عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 21-05-2003
emad_hanna emad_hanna غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 439
emad_hanna is on a distinguished road
هل المسيحية الصهيونية على حق

نظرة مسيحية كتابية على عودة شعب اسرائيل الى فلسطين

بقلم
عماد حنا

**************************************************

قالوا ... ينبغي أن يرجع اسرائيل الى أرض الموعد
ليأتي السيد المسيح ليملك على الأرض
...
قالوا ... هلموا نساعد اسرائيل ليملك
فنحن لا نساعد اسرائيل ... بل نساعد الرب
...
ونحن نقول
ساعدوا اسرائيل على التوبة... ومعرفة الرب ... والتوقف عن التمرد والعصيان الذي بدأ منذ الفين عاما ...ساعدوهم على الندم لأنهم صلبوه... ساعدوهم على النواح على خطيئتهم ... ساعدوهم لإرجاع الحقوق لأصحابها ...ساعدوهم ليتوقفوا عن اهدار الدماء ...
حينئذ سيأتي الرب
...
في القديم ... رفض الرب شعبا، خانوه، ورفضوه، ومثلوا به
فأصدر أمرا بطرد ذلك الشعب العاصي من تلك الارض الموعودة
والآن
كل من يحاول إرجاع ذلك الشعب وهو في نفس حالة العصيان
يتمرد هو أيضا على الله ... ويشارك في العصيان
...
ببساطة ... من أصدر أمرا بالطرد هو الوحيد الذي يملك اصدار امرا بالرجوع ... وبدون أن نرى توبة وندم ورجوع لذلك الشعب المتمرد لن يكون لذلك الرجوع أي معنى أو هدف ... ولا يكون حكما من قبل الله... ولكنه مزيد من العصيان

...
**********************************************
المسيحية الصهيونية تعبير انتشر كثيرا في الآونة الأخيرة, وهو تعبير أصبح دارجا حتى أن استخدامه جلب على المسيحيين نتائج سلبية عميقة جدا ... فقد اتهم العالم المسيحيون بالتواطوء مع إسرائيل ومساعدتهم على الرجوع واحتلال فلسطين الحبيبة ...

ولأنه هناك اتجاهات مسيحية غربية لها هذا الاتجاه بالفعل علينا أن نتساءل ... هل هم على حق؟ هل الكتاب المقدس يأمرنا أن نساعد اسرائيل الى الرجوع لأرض فلسطين؟ ... وحتى لو كان هناك مسيحيين يؤمنون أن عودة اليهود هو تتميم للنبؤات فهل يحق لنا كمسيحيين أن يكون لنا دور في عودتهم...؟ وهل سيعودون في زمن تكون الكنيسة موجودة على الارض؟ ... اسئلة كثيرة و قبل أن نرد على هذه الأسئلة علينا أن نسأل سؤال هام هو
من الذي أخرج اسرائيل من أرض فلسطين؟
نجد أن الوحيد المتهم بأنه السبب في إخراج اليهود من أرض فلسطين هو السيد المسيح نفسه وذلك لأنهم رفضوه فكان العقاب ... و لقد وصف السيد المسيح هؤلاء اليهود بأنهم:
(1) قلوبهم غليظة: (متى 13: 15) لان قلب هذا الشعب قد غلظ. وآذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم.
(2) قتلة (متى 23: 27-36): .... لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصدّيق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح.
(3) يريدون مجد في العالم( يوحنا 5: 41-47).... كيف تقدرون ان تؤمنوا وانتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض. والمجد الذي من الاله الواحد لستم تطلبونه. لا تظنوا اني اشكوكم الى الآب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم. لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني. فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي

لكل هذه الأسباب وغيرها تنبأ السيد المسيح عن الدينونة الآتية على شعب اسرائيل والتي كانت ستأتي بعد تركه لأرضنا. ومن أشهر تلك العبارات عن الدينونة ما ذكره متى الانجيلي في الاصحاحات التي بدأت من الإصحاح الثالث والعشرين وحتى الخامس والعشرين والتي تسمى إصحاحات الدينونة وسنركز على الاصحاح الرابع والعشرين.

دينونة آتية: متى 24
يبدأ الحديث في هذا الاصحاح بنظرة إعجاب من التلاميذ الى الهيكل لنقرأ (متى 24: 1) "ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل . ? فتقدم تلاميذه لكي يروه ابنية الهيكل." فكانت المفاجئة هي ما صرح به يسوع في العدد الذي يليه مباشرة "فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه. الحق اقول لكم انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض" لتكون هذه بداية الحديث عن الدينونة الآتية على شعب إسرائيل
ولقد تمت هذه النبؤه حرفيا سنة 70 ميلادية وطرد اليهود نهائيا... وفشلت كل المحاولات التي حاولت ارجاعهم ... تلك كان رغبة الله كعقاب على تمرد الشعب ... فماذا نسمي من يحاول أن يعاند الله ويحاول ارجاع الشعب؟!!!


فإذا كان هناك عقاب على شعب ما بسبب أنه اقترف خطية معينة... فهل يتم رفع العقاب قبل التوبة عن هذه الخطية؟ ... بالتأكيد لا يمكن ... لأنه ببساطة لم يزل السبب موجودا وهو رفض المسيح ورسالة المسيح

أذا ما هو دور الكنيسة؟

يقول الكتاب المقدس
"أما هم المجتمعون فسألوه قائلين: يارب ، هل في هذا الوقت ترد الملك الى إسرائيل فقال لهم ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه. لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الارض. "(سفر الأعمال 1: 6-8)
ليس لكم
من هذه الآيات كل من يسعى لتأمين رجوع اسرائيل بوازع ديني مسيحي جانبه الصواب لأن كل الأفكار المسيحية لا تؤيد هذا العمل دينيا والكتاب لا يتحدث عن هذا الامر ولا مرة واحدة...
لذلك لا يعنينا مطلقا أن نتدخل في عقاب بات سيظل مستمرا طوال عصر الكنيسة وحتى يتم اختطافها ... يبقى معالجة الامر سياسيا ولندع هذا لرجال السياسة
الشئ الوحيد الذي هو رسالة الكنيسة هو التخبير برسالة المسيح (متى 28: 18-20 ) وإذا خرجت الكنيسة عن هذه الرسالة الى رسالة أخرى فهي ببساطة تحيد عن أمر الله... رسالة الكنيسة روحية وليست سياسية... وتهتم بمعالجة علاقة الانسان مع الله ... وهذا ما يجب أن تفعله مع اليهود الحاليين ... وهذه رسالتهم الوحيدة لهم

هل الصهيونية المسيحية على صواب :

فمن واقع دراستنا هذه وأيضا من واقع دراستنا للكلمة المقدسة نستطيع أن نقول أن المسيحية الصهيونية في محاولة معاونة اسرائيل على الرجوع الى أرض فلسطين بدعوة تعجيل بمجئ المسيح ثانية قد جانبها الصواب للأسباب التالية :
1- اسرائيل طردت من هذه الارض بسبب تمردها على عمل الله ذلك السلوك الذي فعله الله منذ أيام نبي الله موسى ولم يغيره حتى الآن
2- لا تزال اسرائيل متمردة حتى الآن... لذلك ليس لها حق الرجوع... هي مازالت تحت العقاب
3- لم نتلقى نحن المسيحيين أي أمر من قبل الله بأن نفعل هذا الفعل . بل عندما تكلم التلاميذ بشأن هذا الموضوع قال لهم السيد المسيح " ليس لكم هذا الامر "
4- بحسب عقيدة الملك الالفي التي يعتنقها جزء من المسيحيين الانجيليين سيحدث اختطاف للكنيسة ثم يتم أسبوع دانيال الاخير وفيه تكون عودة اسرائيل ... ومن الواضح أن الكنيسة لن يكون لها دور في هذا الموضوع لأنها ستكون قد اختطفت (غير موجودة) ... وبالتالي حتى أصحاب هذه العقيدة لا يمكن أن يبرروا مساعدتهم لإسرائيل لأن الكنيسة لا يجب أن يكون لها أي دور من قريب أو بعيد
5- رجوع اسرائيل حاليا هو وقوف بجانب الشخص المعاقب من قبل الله , وبالتالي التمرد على الله شخصيا
6- في الوضع الحالي الكنيسة بأفرادهم هيّ من صدقت كلام الله وعليها أن تستمر في طاعتها لوصاياه بأن تنفذ أحكامه وكل ما ورد في الكتاب المقدس
الخلاصة
لا يمكننا أن نساعد اسرائيل على أن تحتل فلسطين للأسباب التالية
1- لا يوجد ولا آية كتابية واحدة في الكتاب المقدس تأمرنا بذلك
2- حدد المسيح رسالة الكنيسة وعملها وهدفها ... وليس من بين هذه الرسالة أن تساعد اسرائيل على الرجوع الى فلسطين
3- اسرائيل معاقبة من قبل الله بالطرد... ومساعدتها تمرد على الله شخصيا

فهل بعد كل هذا يحق للمسيحية الصهيونية أن تدعي انها بمساعدتها لإسرائيل تساعد الله في مجيئه الثاني
عماد حنا
مقال مقتطع من كتاب يحمل نفس المضمون عنوانه (ذلك المنتظر) لم يطبع بعد
الرد مع إقتباس