عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-08-2006
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road

أما على المستوي الشعبي فكل هذه الشرور انعكست عليه بصورة خطيرة سنشرحها في أحاديث مقبلة. ومثل واحد على ذلك الطلاق. من العجيب أن تزداد حالات الطلاق بهذه الصورة الوبائية في المجتمع القبطي في وقت يزيد البابا من قبضته الحديدية فيقيد الطلاق بقوانين صارمة يفرضها على المجتمع. وهذه القوانين نفسها هي من أهم الأسباب التي من أجلها يترك الأقباط دينهم بأعداد ضخمة بلغت مئات أضعاف للعصر السابق عليه. الأنبا شنودة لا يعبأ أو يهتم بمن يتركون الكنيسة، بل تصريحاته القاسية بهذا الخصوص تتنافى تماما مع واجبه الأبوي والرعوي كبابا وبطريرك للكنيسة ومع التعاليم المسيحية. كم من المرات صرح بأنه من الأفضل للكنيسة أن يتركها هؤلاء الغير ثابتين في الإيمان، فالكنيسة ليست في حاجة لمن يتركها. وهذا المبدأ الخطير الذي لا يستنكف البابا من التصريح به في كل مناسبة يحمل مخالفات جسيمة وصريحة لتعاليم المسيح نفسه بهذا الخصوص حيث يقول. "ماذا تظنون إن كان لإنسان مائة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال (مت 12:18). ويقول أيضا، "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب فيخطف الذئب الخراف ويبددها." (يو 10: 11-12) . ويقول القديس بولس الرسول"من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو 29:11). وأمام هذا الفكر المسيحي أين نجد للأنبا شنودة ورأيه موقعا؟ !!!!
*********
إن المجتمع كجسم الإنسان به خطوط دفاع مناعية تفرز قوى لتخلصه من العناصر الضارة والنفايات الغير لازمة للجسم. وقد تكون هذه الإفرازات سموما تضر الإنسان نفسه وقد تكون خلايا سرطانية. الإدارة الكنسية اليوم التي صارت بلا فائدة للمجتمع بل تشكل عبئا رهيبا وضغطا مفسدا، بلغ ضرره لكل فرد في العائلة القبطية حتى الطفل الذي شرده الطلاق والضياع الذي أصاب البيت القبطي. لقد حان الوقت ليفرز الجسم المجتمعي القبطي ما يقاوم العنصر الدخيل الذي فرض نفسه عليه. ولذلك أفرز الجسم القبطي سُما زعافا يتناسب مع حجم الفساد الذي استشرى في جسد الكنيسة على مدى 35 عاما. إن ظهور مكسيموس الذي أقام نفسه بطريركا ليقسم الكنيسة ليس إلا هذا الإفراز المجتمعي.

ماكس مشيل أقام من نفسه بطريركا باسم الأنبا مكسيموس الأول ليعلن انقسام الكنيسة القبطية لأول مرة في تاريخها بهذه الصورة الخطيرة. من النواحي القانونية البحتة مكسيموس لا يمكن قبوله بطريركا للكنيسة. فهذا التصرف يخالف القوانين الكنسية في مناحي كثيرة واضحة. إن هذا الحدث هو نتيجة طبيعية فرضه على المجتمع القبطي الفساد الكنسي، فلولا هذا الفساد لما وَجَدَ ماكس العدد من الشعب المؤيد له والكافي حتى يقوم بما فعله. المتضررون من الفساد في عصر الأنبا شنودة كثيرون جدا،، فمنهم من أسلم ومنهم من ترك الكنيسة إلى طوائف أخرى ومنهم من يصمد في صبر نافذ تحت ظروف غاية في الصعوبة. البطريرك مكسيموس فتح بابا جديدا للمتضررين ليجدوا ملاذا لهم عنده، في حل وسطي تحت مسمى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. قبل ظهور مكسيموس لم يكن الأنبا شنودة يعبأ بالخارجيين عن الكنيسة، بل كما أوضحنا أعلاه كانت تصريحاته تتنافى تماما مع واجبه الأبوي كبطريرك وراعي للكنيسة فكم من المرات صرح بأنه من الأفضل للكنيسة أن يتركها هؤلاء الغير ثابتين في الإيمان. بعد ظهور مكسيموس كمنافس الأمر قد تغير تماما فإن كل فرد يفقده الأنبا شنودة من الكنيسة يشكل قوة تضاف لمنافسه وتعضده. استخدام الشدة والحرم والطرد الأسلوب الذي يجيده الأنبا شنودة لم يعد وسيلة مجدية. الشباب المحيط بالأنبا شنودة الذين يستخدمون السباب والشتم والأساقفة الذين يجيدون الدعاية والتملق والنفاق ليقولوا للخير شرا وللشر خيرا أصبحوا في وضع المترقب فأساليبهم قد تهرأت ولم تعد بذات قيمة بل احتمال ضررها أكبر من نفعها.

إن انقسام اليوم هو انقسام حقيقي فُرِض على الأنبا شنودة لأول مرة، وليس انقساما من صنع الأنبا شنودة مثل كل مرة سابقة من انقسامات مفتعلة يصنعها ليشل أي عمل بنَّاء في الكنيسة. إن هذه الأزمة هي النتيجة الحتمية لأعمال الأنبا شنودة. وهي وسيلة أوجدها الفساد نفسه لتخفف من حدة الضغظ الشنيع الذي به يضغط الأنبا شنودة ورجاله على الكنيسة التي صارت فريسة مهيضة يتسابق الكل على افتراسها.

الكنيسة اليوم يصارعها في الخارج أعداء متربصون وتصرعها من الداخل قوى متحاربة تقوم بافتراسها وامتصاص آخر قطرة في دمها. إن على المثقف القبطي اليوم واجب ثقيل وصعب لإنقاذ المجتمع القبطي من براثن المغامرين. فعلى المثقفين الأقباط من العلمانيين أن يقوموا بعمل لإنقاذ ما تبقى لنا. إن ما لنا مازال كثيرا ولكن إن لم ننقذه فنحن جميعا ضائعون،
فإما أن نكون أو لا نكون.


علينا أن نجتمع ونتحد في الرأي ونقوم بجدولة أعمالنا على أساس علمي. علينا أن نتعاون مع كل من هو مخلص لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ليس هناك رؤية واضحة لما يلزم عمله قبل أن تجتمع كل قوى الخير في المجتمع القبطي لعمل ما يطهر الكنيسة من الفساد الداخلي ويصحح مسارها نحو خطها الذي كان دائما في اتجاه صاعد.
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )

الرد مع إقتباس