الموضوع: من هو الاعظم؟
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-06-2005
2ana 7or 2ana 7or غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 745
2ana 7or is on a distinguished road
من هو الاعظم؟

عندما سئلوا السيد المسيح عن من هو الاعظم ؟
مرقس9 : 33-35
33وجاؤوا إِلى كَفَرناحوم. فلَمَّا دخَلَ البَيتَ سأَلَهم: ((فيمَ كُنتُم تَتَجادَلونَ في الطَّريق ؟)) 34فظَلُّوا صامِتين، لأَنَّهم كانوا في الطَّريقِ يَتَجادَلونَ فيمَن هُو الأَكبَر. 35فجَلَسَ ودَعا الاثَنيْ عَشَرَ وقالَ لَهم:((مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم)).

هذا هو الفرق بين الحكام المسلمين و حكام العرب حيث جميع الحكام المسلمين يستمدوا سلطاتهم من مثلهم الاعلى محمد رسول الاسلام اللذى استغل الدين و التدث بأسم الله لمصالحته الشخصية و مجد نفسه ....
يجب ان نبدأ بنفسنا نحن الاقباط من يريد ان يكون بيننا كبيرا و زعيما عليه ان يكون خادما مدنيا قبل ان يكون خادما روحيا.

بنفس المعنى كتب الصحفى المصرى - الكندى مسعد حجازى فى جريدة أيلاف يوم 2/6/2005.
مطلوب حكام خدام لا أسياد على مواطنين لا رعايا
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaEl...05/6/66464.htm

دعونا نناقش الأمر بهدوء ودون صراخ أو تشنج:
الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش يطالب مصر والأنظمة العربية بتحقيق الإصلاح والديمقراطية، فترد مصر والأنظمة العربية بأن الإصلاح يجب أن ينبع من الداخل،... " كلام جميل، وكلام معقول ما أقدرش أقول حاجة عنه "، غير أنه يحق لنا جميعا أن
نسأل هذه الأنظمة سؤالا بديهيا ومنطقيا:
ولماذا انتظرتم كل هذه السنين الطويلة؟!! وما الذى منعكم من البدأ فى الإصلاح وتحقيق الديمقراطية الحقيقية لشعوبكم؟!!!
حقيقة الأمر هى أنه لا بوش صادق فى دعواه إلا بالقدر الذى يحقق مصالح بلاده ومصالح إسرائيل، ولا الأنظمة العربية الديكتاتورية جادة عندما تتحدث عن الإصلاح إذ أن تحقيق الديمقراطية الحقيقية يعنى ببساطة زوال كراسى الحكم والعرش والسلطان، والتى هى أهم ألف مرة من بوش " ومن اللى خلفوه "، وهما والدته السيدة الفاضلة " باربارا بوش "، ووالده السيد " جورج هربرت وولكر بوش ".... إذن ما المشكلة؟!! وما الحل؟!!!
هل يكفى أن نصرخ ونقول " كفاية " ؟
قديمة.. عبد الحليم حافظ قالها منذ نصف قرن وهو يغنى " كفاية نورك علي ".
أم هل يكفى أن نقول " موش كفاية " ؟... وهذه أيضا قديمة وغناها ولحنها فريد الأطرش " موش كفاية يا حبيبى موش كفاية ".
يخطئ كل من يتصور أن تغيير حسنى مبارك أو أى حاكم عربى بحاكم آخر هو مفتاح التغيير والإصلاح الحقيقى، يا ليت الأمر كان بهذه البساطة والسهولة.... مشكلتنا أو مصيبتنا يا سادة أعمق من هذا بكثير.
المشكلة فى حقيقتها وجوهرها تكمن فى ثقافة القهر، وهى ثقافة ليست قاصرة فقط على قهر الحكام للشعوب، وانما أيضا فى قهر بعضنا للبعض الآخر،... إنها ثقافة تجدها فى البيت، وفى المدرسة، وفى الجامعة، وفى كل مصلحة حكومية ومكان عمل،... تجدها فى قهر الرجل للمرأة، والأخ الأكبر لشقيقه الأصغر، و الأخ لشقيقته، والزوج لزوجته، والموظف الكبير للموظف الصغير، فالكل مدان.. الحاكم والمحكوم، الكبير والصغير.
وثقافة القهر هذه ليست حديثة العهد بنا، أو أننا استوردناها من الخارج ككل الأشياء التى أصبحنا نستوردها .
إنها ثقافة قديمة منذ القدم، وتأصلت فينا دون وعى وعبر آلاف السنين، وتكشف عنها إ حدى البرديات الفرعونية القديمة، والتي تعرف باسم " شك ا وى الفلاح الفصيح "، وهى احدى النماذج الرائعة على القول الابداعى لدى المصريين القدماء، ويرجع تاريخها الى عام 2200 ق.م إبان عصر الدولة الوسطى، وفي هذه الوثيقة البردية القديمة التى تفضح واقعنا الحاضر لا يعبر الفلاح المصرى القديم عن آلامه فحسب، بل و عن ثورته على الظلم، ومطالبته بالعدل ( أقم العدل، ومن أجل الإله الذي أصبح عدله قانونا ).
والفلاح الفصيح هو " خنوم أنوب "...
فلاح مصرى عاش منذ حوالى 4000 سنة فى قرية تسمى " حقل الملح " بمحافظة الفيوم،... وتتلخص القصة فى أن الفلاح " خنوم أنوب " وجد أن صومعة الغلال أشرفت على النفاذ، فحمل قطيعا من الحمير بحاصلات قريته واتجه صوب المدينة أو المركز ليستبدل حاصلاته بالغلال، وكان الطريق يحتم عليه المرور بالقرب من منزل شيخ البلد " تحوت نخت"، وهو موظف حكومى صغير، وممثل الفرعون الذى هو الإله فى مصر القديمة الفرعونية، وعندما شاهده " تحوت " طمع فى الحمير، فأغلق الطريق أمام الفلاح خنوم الذى إضطر إلى السير داخل الحقل المملوك للملك، فأكل حمار بعضا من الزرع، فانقض " تحوت " على الفلاح وقبض عليه، وصادر الحمير.
وفى السجن تعرض الفلاح للضرب والإهانة والتعذيب، والتهمة الجاهزة كالعادة والتى لازالت سارية حتى يومنا هذا هى : الإخلال بأمن الدولة !!!.
وبعد بضعة أيام ظن " تحوت "
شيخ البلد أن الإفراج عن الفلاح " خنوم أنوب " سوف يجعله يفرح بالنجاة، غير أن الفلاح المصرى الحر الأبى رفض أن يرتضى بالنجاة الزائفة بعد سجن وإهانة وتعذيب على جريمة لم يرتكبها أصلا عن عمد، وذهب إلى " دينزى ميرو " حاكم المقاطعة أو المحافظة، والذى أمر بإجراء تحقيق فورى فى الأمر، ولكن الذى حدث أن باقى الموظفين عند شيخ البلد إنحازوا إليه وضد الفلاح "خنوم أنوب "، وادعوا أنه ربما يكون متهربا من دفع الضرائب، وتجاهلوا فى شهادتهم مسألة الحمير، ومن الذى أغلق الطريق،
ولكن الفلاح لم ييأس وقال للحاكم فى شجاعة:
- " لأنك أنت والد اليتيم، وزوج الأرملة، وأخ لمن هجره الأهل، وستر لمن لا ستر له، دعنى أضع اسمك فى هذه الأرض كى تخلد فوق كل قانون عادل يا أيها القائد الذى لا يشوبه الطمع، ويتجنب الصغائر، أستجيب إلى الصيحة التى انطلقت من فمى، بأن تقيم العدل، وتكشف الضر عنى، فإننى فى حيرة. "!!!!.
فصاحة الفلاح " خنوم أنوب " أدخلت
الغبطة والسرور عند الحاكم فذهب الأخير إلى الملك ( الفرعون ) ليخبره بالقصة كلها، ويحمل شكاوى الفلاح الفصيح، وهى تتلخص فى " خيبة أمله بسبب غياب العدل والعدالة، مع تلميح بعقاب الله للظالمين الطغاة، وأن نهاية العالم تقترب.. تكلم الصدق وافعل الصدق لأنه عظيم، والجزاء عليه سيتبعك حتى سن الشيخوخة،.. من يغش فلن يرزق أطفالا، ولن ترسو سفينته على الشاطئ، ولن يحظى بيوم سعيد. "..
اهتم الملك بشكوى الفلاح خنوم أنوب، وسر كثيرا لفصاحته، وأمر بإعادة كل الحمير إلى الفلاح الفصيح.
هذه القصة الحقيقية جسدها المخرج المصرى العالمى ( الراحل) شادى عبد السلام فى فيلم سينيمائى بعنوان " الفلاح الفصيح " فى عام 1970، والذي فاز بجائزة (السيدالك) في مهرجان فينيسيا السينيمائى الدولى فى نفس العام.
لم يهتم شادى عبد السلام فى فيلمه الرائع بالتصريح بإسم الفرعون الجالس على العرش أو حتى الإسم الحقيقى لبطل الرواية ( خنوم أنوب ) كما ورد فى البردية، فقد انصب اهتمامه على البطل الحقيقى ألا وهو الموقف الإجتماعى المحدد المكرر والمستمر، الذى ينم عن القهر، والذى بتكراره واستمراره أصبح ثقافة متوارثة وسائدة.
والطامة الكبرى أننا أصبحنا نعانى اليوم من نوعين من ثقافة القهر: قهر داخلى، وقهر خارجى، وسواء شئنا أم أبينا فإننا لن نتخلص من مظاهر القهر الخارجى إلا إذا تخلصنا أولا من مظاهر القهر الداخلى بكل صنوفه وأشكاله، وهذا لن يتحقق إلا بإطلاق كل الحريات السياسية وأهمها حرية التعبير بكل أشكاله، وهى لا تعنى حرية القذف أوالتشهير أوالإفتئات على حقوق الأخرين،... وبتحقيق الديمقراطية الحقيقية، فهذا هو مطلب " خنوم أنوب " ومطلب كل مواطن وفلاح مصرى...
فصيح كان أو " غير فصيح ".
والقوى السياسية النشطة والفاعلة فى الشارع المصرى اليوم عليها أن تدرك أن السياسة هى فن الممكن، وفن التعامل مع الواقع،.. عليها أن تدرك أنها فى مطلبها العادل
بتحقيق الديمقراطية يجب ألا تنسى أنها بصدد الحديث عن مصر، لا عن إنجلترا أو فرنسا أو أمريكا أو كندا أو غيرها من الدول، وأن ظروف مصر وواقعها السياسى والإقتصادى والإجتماعى يختلف كلية عن ظروف وواقع هذه الدول، ونحن للأسف لا نملك فى مصر قوت يومنا وإطعام شعبنا بأنفسنا حتى الآن، ونستورد ثلاثة أضعاف ما نصدره!!!.... نحن لا خلاف بيننا جميعا على أننا ننشد ونريد الديمقراطية الحقيقية، والسؤال هو كيف؟!!!
هل نستوردها معلبة مغلفة فى ورق سوليفان؟
1/2
الرد مع إقتباس