عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 30-04-2005
محمد عبد المجيد محمد عبد المجيد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 60
محمد عبد المجيد is on a distinguished road
رسالة عاجلة من الرئيس مبارك ..سأبصق على وجه كل من يعطيني صوته!




رسالة عاجلة من الرئيس حسني مبارك
سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته!

أيها المواطنون،
ينبغي أن أعترف لكم بسر حفظته في صدري أعواما عدة، وهو رغبتي الشديدة في أن أجعلكم تقفون صفا واحدا يبدأ من الاسكندرية وينتهي في حلايب، ثم أصفعكم على أقفيتكم واحدا وراء الآخر، وبعدها أضع صندوق الانتخابات أمامي لأرى المشهد المصري من جديد، والنتيجة الطبيعية ستكون ملايين من الأصوات التي تؤيدني، وتطالبني بالاستمرار في استحماركم ست سنوات كأنهن قطع من الليل مظلمات.
ماذا حدث لكم؟
ماذا تريدون مني أن أفعل بكم أكثر مما قمت به في ربع قرن؟
جعلتكم في مؤخرة ركب الدول المتقدمة، وأعطيت اشارات خضراء واضحة لنهب وطنكم، واختفت مئات المليارات منذ أن توليت حكمكم بقوانين استثنائية لا يرضى بها سوى العبيد، ومر على سجوني ومعتقلاتي نصف مليون مصري ولازلت أحتفظ بخمسة وعشرين ألفا بدون محاكمة، وأشرت بالموافقة لضباط الشرطة والمخبرين والمرشدين أن يعاملوكم كحشرات لا قيمة لها، ووصلتني مئات التقارير عن التعذيب والاغتصاب والحرق والتنكيل والمهانة المفزعة فأسعدتني وأثلجت صدري، وتعرفتم في عهدي على أمراض وبائية وزادت البلهارسيا والكبد والتلوث ، وتضاعفت قدرة الفساد على الدخول لكل المناطق المحرمة حتى المحاكم والمؤسسات الدينية والجامعات والمعاهد العلمية والمستشفيات والصيدليات والاعلام والسياحة والزراعة ولم أُبق لكم مكانا واحدا تتنفسون فيه هواء نقيا، ومع ذلك تدعو الحركة المصرية من أجل التغيير ( كفاية ) إلى مظاهرات في أنحاء الدولة فلا يزيد عددكم على بضعة مئات يهتفون ضدي ولحرية بلدهم، يراقبهم سبعون مليونا قطع الخوف ألسنتهم وجمد الدماء في عروقهم وبلّد المشاعر في أحاسيسهم.
إنني في حيرة ليس لها تفسير.
هل المطلوب مني حتى تغضبوا أن آمر باغتصابكم فردا فردا؟
لقد فعلت معكم ما لو قمت به مع قطيع من الماشية لنفر غضبا، وتمرد على العصا، وواجهني محتجا ورافضا، والغريب أنكم قادرون على تبرير استغفالي إياكم واحتقاري لكم وازدرائي صمتكم وسكوتكم القاتل، فتخرجون في مظاهرات تأييد من الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة، ويجتمع بكم عضو مجلس الشعب في مسرحية سخيفة لتأييدي فتخرجون من بيوتكم كأنني أحمل لكم المن والسلوى، وقد رأيتهم بأعينكم أنني حملت لكم الخراب والصفر والمذلة والخنوع.
حتى الدين المقدس الذي علمكم رفض الطغاة، وأكد لكم أن الله تعالى كرم بني آدم، تستخرجون منه مخدرا أكثر تغييبا من البانجو لربط الايمان بطاعة ولي الأمر مهما فعل بكم.
سبعة عشر حزبا من تسعة عشر يعملون ظاهرا من أجلكم، فيوافقون على تأجيل الاصلاحات لما بعد الاستفتاء، وكأن يوما أو يومين أو شهرا أو سنة في عمر سجين أو معتقل أو مهان أو مظلوم ينتظر حقه لا تساوي شيئا، فمصر تستطيع أن تنتظر اصلاحات يعدها بها حفيدي بعدما تتحولون إلى متسولين يبحثون عن لقمة العيش في صناديق القمامة.
لماذا لا تغضبون لكرامتكم؟
لماذا لا تقوم قوى المعارضة النبيلة والنزيهة والشريفة بالتوقف فورا عن المظاهرات، والبدء في دعوة للعصيان المدني ينتهي معها مشهد العبودية المهينة؟
ستجدون مئات التبريرات، ومنها أنكم ستحددون الموعد لاحقا، وأن البلد لا تتحمل العصيان المدني، وأن الشعب يحتاج إلى توعية، وأن المصريين جبناء، وأن قوى الأمن ستبطش بكم، ولكن الحقيقة أنكم تتلذذون بسوطي، وتستمتعون بالقهر والقمع، وأنكم لا تجتمعون على فهم واحد للكرامة التي حددتها كل المواثيق والأعراف والأديان ولجان حقوق الانسان، ووضعتها الفطرة السليمة في النفس السليمة.
أنا الآن في مهربي بشرم الشيخ، وقريبا من تكثنات أمنية، وتستعد طائرة للاقلاع هربا ولجوءا لدولة صديقة، ومليارات من أموالكم ستنتهي في حسابات قوى الفساد التي صنعتها لكم، ولا أتحمل مزيدا من الضغط العصبي وآلام المرض، وأقترب من عامي الثمانين، ويترنح نظامي تحت ضربات عدة مئات من المعارضين وحركة ( كفاية)، لكنني واثق أنكم ستعيدونني سيد القصر الوحيد الذي تخضعون رقابكم لأوامره.
أربعة أشهر على الدعوة للعصيان المدني الذي يبدأ يوم شم النسيم ويستمر في الأيام التالية، وهو دعوة صريحة لرفض وجودي، وكذلك المطالبة بمحاكمتي على جرائم ربع قرن، وعشرات الآلاف قرأوا عن الدعوة، وتابعوا تطورها وتوسعها، ورفضتها كل قوى المعارضة ولكل منها حجة وتبرير ورؤية مختلفة، وأمسك شعلتَها شبابٌ متحمسون ومتوهجون عشقا للوطن السجن،وسيتوجهون في الواحدة ظهرا يوم شم النسيم إلى ميدان رمسيس آملين وحالمين أن يلتقي الوطن كله هناك، وأن يتحول يوم العصيان المدني إلى رفض كامل لي ولأسرتي، وأن تقف الأجهزة الأمنية من جيش ومخابرات ومباحث أمن الدولة وضباط الشرطة متعاطفة معهم، أو على الأقل صامتة.
أما أنا فأراهن على الخوف والجبن والتراجع والصمت والبلادة، ولكن مد الروح في نظامي تقوم به تبريرات منكم برفض معارضة أبناء وطنكم في العصيان أو التظاهر أو التجمهر وكأنكم جميعا في حرب أهلية لامتاعي بالمشهد العبثي.
أيها المواطنون،
لو كنتم تملكون ذرة واحدة من كرامة الشعوب الحرة فأروني غضبكم مرة يتيمة، وابعثوا برسالة إلى العالم أن المصريين لم يموتوا بعد، وأنكم من اليوم فصاعدا ستنتفضون غضبا، وتوقعون على وثيقة موت الجبن في صدوركم.
هل تعرفون ماذا سأفعل يوم العصيان المدني؟
سيأتيني تقرير مختصر، ثم أزيحه جانبا، وسيهمس في أذني مستشاري الخاص قائلا: سيدي الرئيس.. مبروك لقد فشل العصيان المدني ولم تكن هناك حاجة لقوات أمن كثيرة.
هل تصدقون أن في نفسي رغبة عنيفة أكتمها منذ وقت طويل، وهي أن أنهي خطابي في أكتوبر بعد نجاحي في الولاية الخامسة وأنا أطل عليكم، فأبصق على وجه كل من أعطاني صوته وباع وطنه وأهله ومستقبل أولاده من أجل لقمة عيش لن يحصل عليها ما حييت.
مرة أخيرة قبل يوم شم النسيم .. عصيانكم المدني، هل تغضبون مرة واحدة لكرامتكم؟


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
Taeralshmal@gawab.com
Taeralshmal@hotmail.com
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج
الرد مع إقتباس