عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-10-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
ثالثا: المعاملة بالمثل

قال القاضي الافغاني أنصار الله مولي فزادة الذي كان يحاكم الأفغاني عبد الرحمن الذي تحول للمسيحية :"لقد أمرنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم مرارا وتكرارا بقتل المرتد ما لم يعد إلى حظيرة الإسلام". وواصل قائلا "الإسلام دين سلام وسماحة ورحمة وحق، ومن ثم قلنا له إنه إذا تاب عما فعله فسنعفو عنه" كما نقلت ال بي بي سي.

في التاريخ الإسلامي كله منذ أيان نبي الإسلام محمد وحتى الآن لم تطبق الحريات الدينية ولو ليوم واحد في الدول الإسلامية، وما يقوله سعيد العشماوى وجمال البنا وأحمد صبحي منصور وغيرهم عن حق المسلم في ترك دينه بكل حرية يظل كلاما فى الهواء ليس له اي سند تاريخي، فالآيات القرآنية مثل "لا أكره في الدين" ،"ومن شاء فليؤمن ومن يشاء فليكفر" لم تطبق إطلاقا طوال التاريخ الإسلامي.

وقد ضج العالم كه من هذه القواعد الملتوية التي تطبقها الدول الإسلامية، يبنون مساجدهم بكل حرية في الغرب ويمنعون ويعيقون بناء الكنائس في بلدانهم، يدعون إلى دينهم بكل حرية في الغرب ويمنعون التبشير في بلدانهم ويضطهدون بعنف كل من يترك الإسلام، يهاجمون الأديان الأخرى بقسوة وفجاجة ويهيجون عندما يقترب أحد في الغرب من دينهم، يتمتعون بكافة حقوق المواطنة في الغرب ويمنعون المسيحيين من أصحاب البلاد الأصليين في الشرق الأوسط وباقي الدول الإسلامية من حقوق المواطنة في أرضهم ويضطهدونهم، بل وصل الأمر أن الكثير من الدول الإسلامية تفرض قوانينا صارمة لمنع المسلمين من ترك الإسلام وكأنهم رهائن معتقلة في أقفاص حديدية.

ولكن بعد 11 سبتمبر 2001 أخذت أصوت كثيرة في الغرب ترتفع ضد هذه الأزدواجية الإسلامية وخاصة من الفاتيكان. ففي عام 2003 صرح الكاردينال جان – لويس توران "مثلما يستطيع المسلمون بناء مساجدهم للصلاة في أي مكان بالعالم، يجب أن يكون المؤمنون بالأديان الأخرى قادرين على نفس الشيء في الدولة الإسلامية".

وفي فبراير 2006 قال البابا بنديكت السادس عشر "يجب أحترام المعتقدات والممارسات الدينية للغير، وبالتالي يجب تأمين الحرية في أختيار الدين للجميع". وفي مايو 2006 أكد بابا الفاتيكان مرة أخرى "يجب على المسيحيين أن يحبوا المهاجرين ويجب على المسلمين معاملة المسيحيين الذين يعيشون معهم معاملة حسنة". وصرح وزير خارجية الفاتيكان عقب التخريب والقتل الذي حدث بعد نشر الرسوم الكارتونية الدنماركية " إذا قلنا لشعبنا أنه لا يحق لهم أن يسيئوا للأخرين فعلينا أن نخبر الآخرين أنه لا يحق لهم قتلنا وتدميرنا".

وقال وزير الشئون الخارجية للفاتيكان "ينبغي علينا دائما التمسك بمطلبنا في المعاملة بالمثل مع سلطات البلدان الإسلامية".

إن أبسط قواعد العدالة في المعاملات الفردية أو الدولية هي المعاملة بالمثل، فهل يقبل المسلمون قواعد المنطق والعدالة والمساواة أم لديهم منطق آخر؟.



رابعا: احترام الأختلافات بين الأديان

أحد المشاكل الرئيسية بين المتطرفين المسلمين وغيرهم هو عدم أحترامهم الأختلافات بين الأديان. يطالب المسلمون بإصرار المسيحيين واليهود ليس بالأعتراف بالإسلام وإنما بالإيمان الإسلامي، بمعني أوضح يطالب المسلمون الآخرين بالتصديق على إيمانهم هم، في حين أن تعدد الأديان معناه أن هناك أختلافا جذريا في المعتقدات وتبقي القيم الإنسانية المشتركة وحق الفرد في أعتناق الدين الذي يريده هي الحاكمة للتعامل بين البشر.

وفي كل أجتماع للحوار يحدث بين مسيحيين ومسلمين يطالبون الآخرين بالأعتراف بالإسلام كدين سماوي وبرسالة محمد الخاتمة للأنبياء وهم بهذا يطالبون الآخرين بالتخلي عن إيمانهم.

على اجندة أى حوار إسلامى غربى بندين دائمين من قبل المسلمين،الأول الاعتراف بالإسلام كدين سماوى والثانى الشكوى المزمنة من اوضاع المسلمين فى الغرب.

المسيحيون لا يطالبون المسلمين بالأعتراف بلاهوت المسيح وصلبه وقيامته، فلماذا يطالبون الآخرين بالأعتراف بدينهم الذى ينكر هذه المعتقدات؟. إن الأعترف بدقائق العقائد معناه إعتناق هذه العقيدة التى تتعارض فى دقائق إيمانها مع العقائد الأخرى.

لقد طالب الأزهر في الحوار الأخير مع الفاتيكان بالأعتراف بالإسلام كدين سماوي ورفض الفاتيكان، وطالب القرضاوي البابا شنودة في مؤتمر الدوحة بالأعتراف بالإسلام كدين سماوى خاتم للرسالات ورفض البابا شنودة، وبعد أزمة تصريحات البابا الأخيرة تمددت المطالب من الأعتذار عن تصريحاته إلى الأعتراف بالإسلام. فطالب شيخ الأزهر بابا الفاتيكان أن يقول " أن الإسلام دين قد أنتشر بالأقناع وأن الرسول محمد أتي للناس بالخير كله ولم يأت بشيء من الشر". وطالب محمد حبيب نائب مرشد الأخوان في قناة الجزيرة بتاريخ 16 سبتمبر 2006البابا بالأعتذار "وأن يقول أن الإسلام دين سماوي، وأنه دين المحبة والسلام والرحمة، وأنه لم ينتشر بالسيف". ولم ينقص السيد حبيب إلا أن يطالب البابا بالنطق بالشهادتين!!!

وهذه أحد المشاكل في كل حوار يطالب المسلمون الآخرين بالأعتراف بهم في حين أنهم لا يعترفون بالآخرين، فهل طالبهم أحد بالأعتراف بآلوهية المسيح وصلبه وقيامته وهي عماد الإيمان المسيحي، فلماذا هذه الأزدواجية إذن.

لقد كتب الصادق المهدي في جريدة الشرق الأوسط مقال بتاريخ 19 إبريل 2005 خلاصتة "أن هناك تنافسا حادا بين الإسلام والمسيحية"، وفي إطار هذا التنافس "فالعيب الأكبر في المسيحية هو أنها لا تعترف بالإسلام دينا".

وقد قمت بالرد عليه في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 19 أبريل 2005 ودعوته إلى أحترام الأختلافات بين الأديان والأعتراف بما سميته "الميثاق الانساني" وهو يعكس عالمية القيم، وخصوصية الثقافة والعقائد الإيمانية، ووحدة الضمير الإنساني، وقلت أن من يوافق على هذا الميثاق المفترض يحق له الدخول إلى النادي الإنسانى.

ويمكن الرجوع للمقال عبر هذا الرابط.

http://www.asharqalawsat.com/leader....433&issue=9639


الخلاصة إن واحد من أهم أسس التعايش هو الأعتراف بخصوصية إيمان كل دين، وقبول الحوار فقط حول القيم الإنسانية المشتركة، من آجل سعادة ورفاهية البشر وتقليص المنازاعات وتوسيع الأخوة الإنسانية.

__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس