عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-02-2006
hihi36 hihi36 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 25
hihi36 is on a distinguished road
في العديسات

على مشارف القرية كان الهدوء مخيما على مداخل القرية ولم تبدو أية آثار للاضطراب ولوحظ تواجد "كمين" من افراد الشرطة على مفرق الطرق المؤدى للقرية بالإضافة إلى عدد من سيارات الأمن المركزي على مدخل القرية وارقامها كالاتى (307799 /14 ، 30529 /14، 30526 /14).

وصف القرية- درب ال*****

تنقسم قرية العديسات الى قسمين: يقطن المسلمون فى قسم خاص بهم ويقطن المسحيون القسم الآخر (يطلق عليه درب ال*****).

أثناء دخول البعثة درب ال***** استوقفهم افراد الشرطة وسألوهم عن هوياتهم وعن أسباب القدوم إلى القرية وأسباب دخولهم إلى درب ال*****، وأرسلوا لمقابلة المسئول الأمني بالمنطقة الذي كان يجلس فى المنطقة الفاصلة بين درب ال***** وبين المنطقة التى يقطنها المسلمون بصحبة أربعة مسئولين من ضباط امن الدولة والمباحث الجنائية بملابسهم المدنية.

وسألهم المسؤول عن قوات الامن المتواجدة بالقرية عن هويتهم ، فقدم له رئيس البعثة أوراق البعثة وأخبره بأن الغرض الأساسي من المهمة هو كشف الملابسات للرأى العام (حيث يوجد تضارب بين ما نشرته بعض الصحف عن الاحداث بل وغموضا قد يستغل لتضخيم الاسباب الحقيقية للمشكلة) وتقديم الدعم القانوني للمتهمين وذويهم. ومن ثم طلب المسؤل الامنى تدوين اسماء أعضاء البعثة وبعدها سمح لفريق البعثة بالدخول إلى درب ال*****.

في درب النصاري- الحداد الصامت

بالإضافة إلى أول ملحوظة للبعثة في درب النصاري وهى التواجد الأمني الكثيف تصف البعثة الدرب كالآتي:

مدخل الدرب عبارة عن شارع ضيق يبلغ عرضه حوالى ستة امتار، ويؤدى الى المنطقة التى يقطنها المسيحيون فقط.

وقد اتسم المناخ العام للدرب بالحداد الصامت والمعلن فقط في عدد من اللافتات السوداء المعلقة على واجهات المنازل والمكتوب عليها بعض سطور من الانجيل مثل، طوبى للأموات الآن الذين يموتون فى الرب.

(انظر ملحق الصور)

وصف كنيسة العديسات

تبلغ مساحة كنيسة العديسات حوالي قراطين (350 متر مربع)، يحيط بها سور من الطين اللبن ارتفاعه حوالي 3 متر، وتبعد حوالي 8 كيلو متلا عن دير القديسين بجبل الطود.

وتتكون الكنيسة من ثلاثة هياكل (هيكل السيدة العذراء)، (هيكل الأنبا صموئيل المعترف)، (هيكل الشهيد أبو سيفين) تقام عليها الصلوات. وتخدم الكنيسة حوالي 420 أسرة مسيحية.

يحتوى صحن الكنيسة على كراسي المصليين فضلا عن الكرسي المخصص للأسقف عند نزوله للبلدة. ويغطي أرضيتها البلاط وسقفها من الألواح الخشبية، وتحيط بها أشجار النخيل والأراضي الخاوية والأراضي الزراعية ثم منازل السكان المسيحيين من حولها.

وحالياً يحيط بها عدد من اللافتات السوداء المكتوب عليها الآيات التالية:

(شهيد كنيسة العذراء بالعديسات كمال شاكر مجلع)

(طوبي للأموات الآن الذين يموتون في الرب)

(لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذلك أفضل جدا)

(إن عشنا فاللرب نعيش وإن متنا فاللرب نموت، إن عشنا أو متنا فاللرب نحن)

(أنظر الوصف بالتفصيل بالملحق 5)

الحقينا يا عدرا.. انجدينا يا عدرا

شاهدت البعثة المنازل وأشجار النخيل التي تم حرقها أثناء الأحداث (أنظر ملحق الصور). وزارت منزل المرحوم كمال شاكر مجلع.

كما زارت أحد المصابين في منزله (57 عاما-رفض ذكر اسمه- يعمل حمال) الذي حكي لهم ما تعرض له أثناء الأحداث وما أصابه من جراء ذلك قائلاُ:

يوم الواقعة كنت نائما في المنزل، وحوالي الساعة 7 مساء انقطع التيار الكهربائي عن المنازل، ثم سمعت صراخا في الخارج، وعندما خرجت لأرى ماذا يحدث، وجدت السيدات يصرخن قائلات: (الحقينا يا عدرا.. الحقينا يا عدرا). وكان هناك عساكر واقفين، وشاهدت النار تشتعل في أحد المنازل. وكان الجميع يصرخون والنار تزداد. وكان هناك مسلمين معهم جاز وبنزين في زجاجات، وقد عرفت ذلك لأن الجاز وصل إلى ملابسي. ورأيت غفيرين وعسكري يضربون نساء مسيحيات. وصرخت إحدى النساء لي أن المسلمين يحاولون إحراق الكنيسة، فجريت إلى الكنيسة التي وجدتها تشتعل وحولها أشخاص يرمون شعلات النار من اتجاه الغرب. وانشغلنا في محاولة إطفاء النيران، وهنا أتي شخصين (عيد أبو السعود الغريب) و(فرج أبو السعود الغريب) وضرباني على ذراعي الأيسر، فوقعت وصرخت بهما أنني (مش هاسيب الكنيسة حتى لو مت). ثم جاء ابن عمي وأخذني إلى المنزل وهناك حضرت الإسعاف ونقلتني إلى مستشفى الأقصر الدولي وهناك عملولي أشعة على المخ والذراع وخيطوا لي رأسي وقعدت في المستشفى 4 أيام.

في ضيافة الأخوة المسيحيين

وقد استضاف الأهالي المسيحيين أعضاء البعثة في المضيفة الخاصة بهم (باحة الكنيسة) والتى تقع أمام الكنيسة مباشرة، حيث جلس معهم مجموعة من سكان الدرب الذين أخبروا البعثة أن المشكلة ترجع إلى سنة 1970م حين أعيد بناء الكنيسة بعد هدمها عام 1968م ، ومنذ هذا التاريخ حتى نشوب الاحداث الاخيرة لم تكن هناك أية مشاكل بين المسيحيين والمسلمين فى القرية بل انهم كانوا يتعاملون كأخوة. وحين استفسرت البعثة عن أسباب اندلاع الأزمة الاخيرة افادوا بأن المسؤلية تقع على عاتق رجال الأمن الذين تواجدوا بشكل مبهم قبل اندلاع الاحداث بثلاثة ايام!!

وأكدوا كذلك أن قوات الامن لم تتدخل اثناء حدوث اعمال العنف ولم تقم بواجبها لحماية المواطنين المسيحيين اثناء قيام بعض المسلمين بالتعدى عليهم بالضرب واحراق ممتلكاتهم بل وظلوا واقفين يتفرجون.

واجمع المسيحيين على أنهم فوجئوا بهذا الهجوم من المسلمين دون معرفة أسبابه. كما أجمعوا كلهم على تواجد أحد افراد الشرطة لحراسة الكنيسة منذ فترة طويلة.

وتطوع أحد المسئولين عن الكنيسة "مثار النزاع" مشكورا بإعطاء البعثة كشف خاص باسماء المصابين المسيحيين.

الموت رعبا

ذكر الأهالي بأسى الرعب الذي سيطر على أطفالهم وقت الحادث حتى أن أحد الأطفال (جرجس اسعد شحات- 14سنة) قيل انه توفى أثناء نومه نتيجة للخوف الذي سيطر عليه وقد حكت جدته عن ذلك قائلة:

الواد ماكانش تعبان ولا حاجة، أول ما شاف النار والناس اترعب من الخوف ومن القنابل بتاعة الحكومة. في اليوم ده قطعوا علينا النور والمية، وبعد كدة سمعنا صوت عالي بيقولوا (الله

أكبر.. الله أكبر) وبنتي أول ما سمعت كدة قالتلي في حاجة هاتحصل النهاردة. وبنت بنتي وهى راجعة من الدرس عاكسوها عيال مسلمين وقالولها (الكنيسة حرقناها)، ولما جه قرايبنا يعزوا في الواد اللي مات طلعوهم مرتين من البلد وحاولوا يرجعوهم، وكمان بهايم ولادي الاتنين اتاخدت.

رفض المسلمين

وقد حاولت البعثة مقابلة بعض الأسر المسلمة لكنهم رفضوا المقابلة او التعاون مع البعثة دون إبداء الأسباب. إلا أن البعثة تمكنت من مقابلة الاستاذ فراج أحد المرشحين الذين لم يتمكنوا من الفوز فى انتخابات مجلس الشعب الاخيرة.

تعليق مرشح مجلس الشعب بالقرية على الأزمة

وقد تحدث الاستاذ/ فراج عن أسباب المشكلة والتى لخصها فى أنه فى يوم الاربعاء الموافق 18 يناير الجارى، ليلة عيد الغطاس، قام السيد ممدوح فيليب أحد كبار رجال الأعمال بمدينة الاقصر بالاتصال بالمسؤلين بكنيسة العديسات وأخبرهم بأن هناك ترخيص رسمي قد صدر بالموافقة على بناء الكنيسة، وبعد ذلك قام بعض المواطنين المسيحيين بالتعبير عن فرحتهم بهذا الخبر حيث قاموا باطلاق الزغاريد وتوزيع الشربات، وكان ذلك أثناء خروج بعض شباب المسلمين من مسجد القرية عقب صلاة المغرب ولدى معرفة الشباب المسلمين بأسباب هذه الزغاريد ثارت حفظيتهم وتطورت الاحداث سريعا مما أدى الى حدوث اعمال عنف ضد المسيحيين تمثلت فى التعدى عليهم بالضرب واحراق ممتلكاتهم واتلافها وسرقة بعض المواشى والهجوم على مبنى الكنيسة.

وأضاف فراج أن الشباب الذين أعتدوا في البدء ليسوا من المقيمين بقرية العديسات، وأحدهم كان متواجدا بسيارته الملاكي. وأن الكنيسة لم يكن لها تصريح رسمى باقامتها وأن الشعائر الدينية كانت تقام بها باتفاق ودي بين احد ذوى النفوذ فى الادراة المصرية وبين المسيحيين.

وأنه علم من أحد مسئولي الشرطة أن التقرير الفنى للواقعة أوضح انه أثناء احداث العنف جرى اطلاق نار على اسلاك الكهرباء مما أدى الى اشعال شرارة كهربائية أدت الى وقوع الحريق.

(أنظر الملحق 1- الشهادة بالتفصيل)
الرد مع إقتباس