عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 01-06-2006
servant4 servant4 غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 167
servant4 is on a distinguished road
***
الأخ الكريم إبراهيم سعده..
أرجوك ألاٌ تستعجلني..و ألاٌ تمل بسرعة مما قرأته حتي الآن من رسالتي.
إن الذي كتبته لك من قبل هو مجرد مقدمة للقضية الحقيقية، والأساسية، التي أريد أن ألفت نظرك، ونظر الشعب المصري بصفة عامة، إلي حقائقها، و وقائعها، فعلي مايبدو إنكم جميعا تعيشون في أبراجكم العاجية والعالية.. ولا يعنيكم إلقاء نظرة إلي ما يجري تحت أنوفكم.
وثق يا أخي المرتاح 'علي الآخر' في برجك العالي، والعاجي، أن ما لا تراه، وما لا تسمعه تحت أنفك وبعيدا عن سمعك هو أشبه بالبركان المشتعل، الذي ينتظر أول فرصة للاندفاع بحممه ليشعل الأرض كلها نارا، ودمارا، لن تتوقف لسعاتها علي أجساد الفقراء والمحرومين و الضعفاء في هذا البلد أو ذاك، وإنما ستمسك أول ما تمسك بأجساد الأثرياء، والأغنياء، والذين يتوهمون أن الأبراج العالية التي يحتمون بعاجها قادرة علي منع النيران المتأججة من الوصول إليهم، ولسعهم، وحرقهم، وتحويلهم إلي رماد تتناثره أول نفخة هواء.
أعترف لك أخي الكريم بأن المقدمة طالت أكثر مما يجب.. ولعلني قصدت بهذه الإطالة أن أثير دهشتك، وأكثر من لهفتك إلي معرفة النهاية التي أريد اقتيادك إليها. فلو أنني كنت مباشرة في طرح مشكلتي، فمن المؤكد أنك ستعتبرها مشكلة شخصية من قارئة لا تستحق أكثر من تمزيقها، والسخرية من كاتبتها، والأسف علي إضاعة دقائق من وقتك الثمين في قراءتها.
الذي أريد أن أؤكده لك يا سيدي إنني لا أطمع في كسب مساندتك، فأنت لا تملك مع احترامي لقدراتك أن تساعدني في هذه المشكلة، فهي أكبر بكثير من قدراتك، كما أنني لا أسعي إلي براعة أسلوبك، وقوة منطقك رغم إعجابي الشديد بهما للوقوف إلي جانبي، وحل قضيتي. فمهما بلغت من روعة الأسلوب، ومهما وهبك العلم بعد الله، قوة المنطق.. فأنت مع اعتذاري العميق لا تملك حولا أو طولا أمام هذه القضية.
إن هدفي من الكتابة إليك.. هو أن تقرأ رسالتي الطويلة، وأن تضطر إلي الدهشة مما جاء فيها، وبعد ذلك يمكنك أن تهملها، أو تمزقها، أو تعتبرها كأن لم تكن..وهذا حقك باعتبارك حريصا علي نفسك، ومبتعدا عن مشاكل تري أنها لا علاقة لك بها، أو تجد الشجاعة وكتاباتك تؤكد هذه الصفة وتبادر بنشرها كاملة، ليس بهدف إفزاع أو إسعاد قرائك، وإنما أملا في أن يهتم بها حكامنا، ويأمروا بتقصي الحقائق حول كل ما كتبته باعتبار أن ما حدث لي شخصيا يمكن أن يتكرر في كل قرية، وكل مدينة، وكل حي، وكل شارع.. إن لم يكن اليوم، فربما غدا.. أو بعد غد.
***
سيدي الكريم إبراهيم سعده..
أعلم أن صبرك عليٌ قد نفد، وأنك تحاول الآن أن تستعجلني لأصل إلي ما أسعي إليه، لكن أستحلفك بأغلي شخص لديك أن تتحملني أكثر مما تحمٌلت..و ثق إنني بعد أن أطلت في المقدمة، سأصل إلي النهاية أسرع مما توقعت!
حياتي بدأت عادية جدا، طفولة سعيدة بين أسرة بسيطة، متدينة، وملتزمة بتعاليم ديننا السمح.
شاء حظي ألاٌ أكون جميلة، ورغم ذلك لم أحزن ولم يمتليء قلبي بالغيرة من زميلاتي الجميلات في المدارس والجامعة التي تخرجت فيها، قلبي لم يعرف طوال طفولتي وشبابي غير الحب، وغير المشاركة في أفراح معارفي وصديقاتي، والحزن لأحزانهم.
وشجعتني أسرتي علي مزاولة العمل في وظيفة تتناسب مع دراستي، وتتفق مع ميولي. فكل أفراد أسرتي الصغيرة، وعائلتي الكبيرة، لا يفرقون بين الولد والبنت، وبالذات حقهما في العمل الذي يعتبر عبادة.. كما كنٌا نقول وحتي زمن قريب.
وتقدم شاب لطلب يدي..
أعجبتني فيه قوة شخصيته، وسلامة تفكيره، وخفة دمه، وعدالته في كل مواقفه.
فهو متدين..لكنه لا يتزمٌت.
وشجعتني أسرتي علي مزاولة العمل في وظيفة تتناسب مع دراستي، وتتفق مع ميولي. فكل أفراد أسرتي الصغيرة، وعائلتي الكبيرة، لا يفرقون بين الولد والبنت، وبالذات حقهما في العمل الذي يعتبر عبادة.. كما كنٌا نقول وحتي زمن قريب.
وتقدم شاب لطلب يدي..
أعجبتني فيه قوة شخصيته، وسلامة تفكيره، وخفة دمه، وعدالته في كل مواقفه.
فهو متدين..لكنه لا يتزمٌت.
الرد مع إقتباس