عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-04-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
التاريخ يقول لنا إن تاريخ كل اللاعبين بالدين عبر العصور من جماعات ومشايخ وكهنة وسدنة كان تاريخ خيانة الوطن وبيع الوطن، منذ أخبرنا التاريخ أن كهنة آمون قد باعوا مصر وأجلسوا على عرشها الإسكندر الغازي إبناً لآمون، منذ باعونا من قبل لقمبيز الفارسي ومن بعد للبطالمة، باعونا بأرضنا وناسنا وتاريخنا وبشرنا ومستقبلنا نظيراً لسيادتهم في ظل الحاكم أياً كان الحاكم. باعونا منذ باع بنيامين وطنه للعرب الغزاه مقابل أن يجلس على كرسي الكرازة المرقسية ليلوثها. منذ باع مشايخ عرب الحوف الشرقي ثورة البشموريين ضد الخلافة العباسية وقبضوا من المأمون المال والسؤدد، منذ تنادي مشايخنا بردة أحمد عرابي وهو يحارب الغزو الانجليزي، منذ كثير ومنذ مخيف ومنذ داعر ومنذ خائن، منذ كانوا هم التاجر والسمسار الملتحف برداء الرب قمعاً لضمائر المؤمنين، وهو يبيع، ولم تشذ حالة واحدة عن هذه القاعدة.



نعود معاً للعريان نقرأ ونفهم، فقد وضع لموضوعه الذي نناقشه هنا عنواناً هو " مخاوف مشروعة وهواجس لا مبرر لها " قاصداً فيما يبدو إقرارنا على مخاوفنا إزاءهم، لكنه أيضاً قاصداً تبديد الهواجس التي لا مبرر لها من جانبنا تجاه الإخوان. المدهش أنهم لا يعرفون كيف يقولون عندما يخرجون من ثوبهم العتيق، لأن للعالم الآن لغة لا يفهمونها ولا يجيدونها، لذلك فإن الدكتور عريان بدلاً من أن يبدد مخاوفنا فقد أكدها، وبدلاً من أن يطمئنا إزاء هواجسنا زادنا هواجساً على هواجس، ليجعلنا مطمئنين إلى قرار واحد مصيب دائماً مع الإخوان، هو إياك أن تطمئن إلى الإخوان.

نستمع إذن إلى باقي ما قال العريان : " الإخوان على لسان مرشدهم أعلنوا الأولوية قبل تعديل الدستور، إطلاق الحريات بحيث يكون لدينا مجلس شعب حقيقي يعبر عن الإرادة الشعبية، يتم انتخابه في انتخابات حرة نزيهة ". العريان كبقية الإخوان عينه على الصندوق وحده دون ما يقوم عليه هذا الصندوق من مباديء وقيم لا يعترف بها الإخوان، فهل يعترف العريان مثلاً بحق المسلم في التحول عن دينه إلى أي دين يريد؟ سؤال بسيط سهل مفهوم في أي بلد في العالم، لكن عندنا يكون مجرد السؤال جريمة.



إنهم يريدون ديمقراطية الصندوق فقط لا غير لأنهم يعلمون أنهم قد سلبوا مع كل رفاقهم مع كل جماعة إسلامية وعي الوطن، ومدى معرفة المواطن لمصالحه وما يدور حوله، جعلوه آلة عابدة فقط، له جهاز إدارة واحد، يديرونها بسلطان الدين على النفوس الذي استشرى في أجهزة الإعلام والتعليم عبر ما يزيد على خمسين عاماً مضت، ناهيك عن البعد الإيماني في الزمن إلى 1425 عاماً.



والإخوان يعرضون أنفسهم للناس على أنهم الإسلام. والناس ستختار أي شعار يحدثهم عن الإسلام. لكن الأخوان يقعون اليوم في مشكلة التوفيق بين تقديم أنفسهم للناس بحسبانهم الإسلام، وبين المطروح في الساحة من مفاهيم غربية كحقوق الإنسان والمجلس التشريعي الذي يشرع للناس وليس الله، وآليات الانتخابات والحريات وهي شئون مستحدثة لا علاقة لها بأي دين. وبعد سبتمبر 2001 ووصول أساطيل العم سام الأساطين إلى منطقتنا قرر الإخوان الوصول إلى الحكم بشروط العم سام، لكن معنى ذلك ألا يصبحوا إخواناً، وهم يريدون الأمرين معاً وهنا مقتل الإخوان، فكيف سيمكن لهم الجمع بين ديانة فريق من المواطنين وبين المجتمع المدني الذي يعني جميع المواطنين على المساواة التامة بلا تفرقة ولا تسمية طائفية ولا عنصرية ولا دينية. وإذا كنا سنكون مجتمعاً مدنياً كبقية دول العالم فهل من الضروري أن يضع الدستور مجلس الشعب أولاً؟



لماذا لا تضعه اليوم وخلال فترة انتقالية لجنة من الحكماء المشهود لهم بأنهم مدنيون حقاً وفعلاً ما دمنا قد اتفقنا على المدنية، لتصوغ أيضاً آليات الانتخابات وشروطها وآليات عمل مجلس الشعب وبقية فروع الشأن السياسي حتى يكون النظام كله مدنياً بحق، ثم يتم التصويت عليه من بعد؟ هل لأن الإخوان يريدون الصندوق أولاً ليقوموا بحسبانهم أكثرية المجلس بصياغة الدستور ثانياً؟ بينما هذه الجماعة لم تقم حتى اليوم بعمل برنامج سياسي واضح لجماعتها منذ تأسست حتى الآن، كما لم تضع دستوراً مقترحاً تقدمه للأمة منذ تأسست حتى الآن، وذلك لأن جماعتهم لا تعترف لا ببرنامج ولا بدستور.



ثم هل مر عليك يا دكتور عريان وأنت غزير المعرفة بالإسلام وتاريخه شيء في الإسلام وتاريخه مما جاء في كلامك؟ يعني هل يمكنك أن تشير إلينا أين نجد "الإرادة الشعبية " في هذا التاريخ، وأين نجد " الانتخابات الحرة النزيهة "؟ وأن تشير إلينا أين نجد مفهوم الحرية عدا مفهوم تحرير العبيد فقط؟ وهل سبق وحدث أي انتخاب في تاريخ الدولة الإسلامية منذ ظهورها وحتى سقوطها عبر زمن امتد أربعة عشر قرناً من الظلم وانعدام العدل بل وانعدام الرحمة والإنسانية. إن الدكتور عريان يحدثنا اليوم بلغة العم سام ومفاهيمه، إنه يتحدث لغة الكفار وأفكارهم الغربية التي طالما طاردونا بسببها وكفرونا.



بعد أن يطالب الدكتور العريان بعمل دستور جديد على يد مجلس شعب منتخب يعود في ذات المقال ليطالبنا بتعديل الدستور الحالي الآن أو كما يقول : " المواد المتعلقة بالرئيس 76، 77، 74، وأن الإخوان مع هذا التعديل الحقيقي " وما يمكن فهمه من هذا الكلام إذا رتبناه للدكتور فهو أنهم يطلبون الآن تعديل المواد الخاصة برئيس الجمهورية تحديداً، المواد المتعلقة بالكرسي الكبير، ثم بعد ذلك تتم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ومع تعديل المواد المذكورة تكون الفرص أكثر اتساعاً، إن لم يكن للفوز بالكرسي الأعظم فللفوز بالأغلبية في المجلس التشريعي الذي سيصوغ الدستور.. وبعدها.. يا خرابك يا مصر !!



أحياناً لا يفهم المسلم منا الإخوان المسلمين، فهم يطالبون الرئيس مرة بترك الحكم، ومرة يطلبون مقايضته بالبقاء بإعطائه أصواتهم بمقابل ملخصه السماح للإخوان والإفراج الرسمي عن الإرهاب؟ وهي مقايضة ليسوا أهلاً لها فهم يمنحون ما لا يملكون لمن لايستحق، ثم مرة ثالثة وفجأة يصبحوا مدنيين ديمقراطيين؟ فأي هذا نصدق؟ وأي موقف من كل هذا المعلن عن الإخوان يريد الإخوان؟ إنها مرة أخرى لعبة الثلاث ورقات والسنيورة المخفية دوماً.



أول سؤال يتبادر هنا منذ متى يعرف الإسلام وإخوانه مسألة تحديد مدة رئاسة رئيس الدولة؟ ومتى تم تنفيذها منذ قيام الدولة الإسلامية وحتى اليوم؟ إن الخليفة كان يحكم مدى الحياة ودون أي اعتراض منعاً للفتن مثل كل الراشدين وغير الراشدين؟ ثم هل سبق وتم تداول السلطة في دولة المسلمين؟ نعم حدث تداول لكنه كان إما بالسم أو بالخنجر أو بالسيف؟ ماذا حدث للإخوان؟ إنهم يزعمون أنهم المسلمون دون الجميع، ويفون أنفسهم على المسلمين، ويطالبون بأمر لم يعرفه الإسلام ولا المسلمون، بل أن ما يطلبونه اليوم يعد في مذهبهم السني كبيرة من الكبائر وعظيمة من العظائم.



إن مسألة التمديد للرئيس من عدمه عبر انتخابات شعبية إزاء منافسين هو أمر يحدده الناس وليس الإخوان، فقط ألفت النظر إلى أن الإخوان يتبنون اليوم مفاهيم الغرب الكافر في السياسة ليطالبوا بتفعيلها فوراً، ويزعموا أنهم مازالوا إخواناً؟!

إن على الإخوان الاختيار ما بين الانخراط في العملية الديمقراطية كعملية مدنية مائة بالمائة لا علاقة لها بالإسلام ولا بأي دين، ولا علاقة لها بأي مقدسات فهي لا تعرف مقدسات إنما تعرف البشر بأخطائهم وصوابهم الإنساني وحده، وإما أن يظلوا إخواناً ولا يحدثوننا برطانة رفضوها عبر تاريخهم الطويل. فهذا لون من الخطاب المخادع خداعاً غير ذكي بل هو خبث ريفي يثير الرثاء والسخرية أكثر مما يستجلب الاحترام. خطاب يلقي بمزيد من الشك على ما يضمرون لنا ولوطننا، خاصة مع خيانتهم الجديدة للإسلام بشق عصا الطاعة على الإمام، وهو إثم يعلمون كم هو عظيم وإثم كم هو كبير عبر تاريخهم مع ألوان الخلافة عبر التاريخ ، اليس ذلك صحيحهم المذهبى؟.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس