|
الأخ الحبيب حنا يؤسفنى إنى مازلت مختلف معاك و كتابتك بتؤكد لى فقط كم مضى عليك من الوقت بعيد عن مصر و عن الظروف المعيشية البائسة التى يوضع فيها الأقباط بسبب ديانتهم إذا كانوا غير مميزين علميا أو مهنيا.
نعم هناك من تعلم على نور عمود النور و شق طريقه للنجاح و لكنه حالة فريدة و إلا ما كنت ذكرتها حضرتك لأن معظم الذين تربوا تحت عمود النور عادة ما سيمتهنون الشحاتة أو السرقة أو أحط المهن على أحسن تقدير - و المؤكد أننا لا نريد شعبا قبطيا يتكون من هؤلاء و لكن من أمثال مجدى يعقوب و بطرس غالى - فمهما فعلنا نحن أقلية و لكن قيمتنا تتزايد مع تزايد النسبة المميزة من هذه الأقلية
و أنا أبدا لم أقل بأن نحدد النسل و لكن بألا نجعل التكاثر واجب كما يفعل المسلمون - العائلة التى ترى أن بإمكانها تربية عشرة أطفال على المستوى المطلوب دينيا و أخلاقيا و ليس فقط من الناحية المادية فهنيئا لهم (إذا كان هذا ممكنا فى هذا الزمان) و لكن الذين لا يستطيعون توفير الحياة الكريمة لأكثر من طفل فلماذا نثقل كاهلهم فبدلا من أن يعطونا طفلا سويا راضيا عن حياته و أوضاعه و عارفا بإيمانه و قادرا على نقله لأجيال أخرى يعطونا خمسة أطفال يلقون بهم إلى الشوارع لتتلقفهم تيارات مختلفة ثم يحسبون علينا رغم أنهم بالإسم مسيحيين - و هنا أود أن أذكرك بأن الكنيسة تنوء بحمل هؤلاء ماديا و أيضا من ناحية الخدمة فيستنزفون وقت الخدام و الكهنة و موارد الكنيسة بدلا من أن يكونوا هم أنفسهم خداما للكلمة و للكنيسة فما فائدة العدد إذن
أضف إلى ذلك أن السعودية و دول الخليج و جماعاتهم المتشددة ترسل بالملايين لإستقطاب فقراء المسيحيين و تحويلهم إلى الإسلام فإذا كنا سننجب أطفالا لا نستطيع أن نعتنى بهم و نربيهم و نعلمهم كما ينبغى للعائلة المسيحية فنحن فقط سنكون كمن ينجب لإكثار عدد المسلمين!!
سأضيف فقط ملحوظة صغيرة و هى أن السعودية و دول الخليج لا ترسل بمعونات لفقراء المسلمين و تتركهم لتستنزف بهم الجمعيات الخيرية المسيحية التى تصر على إن خدمة الفقراء هى خدمة غير دينية و لإثبات ذلك يستثنون من خدمتهم المسيحيين الفقراء!!!! شفت العجب بقى؟؟ فى حين أن وزارة الخدمة الإجتماعية المصرية تصرف إعانة شهرية للمعدمين عبارة عن ستون جنيها مصريا بشرط أن يكون المتلقى لهذه الإعانة مسلما و يستسلم بعض المسيحيين لذلك بسبب الفقر الشديد مما يدخل الكنيسة فى متاهات و يضطرها لتحمل نفقات فوق طاقتها
إنت قلبت على المواجع يا أخ حنا لكن فى النهاية أريد أن أذكرك أيضا أن الكتاب يقول :" لتكون لهم حياة و لتكون لهم أفضل"
|