عرض مشاركة مفردة
  #306  
قديم 09-08-2009
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
مشاركة: أكاذيب الصحافة الإسلامية

ويل لي إن لم أكتب عن نجلاء الإمام












08/08/2009
بقلم: مدحت عويضة

أنا إنسان ليبرالي لا أهتم بمن يتحول عن عقيدته الأصلية سواء كان التحول للمسيحية أو الإسلام, طالما كان هذا التحول قد تم بدون ضغوط وبدون ترهيب أو ترغيب ...

ولم أكن أنوي الكتابة مطلقا عن نجلاء الإمام حتي علمت بما حدث لها في إستوديو قناة المحور الفضائية, من محاولة الإعتداء عليها من قبل لواء شرطة مسيحي نال شهرته عن طريق نفاق النظام علي حساب بني جلدته, ومحامي يعد أحد رموز الرجعية والتخلف في مصر والذي تخصص في رفع القضايا ضد الفنانين والعلمانيين وكل المستنيرين , وكأن الرجل قد كتب له الله توكيلا للدفاع عنه, دون أن نعلم في أي مكاتب التوثيق قد وثق عقد الوكالة هذا ...

ونجلاء الإمام لمن لا يعرفها هي محامية وحاصلة علي ماجستير في القانون وهي وبالرغم من صغر سنها إلا إنها تحظي بشهرة واسعة, ترجع لتفوقها في مهنة المحاماة ونشاطها في مجال حقوق الإنسان وخصوصا دفاعها المستميت عن حقوق المرأة ...

وكانت قد أعلنت عن تركها للإسلام وإعتناقها المسيحية عن قناعة , وهو الأمر الذي فتح أبواب جهنم عليها ووضع حياتها ومستقبلها ومستقبل أسرتها في خطر...

الحقيقة الذي صنع من تحول نجلاء للمسيحية قصة وجعلها عنوان رئيسي في كل وسائل الإعلام هو الرجعية هوالجهل والتخلف المتفشي في مجتمعات الشرق الأوسط بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص . لنتخيل أن هذا الحدث حدث في أوربا أو أمريكا فمن كان سيهتم بهذا الحدث؟...

لقد أثار الإعلام العربي قضية ما إذا كان مايكل جاكسون قد مات مسلما أم مسيحيا طيلة الشهر الماضي, في حين لم يتكلم أحد عن هذا الأمر من قريب أو بعيد في الإعلام الغربي الأمر الذي يعكس هيافة الإعلام والإعلاميين العرب الذين هم من المفترض أن يكونوا صفوة المثقفين في المجتمع!!!!

فالغرب ينظر لهذه الإمور علي إنها حرية شخصية كالمأكل والمشرب ونوع الملابس الذي يحب أن يرتديها الفرد, أما نحن فنحول الأمر لقضية رأي عام وننشغل ونشغل الرأي العام بأمور كهذه وكأننا ليس لدينا مشاكل وليس لدينا ما نهتم به ...

والشئ الخطير أن تعامل المسلمين مع هذه القضايا وبهذا الشكل أمر يسئ للإسلام والمسلمين في مصر والعالم كله, ففي الوقت الذين يحاولون فيه تجميل صورتهم أمام الغرب ويحاولون إقناع الغرب أن الإسلام دين رحمة وحب وسماحة, في الوقت ذاته يقومون بتصرفات وكأن الإسلام دين عصابي ومافيا ومن يخرج عن الإسلام كمن يريد الخروج من المافيا فيجب رجوعة متأسفا نادما أو قتله ...

هو منطق غريب لا يصلح أبدا ولا يتماشي مع التطور الرهيب الذي حدث في الفكر الإنساني , وفي مجال حقوق الإنسان ...

فهم يصدرون الصور المتخلفه ويسيئون لانفسهم ولدينهم ثم يصرخون من مجرد إتهام الغرب لهم بالتخلف والرجعية. ولعلك تتسأل ما الدافع الذي جعل المتطرف الألماني يعتدي وبالسكين علي مروة الشربيني وفي قاعة المحكمة التي حكمت علية بالغرامة لتوجيهه عبارات عنصرية لها؟ أليس إحساسه بأن المسلمين يتمتعون بكل الحقوق في الغرب بينما هم عنصريون ظالمون في المجتمعات التي يمثلون فيها الأغلبية؟ ربما يكون لدي الرجل دوافع أخري ولكن يظل هذا الدافع موجود وبحيز كبير في هذه القضية . فكل الغربيون الذين نتقابل معهم لديهم هذا الإحساس وهو أن المجتمعات الإسلامية تضطهد وتظلم غير المسلمين بينما المسلمين يتمتعون بكل الحرية في الغرب وبأسم الديمقراطية يطالبون بـأكثر مما تعطيهم بلادهم الأصلية ...

أن الطريق الذي إتخذته نجلاء الإمام سبقها عظماء قبلها أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم والشيخ الفحام ولكن نجلاء كانت أشجعهم, فهي التي أعلنت وبكل شجاعه عن تحولها للمسيحية وهي سيدة قوية وتعلم أنها ستحارب وبشدة فلربما شطبت من نقابة المحامين ولربما سجنت ولربما نزعت حضانة أطفالها منها ...

كل هذه بعض من كم كبير من المخاطر تواجهها السيدة نجلاء بمفردها ...

ولربما تنجح نجلاء وتفتح طريق الحرية لعدد يقدره البعض بأربعة ملايين متنصر بمصر في أن يعترف لهم بدينهم الجديد في اوراقهم الرسمية ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي في بلدهم دون الحاجة للهجرة بعيدا عن الوطن . ولو نجحت سيكون نجاحها حلا لمشكلة العائدين للمسيحية أيضا...

فالعظماء هم الذين يغيرون التاريخ ولدي أمل كبير في هذه السيدة أن تكون أحد هؤلاء العظام ...

وفي النهاية أقول لنجلاء نحن معكي أن تعلني وبكل حرية عن ما تعتقدين ولكن ليس معكي في أن تهاجمي عقيدة الأخرين , وعليكي أن تتذكري أن المسيح هو إله المحبه والتسامح والحب دائما يبني أما الكراهية فهي هدامة ومن يثبت في المحبة يثبت في المسيح والمسيح يثبت فيه....


medhat-eweeda@hotmail.com
__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس