجرفوا مع التيار الغوغائي الذي يقوده إخوان إبليس، فنجدهم يطبلون و يزمرون لما يقوله أو يفعله هؤلاء البلطجية المحمديين ، ربما عن جهل أو إيثارا للسلامة .
* فقدان الغالبية الساحقة من الناس للمعنى الحقيقي للوطنية و الإنتماء ، فإخوان الإجرام المحمدي نموا في نفوس الناس معنى الإنتماء للدين بديلا أعظم عن الإنتماء للوطن ، و ساهم معهم و من قبلهم القومجية الذين أجتهدوا منذ خمسينيات القرن الماضي في محو فكرة المواطنة المصرية من عقول الناس و الإستعاضة عنها بفكرة الوطن العربي الكبير ، حتى أصبح شعار :(نحن كعرب و مسلمين) من المتلازمات على لسان هذه الغالبية مغسولة الأدمغة.
* و لكن الأخطر من كل ما سبق ، ذلك الهوس الديني الذي إنتشر و إستفحل في الخطاب الإعلامي الخاص و الرسمي ، سواء كان مقرؤا أو مسموعا أو مرئيا، فلم تعد التنظيمات الإجرامية المحمدية بحاجة لبذل ذلك المجهود الشاق الذي كانت تبذله في السابق من عمل أنشطة إجتماعية تمويهية أو الذهاب إلى القرى و النجوع و الأماكن النائية لكي يغسلون (أو بالأدق يوسخون) الأدمغة بأيديولوجياتهم التكفيرية المتعصبة ، بل إن الدولة و للأسف تكفلت بذلك الدور ظنا منها بأنها تتقرب من الناس بجعلهم يظنون بأن رموز الدولة من الأتقياء و المؤمنين (و حتى ذلك فشلت فيه فشلا ذريعا ، و أتت تلك الخطة الشيطانية بنتائج عكس ما توقعته الدولة حيث أن معظم الناس إزداد إقتناعهم بفساد أجهزتها و رجالاتها)

و كنتيجة طبيعية و حتمية لكل تلك المعطيات ، خرج إخوان الخراب و الأرهاب و التكفير الظلاميين منتصرين في جميع الأحوال، فمداهنة و تملق الدولة لفكرهم الشرير أعطاهم شعورا بالثقة و النشوة ، مع وجود آلتهم الدعائية الجهنمية التي لا تترك فرصة لإستثمار تلك المداهنة و ذلك التملق الحكومي بهدف إيهام المتعاطفين معهم بأن الدولة تسير على خطى مناهجهم أو على الأقل تسكت وتلتزم الصمت (والسكوت علامة الرضا) عما يبثوه من سموم في العقول الخاوية ، فيؤدي ذلك إلى إكتسابهم المزيد من الأرضية و مزيد من التأييد.
وحتى لو تخطوا حدودهم التي رسمتها لهم الدولة ، وأطلقوا بالونات إختبارهم المعهودة (كتنفيذ حادث إرهابي هنا أو إغتيال أحد الشخصيات المناوئة هناك) و من ثم حاولت الدولة إبراز عضلاتها و التكشير عن أنيابها ضدهم ، فسيجدون من يتعاطف معهم و يبرر جرائمهم بعدما كونوا أرضية عرضية من المتعاطفين المغيبين.

و أخيرا أقول ، إن مصر في الفترة القادمة ستمر بفترة مخاض عسيرة جدا ، ربما تكون (لا قدر الرب ولا شاء) كتلك التي مرت بها الجزائر أو السودان ، و لكننا بالطبع سنكون أكثر المتضررين الذين سيدفعون ثمن تلك الفاتورة اللعينة باهظا ، فالجزائر لم يكن بها إلا بضع مئات من المسيحيين الذين فروا من أتون الإجرام المحمدي ، و جنوب السودان رغم الأعداد المروعة من قتلاه ، فقد كان مسلحا ، ويجد دعما من دول الجوار و الخارج ، أما نحن فيجب أن نقول كما قال النبي لحزقيا الملك :(قفوا و إنظروا خلاص الرب)
الرد مع إقتباس