عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-08-2006
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
ماذا جرى اليوم لأقباط مصر، إنها صورة مختلفة تماما. السيدة مني الشاذلي في إحدى حواراتها في برنامج العاشرة مساءً قالت، "كنا زمان عندما نجد زواجا مستقرا نسميه زواج أبط (أقباط) لكن الأمر قد تغير، فالإحصائيات اليوم تقول أن نسبة الطلاق في العائلات القبطية تماثل الطلاق في العائلات المسلمة". لقد أصبحت مشاكل الأحوال الشخصية عند الأقباط مشكلة مستعصية تأرق المجتمع وتلوكها الألسن ويناقشها الإعلام. لم يعد غريبا عندما تقرأ أخبار الحوادث في الجرائد أن يشد التفاتك عدة أسماء قبطية مشتركة في كل أنواع الجرائم. تقول بعض الإحصائيات الغير رسمية أن عدد الذين يتركون المسيحية يبلغ حوالي عشرة آلاف كل سنة هذا غير من يتركون الكنيسة القبطية للمذاهب المسيحية الأخرى الأمر الذي كان نادرا جدا فيما سبق. وليس أدل على مدى التدهور الذي وصل إليه المجتمع القبطي بل المجتمع الكنسي من أن ثلاثة زوجات لكهنة أقباط في نفس الوقت قررن إشهار إسلامهن هربا من عذاب الزوج الفاضل ذلك الكاهن المسئول عن رعاية الشعب وتعليم الفضيلة الأمر الذي لم نسمع عنه أو نتصور إمكانية حدوثه من قبل!


كل ذلك التغير إلى الأسوء حدث في زمن قياسي واقترن بزيادة ارتباط الأقباط بصورة غير مسبوقة بكنيستهم، بل للدقة اقترن بزحف الكنيسة وسيطرتها على البيت القبطي. فتغيرت بنية هذا البيت حتى صار الكاهن عنصرا أساسيا يفرض وجوده ويوجه كل نشاط داخل البيت القبطي ويستخدم سلطانه الكنسي المغالى فيه ليلغي سلطة الأب ودوره في رعاية بيته. وهذه واحدة من أهم مسببات الزيادة المهولة في نسبة الطلاق وخراب البيوت. امتلأت الكنائس بالمصلين بصورة كبيرة جدا حتى أن معظم الكنائس مفتوحة سبعة أيام في الأسبوع صباحا ومساءا. هذا النشاط الرائع في ظاهره اقترن بهبوط حاد ومفاجئ وسريع في المستوي المجتمعي القبطي. لماذا؟ وكيف؟

ما سبب هذا التغير الكبير والمفاجئ في المجتمع القبطي؟ ماذا حدث لهذا الجيل؟ التغير الذي حدث هو أن بطريركا قد فرض نفسه على الكنيسة منذ 35 عاما أحدث تغييرا أيديولوجيا شاملا في كل المفاهيم الدينية والأعراف السائدة مما أحدث فجوة رهيبة ومخيفة في تاريخ هذا المجتمع العريق. أحاط البابا نفسه بشلة من الشباب الذي ليس له أي مواصفات ذهنية أو معرفية أو قيادية، بقدر ما لهم من قدرات على النفاق ونشر الإشاعات، ونقل الكلام وأهم ما يميزهم هو الولاء الكامل للبابا حتى الموت بأسلوب نازي هتلري. وبينما أحاط البابا نفسه بالمتعصبين من الشباب فقد أبعد المثقفين الذين شكلوا في الماضي الثقل الحضاري للمجتمع القبطي وأعطوه وزنه الثقافي المتميز في وسط المجتمع المصري والعالمي. ولم يقم الباب فقط بعزل المثقفين السابقين عليه الذين كانوا يعرفون حقيقته بل حرص على استمرار استبعاد كامل لأي من المثقفين الجدد في العمل المجتمعي القبطي حتى لا يكون هناك صوت واحد يتوازى مع صوته. وبذلك توقف العمل العلماني البنَّاء في المجتمع القبطي فأصابه الشلل الكامل. واقتصر العمل العلماني على النفاق والعمل الدعائي للبابا الذي يقوم به شباب متعصب ليسوا على مستوى المسئولية التاريخية لأقباط مصر فيقوموا بتعتيم الرؤية لتغيِّب الشعب عن واقع يتقدمهم للضياع والدمار .


أما على الساحة الكنسية فقام البابا بحرب شعواء ضد كل علماء الكنيسة اتهمهم فيها بالهرطقة مستخدما أبواق دعايته من الشباب المتعصب الجاهل لتدمير البنية الكنسية الراسخة القوية التي تأصلت على مدار الزمن. وبذلك أحدث تشويها في المفهوم العقيدي للكنيسة والذي يحتاج لمئات السنين قبل أن يمكن درء الصدع الناتج. لقد تهاوي مستوى التدريس في الكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية الذي أصيح في حكم المغلق فقد استبعد البابا العلماء الذين انقطعوا عن المعهد بفضل سياسة البابا، الذي عين بالمعهد والكلية الإكليريكية مدرسين بدون مؤهلات علمية كل مؤهلاتهم هي الولاء للبابا. وبذلك فقد توقف التعليم اللاهوتي والكتابي والكنسي بالكنيسة القبطية.

كان عدد أساقفة الكنيسة قبل البابا شنودة يتجاوز العشرين بقليل فزاد عددهم إلى ما يقرب من 130 أسقفا بزيادة 600%، وكثيرا منهم كل عمله سياسي لحساب البابا. الأغلبية من الأساقفة الجدد من صغار السن منهم من رسموا أساقفة وهم في العشرينات من العمر، بلا خبرة بلا علم بلا معرفة دينية ولا اجتماعية فضرب البابا عرض الحائط بكل القوانين الكنسية و بهذا ضرب الكنيسة في مقتل بتعيين قيادات هزيلة غير قادرة على القيادة وصنع القرار. ومن مهازل القدر أن البابا رسم سائق سيارته أسقفا ليثبت لنفسه أولا ثم للآخرين أنه قادر على كل شيء وأن سلطانه لا يقاوم! ورغم أن هذا الأسقف حقق فشلا ذريعا في كل عمل أسند إليه حتى أنه لم يستطع إدارة كنيسة واحدة، وأينما ذهب سبب مشاكل لا حصر لها وترك الكنيسة. البابا يتمسك بهذا الأسقف حيث يستفيد من مواهبه المدمرة. إن أهم ما يميز الإدارة الكنسية للأنبا شنودة هو الانقسام والتحزب والصراعات والخلافات والبلبلة. فقد اختلق هو وأساقفته الصغار مشاكل لا حصر لها مع الشيوخ من الأساقفة القدامى. والأنبا شنودة شخصيا يستفيد جدا من كل هذا فحتى الخلافات التي تقوم بين أساقفته ورجاله صغار السن تعطي للأنبا شنودة الفرصة ليقيم من نفسه حكما عليهم، كما أن الخلافات بينهم لا تعطي لأحد الفرصة للتحالف ضده. الأنبا شنودة يحرص على ألا يحل المشاكل أو يعالج الخلافات. فوجود المشكلة تعطي لوجوده سببا، واستمرار المشكلة هو الذي يزيد من احتياج الناس له أكثر. وهو لا يهمه النتائج السيئة للخلافات التي قد تكون مدمرة لأسقف أو لكنيسة أو لعائلة أو لمجتمع كنسي بقدر ما يهمه تأكيد قوة سلطانه بغض النظر عن النتائج. ويتَّبع أساقفته نفس هذا المنهج المدمر في إدارة الكنيسة. ولذلك فإن مجرد وجود الأنبا شنودة فوق الكنيسة القبطية هو ورجاله الذين ينشرون الوقيعة حتى بين الأساقفة، لأمر مدمر للمجتمع القبطي.


أما عن الكهنة فقد رسم البابا ما يزيد أو يقل قليلا عن عشرة آلاف كاهن جديد من رجاله. هذه الأرقام الضخمة من الخدام الجدد لو كانت تقوم بعملها الرعوي فالمفروض أنها تقدم للكنيسة خدمة متميزة تقتادها إلى النمو والتقدم المجتمعي. لكن ما حدث هو العكس تماما فنسبة الطلاق قد ارتفعت لأرقام فلكية لم يعرفها المجتمع القبطي في تاريخه وبالتالي ارتفعت نسبة الفساد في المجتمع كما تشرح الإحصائيات. النتيجة المأسوية لازدياد عدد الأساقفة والكهنة تعلن على الملأ أن خللا مروعا قد حدث ويحتاج لعمل حاسم لإنقاذ هذا المجتمع من براثن طغمة اعتلت قيادة المجتمع الكنسي والقبطي كل همها هو التسلط فدمرت كل ما كان فيه هذا المجتمع من رفعة وعظمة.

وإذا كانت الخلافات والفتن والوقيعة على مستوى الأساقفة بهذه الدرجة فكم تكون خطورة الأمر على مستوى الكهنة. هناك من الكهنة من هم معينين لنقل كل كلمة تدور في كل كنيسة للبابا مما يثير الرعب والإرهاب في نفوس الجميع. في تصريح لأحد المسئولين في الكنيسة لمجلة روزة اليوسف قال "المحاكمات الكنسية غاية العدل أو العدل المطلق والدليل أن هناك الآلاف من الكهنة عرضوا على المجلس الإكليركي العام منذ اعتلاء قداسة البابا شنودة الثالث المرقسية وتنوعت العقوبات ما بين الانصراف من المحكمة دون أي جزاء نظرا لعدم وجود أي شبهة خطأ في تصرفات الماثل للمحاكمة" هذا التصريح الخطير يعلن أن هناك آلاف من الكهنة الأبرياء تحاكم!!!! وعبارة الأبرياء وغير الأبرياء تتوقف على التهم التي توجه للكاهن ومعظمها يتعلق بالولاء للبابا. في هذا الجو من الإرهاب كيف يستطيع الكاهن أن يخدم وهو معرض بسبب وشاية لعقوبة كنسية قد تتسبب في وقف مرتبه. والمحاكمات الكنسية للكهنة لا يحكمها قانون. فالبابا هو المشرع وهو النيابة وهو القاضي في نفس الوقت، كما لا يوجد استئناف في الحكم. ولذلك تحول الكهنة إلى مدَّاحين لقداسة البابا في كل ما يعمله من دمار في الكنيسة.
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )


آخر تعديل بواسطة Zagal ، 10-08-2006 الساعة 11:00 PM
الرد مع إقتباس