عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 30-04-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
لقد قالوا طويلاً أن لديهم في الإسلام كل الحلول السحرية المفاجئة التامة لكل مشاكلنا، فما لهم اليوم وديمقراطية بوش وشارون؟ وإذا قالوا اليوم أنهم سيتنازلون عن المبدأ الإسلامي في الحكم الذي حكمونا به طوال الزمن الخليفي حتى سقوط آل عثمان وهو الحكم المؤبد للحاكم حتى موته مهما فعل، فهو ما يعني أنهم قد تنازلوا ضمناً عن الدين، كده غلط، وكده غلط، هل تدرون لماذا؟ لأن الدين ليس هو الموضوع عند الإخوان، إنما هو الكرسي.

وهل عرف تاريخ الإسلام قانون غير قانون الطواريء الدائم الأبدي منذ حكم أبو بكر؟ فلماذا يحتجون عليه؟ يجوز ذلك لغيركم لكن لا يجوز لكم !!!!. هل تحتجون عليه لأنه قبيح مكبل للحريات؟ نعم لاشك أنه يأخذ المواطن بالشك والشبهة، لكنهم في دولة الإسلام كان الشك والظنة لا تدخل الإنسان معتقلاً بل تذهب به إلى بارئه فوراً مفصول الرأس أو مقطع الأطراف. إذا كنتم ضد هذه القوانين فلماذا لا تعلنون إدانتكم لها في تاريخ المسلمين حتى نصدق أنكم فعلاً ضد مثل هذه القوانين أم أنكم تنادون بما لا تؤمنون به؟ إنكم سادتي داخل جماعتكم حتى الآن لا تعرفون نظام الانتخاب ولا تطبقونه، ومرشدكم يظل مرشداً مادام حياً حتى يصيبه الخرف، ويحكم هذا المرشد فى إخوان لخمسين بلداً إسلامياً أو يزيد، ويتم اختياره بالبيعة التي لا يشارك فيها سوى خمسة عشر عضواً في مكتب الإرشاد. إنكم سادتي الإخوان ذوي أقنعة كثيرة ومحيرة، إنكم مرة دكتور جيكيل ومرة مستر هايد.



ثم يشير العريان إلى المبادرة التي طرحها الإخوان للمشاركة في الإصلاح بأنها " برنامج الإخوان لبناء نهضة مصرية ترتكز على مرجعية إسلامية، وتسعى إلى تحقيق غايات الإسلام العليا في العدل والحرية والمساواة والشورى والكرامة الإنسانية ".



ها قد عاد مستر هايد، فبعد إعلان الإيمان بمدنية الدولة والحكم يعلن أن الإخوان يسعون لتحقيق غايات الإسلام العليا، فماذا عن غايات المسيحية العليا؟ وماذا عن غايات الشيعة العليا؟ وماذا عن غايات العلمانية العليا؟ وماذا عن غايات الملحدين العليا، إن لكل فريق قيم يراها هي العليا، لذلك لابد أن تصبح كلها في الفعل المدني غايات نسبية وليست عليا والحق سيكون مع من يثبت مدنيته لادينيته وعقيدته، أما الحديث عن كون العدل والحرية والمساواة والشورى والكرامة الإنسانية قد سبق وتحققت في تاريخ المسلمين تحت حكم ادعى الإسلام، فهو أمر لم يحدث ولا مرة واحدة سوى في الشعارات النظرية، لأن واحدة في واقع التطبيق لم يحقق تحت هذا الحكم سوى انعدام العدل وغياب الحرية واللامساواة بطبقية بشعة لا مثيل لها تميز بين المسلم وغير المسلم وبين العربي وغير العربي وبين الرجل والمرأة وبين الحاكم والمحكوم وبين السيد والعبد وفق قوانين فقهية مشرعة معلنة، فهل سيحقق عريان بالإسلام ما لم يستطع أن يحققه ولا حتى الخلفاء الراشدون، ولا بقية الخلفاء منذ أربعة عشر قرناً؟



إن الدستور المدني والعمل السياسي المدني لا يجب أن ينحاز أبداً إلى أي فئة من فئات المجتمع المصري، أو ملة، أو دين، أو عرق حتى يخلق لها ميزة أو فضل على باقي عناصر المجتمع، أو إلى عدمه المساواة والعدل، أو فقدان الإخاء المؤدي بالتبعية إلى الكراهية والتباغض، ومن ثم عدم الولاء للوطن. لهذا أبداً لم يشر الإخوان إلى المادة الثانية بالدستور عن دين الدولة ومصادر تشريعها ولا مرة، فهي الباقي أبداً بينما يحدثوننا عن المواد الخاصة برئيس الجمهورية وسلطاته ومدة ولايته بحديث لا هو من الإسلام ولا هو من المدنية.



ثم يخلط العريان كل الأوراق دفعة واحدة فيقول: "ليس في منهاج الإخوان إقامة دولة دينية أو حكومة دينية، بل منهجهم يقوم على إقامة حكومة ودولة مدنية يتساوون فيها الحقوق والواجبات التي يضمنها الدستور، مرجعيتها الأسلام الذي هو عقيدة الأغلبية؟" !



أترون إنهم لا يريدون حكومة دينية ولا دولة دينية، ولا تعلم لماذا كل تاريخ أدبياتهم الطويل العريض حول الدولة الدينية، إنما حكومة يتم تشكيلها بصندوق الإقتراع تؤدي إلى قيام دولة مرجعيتها الإسلام.. صحيح اللي اختشوا ماتوا.



ولا زال لنا مع الإخوان حديث وقول قد يطول.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس