عرض مشاركة مفردة
  #45  
قديم 23-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
كلمتي في مؤتمر الأقباط الرابع


اسم الكاتب: حسين ديبان


السيد المهندس عدلي أبادير
الدكتور منير داوود
الدكتور كميل حليم
السيدات والسادة الحضور
من دواعي فخري وشرف لي أن أتواجد اليوم في هذا المؤتمر بين أخوتي أبناء مصر، وأمام هذه الباقة الجميلة من الأساتذة والمفكرين والأكاديميين (سيدات وسادة) الذين قدموا الى هذا المؤتمر من ربوع شتىً وهو مايبعث على الأمل والتفاؤل الكبيرين بأن مستقبلا زاهرا بخلاف ماضينا وحاضرنا الأسود الدموي ينتظر شعوب منطقتنا التواقة الى الديمقراطية والحرية والمساواة والإنفتاح على العالم ومنجزاته، بعد مئات السنين من القتل والظلم، وكبت الحريات، وتكميم الأفواه، والإنغلاق في بوتقة نصوص التخلف والهمجية والعنف والحض على الكراهية واشاعة التمييز بكافة أنواعه بين أبناء الشعب الواحد على قاعدة تلك النصوص، التي لا تعترف بشريك ولا تقر بآخر ولا تعرف من السماحة والمودة والمحبة والتآخي والسلام إلا أسمائها وفي جزء بسيط منها أتصور دائما بانه قد ورد في لحظة ضعف ووهن، وليس عن قناعة وايمان وهو ماقد حصل فعلا.
أيها السيدات والسادة
ان أغلب المشاكل التي تعانيها شعوب منطقتنا وباقي شعوب العالم المسمى زورا (العالم الإسلامي) وذلك في تجاوز علني وفاضح لملايين البشر معتنقي الأديان الأخرى وبينهم ملايين المسيحيين والدروز والصابئة المندائيين والشبك والأيزيديين والبهائيين، وغيرهم الكثير ممن لايدينون بدين الإسلام "السني" ولا أريد أن أتحدث عن اليهود الذين نجح مغاوير الإسلام وفرسانه من استئصال وجودهم. لا أذيع سرا أو أضيف جديدا اذا قلت بأن كل مشاكلنا الكبيرة منها والصغيرة يقف ورائها نصوص استئصالية، وأفكار اقصائية، وادعاءات استعلائية، ونزعات أحادية لا ترى الحق إلا لها وبين أيديها وفي نصوصها وغيرها اما كافر أو مشرك أو مرتد أو مارق أو زنديق.


وبالنسبة لما حصل تاريخيا في مصر ومازال يحصل الأن من جرائم قتل مروعة بحق الأقباط واختطاف فتياتهم واجبارهن على التأسلم والإعتداء على دور عبادتهم، والهجوم المستمر عبر وسائل الإعلام كافة على معتقداتهم، والتمييز العنصري بحقهم في مجال الوظائف والمناصب الحكومية والخاصة، كل هذا لم يكن ليكون لولا تلك النصوص التي تتهم المسيحيين عامة بالظلالة، ونصوص أخرى تُحرم الى أقصى درجة ولاية غير المسلم على المسلم حتى لو كان هذا المسلم لا يملك من المعرفة درهما، في حين ان الأخر المسيحي يملك قناطيرا وليس قنطارا واحدا، وهذه حقيقة ثابتة يؤكدها اليوم الفارق الشاسع والخطير بين مايملك الغرب "الكافر" من علوم ومعرفة ومايملكه عالمنا الإسلامي من تخلف وجهل، ولو حصرنا هذا في المجال المصري فإن حجم الفارق في المعرفة والعلم وإعمال العقل والنشاط الذهني والحيوية من خلال مشاركة الأقباط بما لا يقل عن خمس وثلاثون بالمئة من الحركة الاقتصادية في مصر في حين ان نسبتهم العددية ربما لا تتجاوز خمسة عشر بالمئة من مجموع السكان.

إن الإستبداد السياسي الذي يعانيه اليوم المواطن المصري المسيحي والمسلم على السواء وكذلك بقية أبناء منطقتنا لم يكن ليستمر لولا وجود واستمرار التغطية الدينية عبر آلاف النصوص والفتاوي والتي وصلت في غِيها ودجلها حد تأليه حكامنا، وكذلك استمرار التدفق للمال الديني الوهابي، ولا سبيل للتخلص من هذا الإستبداد إلا بعد رفع الغطاء الديني وفضحه وتعريته كخطوة أولى وأراها قد أُنجزت تقريبا يصار بعدها الى كنس هذه الأنظمة والخلاص منها ومن دساتيرها العنصرية ولا مجال للتردد اطلاقا في طلب العون والمساعدة من شعوب العالم الحر وحكوماته ومؤسساته في سبيل الخلاص من هذه الأنظمة المجرمة والفاسدة والمهترئة، ولا مجال هنا أيضا للتوقف كثيرا أمام تهم أصبح لا معنى لها من قبيل الخيانة والعمالة والإستقواء بالأجنبي في ظل استعصاء انجاز التغيير من الداخل. إن دولنا قد تحولت الى مزارع وعزب خاصة لحسني وأولاده وبشار واخوانه وأبناء عمه وخاله وغيرهم من حكام العرب ومن يفتي لهم من دجالو الدين. هذه العزب والمزارع الخاصة أو الأوطان مجازا تصبح خيانتها منتهى الوطنية والسكوت على أوضاعها الراهنة بحجة الحفاظ على السيادة الوطنية منتهى الخيانة.
مع التعاضد والتعاون في سبيل الخلاص من هذه الحكومات ومن يقف ورائها ويدعمها من رجال الدين ونصوصهم البدائية تتوقف معاناة الجميع مسلمين ومسيحيين وآخرين، لينطلق هؤلاء جميعا لبناء أوطانهم التي يسودها حكم القانون ويُسيرها دستور يتفق الجميع على صياغته واقراره..دستور يحترم الإنسان والإنسان فقط بوصفه مقدسا وحيدا لا يستطيع أحد المساس به وبحقوقه..بعيدا عن التصنيفات العنصرية المستندة الى دين الإنسان وعرقه ولونه ونوعه التي تمتلأ بها بها دساتيرنا اليوم.
إنها مهمة شاقة وطويلة لاشك، ولكن مع توافر الإرادة والإصرار على انجاز التغيير فلابد من النجاح، فالتاريخ قدم لنا دروسا كثيرة ومعبرة بخصوص الديكتاتوريات وحتمية نهايتها، وهذا المؤتمر يأتي في سياق العمل من أجل انجاز التغيير والإطاحة بالدكتاتوريات القائمة، وهو مانتمنى له النجاح ومانسعى اليه.
سيروا أيها الأقباط ونحن معكم في معركتكم، ففي خلاصكم خلاص لنا نحن المسلمين من خلال استعادة عقول الكثيرين منا التي صودرت منذ زمن طويل وآن آوان استعادتها...وشكرا.


حسين ديبان
نيوجيرسي/الولايات المتحدة


http://www.copts-united.com/wr/go1.p...from=&ucat=63&
الرد مع إقتباس