عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-04-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
سيد القمنى من جديد ... الإخوان يتمقرطون


http://www.metransparent.com/texts/s..._democracy.htm
http://tproxy.guardster.com/proxy.ph...bc4cbd8c925c00

الإخوان يتمقرطون
د. سيّد القمني

يستعرض الإخوان أنفسهم في الشارع المصري هذه الأيام، وهو الاستعراض الذي يوصفه الدكتور عصام العريان بقوله: "إن ما نقوم به الآن هو ضغوط شعبية عبر التظاهر في الشارع والجامعات والنقابات، وكل صور الضغط المدني" الوفد 12 / 4 / 2005



هذا كلام جديد على الإخوان تماماً، والتمعن فيه يكشف عن غرور متوهم يربط بين جماعتهم وبين شعب مصر، في خلط معيب ومشين في حق شعب مصر. لأن تظاهرات الإخوان لا يمكن تسميتها " ضغوطاً شعبية " لمجرد أنها تجري في الشارع مع الهرج والمرج، ولو كان حجم تظاهرة الإخوان هو "ضغوط شعبية" فما أبأس شعب مصر حينذاك إن كانت هذه ضغوطه الشعبية.



أما الجديد بجد فهو وضع الدكتور العريان نفسه وجماعته ضمن المجتمع المدني، بتصويره لمظاهرته اليتيمة بأنها من "صور الضغط المدني"؟!! بل السؤال في صيغته الدقيقة يجب أن يكون: متى عدل الإخوان عن تكفير المجتمع المدني؟ ومتى كف الإخوان عن ملاحقة أنصار المجتمع المدني بالتخوين الوطني وبالشائعات القاتلة الفاعلة؟ بينما الإخوان لا يعترفون بوطن ولا براية قومية أم أن للإخوان فهماً خاصاً لمعنى المجتمع المدني كما هو دأبهم مع كل المفاهيم والمصطلحات؟.. يعني هل سيكون المجتمع المدني حسب النظرة الإخوانية معنى غير ما تعرفه كل البشرية عنه؟ أم أن هناك فهماً ثالثاً ضائعاً كالفهم الضائع بين مصطلح المقاومة المشروعة ومطلح الإرهاب؟



إن كان الدكتور عريان جاداً فيما قال، وأنه لن يعود ناكصاً على عقبيه مرتداً، أو أنه لن يترك غيره من أعضاء الجماعة يشتتنا بقول آخر كالعادة المعلومة عنهم، فأهلا بأهلنا الإخوان ومرحباً ويا لفرحة القلب بعودتهم إلى حضن الوطن الدافيء الذي سيسامحهم ويغفر لهم في سبيل توحد وطني في مرحلة مأزومة من تاريخ الوطن لكن تراهم متى اعترفوا بأن هناك وطناً للمسلم أصلاً أو متى اعترفوا براية أو شعار وطني؟ أليسوا هم أمة لا إله إلا الله التي لا تعترف براية أو شعار وطني كما كان يؤكد مرشدوهم دوماً؟ إن مشكلتنا مع الإخوان أنهم لا يتركون فرصة للثقة بهم، فهم يلعبون الورقات الثلاث وعلينا دوماً أن نبحث عن السنيورة بين الورقات الثلاث، ويتكلمون الألسن السبع في جملة واحدة، وكل لسان يقول شيئاً غير أخيه.. حلفاء لكل الفرقاء، من الشيوعيين إلى الوفديين إلى الأمريكان إلى الناصريين إلى شعب مصر الطيب البسيط إلى الطالب وإلى الفلاح، لديهم في جرابهم كل الأقنعة اللازمة لعقد وفض التحالفات بعلمانية غير محترمة وقت اللزوم وعند الحاجة مع أي طرف من هذه الأطراف، ومع ذلك هم حانقون على العلمانية المحترمة.



نحن نرفض الاطمئنان للإخوان لأن تاريخهم وليس تاريخ غيرهم هو من يقول أنهم دوماً كانوا ضد كل الطروحات السياسية والاقتصادية أو أنظمة الحكم على اختلافها، منذ نشأتهم لم يرضوا أبداً إلا عن أنفسهم ولم يرضوا مرة عن أحد ولا عن طرف من الأطراف، ومع ذلك حالفوا الجميع، وخانوا الجميع ورفضوا الجميع، فمالهم اليوم بعضهم يرفع المصحف وبعضهم يستبد لونه براية المجتمع المدني؟ ومالهم اليوم يتكلمون برطانة الغرب الكافر عندهم والحر عندنا، بدلاً من لغة الآيات والحديث والتفاسير والحدود والشريعة والجلد والقطع والرجم والجز والسلخ؟ مالهم يتحدثون عن دستورنا وضرورة تعديل مواده بينما هم لم يعترفوا يوماً بدستور لأنه بدعة مدنية، ولم يضعوا منذ نشأتهم دستور متصوراً أو متخيلاً ليحكموا عبر تاريخهم منذ تأسيس جماعتهم وحتى اليوم، فمالهم ودنيانا الفانية وهم أهل الجنة والطنافس والقوارير والحور العين والولدان الخالدين والأرائك على الأسرة متقابلين على الأنهار يفضون عليها الأبكار في ضيافة الجبارى حسبما تنص عقيدتهم السنية؟



أبداً لم يتحدث الإخوان.. أي إخوان.. فكلهم إخوان سواء ضرب بعضهم بالقنبلة أو تحدث بعضهم بلسان الثعابين، لم يتحدثوا يوماً غير لغة الحدود والعنف الإسلامي السلفي الجامد القاسي، وكانوا دوماً ضد الإسلام السمح الهاديء الجميل لأن هذا عندهم ليس إسلاماً فالإسلام واحد والحقيقة واحدة هما إسلام وحقيقة الإخوان وحدهم.



حالف الإخوان حركة عسكر الجيش ضد الملك بينما كانوا يحالفون الملك، وانقلبوا مع العسكر ضد الملكية، ثم انقلبوا على العسكر عندما حكموا على اتفاق بينهم، ثم رفضوا الاشتراكية، ثم رفضوا حرب اليمن، ثم رفضوا الانفتاح، ثم رفضوا السلام، وحاولوا اغتيال حليفهم (عبد الناصر) في ميدان المنشية الاسكندراني، وأفرج عنهم السادات وأعطاهم مصر سداحاً مداحاً فقتلوه يوم احتفاله بنصره، وحاولوا اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا، فماذا جد لهذا التحول الجديد بل والذي لا يتخيله ولن يوافق عليه لا حسن البنا ولا سيد قطب لو قيضت لهما الحياة، بل سيعتبرانه ردة واضحة فصيحة عن مباديء الإخوان والإسلام معاً؟



ترى هل للظرف العالمي الجديد دور في هذا التحول؟ ترى هل وجود القوات المتحالفة بالقيادة الأمريكية في المنطقة وضغطها من أجل حكومات ديمقراطية في العالم الإسلامي هو السبب في هذا التحول؟ ألا ترون الإخوان يتخلون عن كل ما قالوه خلال القرن الفائت والحالي إلى الشكل السياسي الذي تطلبه أمريكا وهي الطاغوت الأعظم؟ أين ذهب الإسلام إذن كما كانوا يعرضونه ويتجمعون بسببه في جماعتهم. سادتي لم يكن الإسلام هو الموضوع إنما كان كرسي الحكم لذلك عدلوا وبدلوا لينالوه. لأنهم يعلمون قدرات الطاغوت الأعظم الذي لم يعد طاغوتاً بل حليفاً مرتجي فغازلوه فرّق ومال وتهدلت منه مسابل العيون، فجالسوه وحاوروه وطلبوا منه عدم الجفا، ورغبوه وأغروه بالوصال.. فما هو المقابل؟
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس