عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 01-11-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
حيرة العالم تجاه الاسلام والمسلمين 3-3
مجدى خليل




من 11 سبتمبر 2001 الى ازمة تصريحات بابا روما 12 سبتمبر 2006 هناك ازمة حقيقية يواجهها الغرب في التعامل مع المشروع الاسلامي الدولي او بمعني اوضح مع الاسلامية الدولية بشقيها القيمى والعنيف،وبدا وكان مشروع الاسلامية الدولية انفجر في وجه الغرب كله من امريكا الى اوروبا الى استراليا وبدرجة اقل في وجه العالم كله من الهند الى الصين الى روسيا ومن اليابان الى الفلبين ومن جنوب افريقيا الى البرازيل.

لم يعد فقط العنف القادم من البلاد الاسلامية هو الخطر على الغرب وانما ايضا العنف المتصاعد من الجاليات الاسلامية في الغرب، وخاصة وان اختلاف منظومة القيم لم يؤدي فقط الى انعزال المسلمين فيما يشبه الجيتوهات في الغرب، ولكن هذا الاختلاف القيمي اصبح مقرونا بالعنف من قبل بعض افراد هذه الجاليات الاسلامية، بحجة ان من ينتقد قيمنا وثقافتنا وديننا سنواجهه بالعنف، وان التمسك بهذه القيم ياتي احيانا على حساب احترام القانون.

هناك عدد كبير من العناوين التي تشكل حيرة في الغرب تجاه المشروع الاسلامي نذكر منها:-

اولا: الحيرة في تعريف المسلم المعتدل

هناك حيرة في الغرب حول كيف يعرفون المسلم المعتدل وخاصة وان الكثيرين يستخدمون التقية لاظهار عكس ما يبطنون، والبعض الاخر يدعي انه ضد الارهاب كاجراء دفاعي عن الذات في حين انه عمليا لا يتخذ اي خطوات حقيقية ضد هذا الارهاب.

في تصوري ان هناك سمات تميز المسلم الذى يمكن تصنيفه بانه معتدل منها:-

1- لا يؤمن بالعنف تحت مسمي الجهاد سواء كان دفاعيا او هجوميا، وينبذ ويدين العنف بصورة واضحة لا لبس فيها.

هناك قوانين دولية تنظم المقاومة والدفاع عن الذات، اما استخدام لفظ الجهاد فهو تديين للاعمال السياسية والحربية يفضي في النهاية الى الحروب الدينية والارهاب.

2- يستبعد النص الديني ويحيده اذا تعارض مع القيم الانسانية المشتركة او يفسر النص لصالح هذه القيم.

3- لا يؤمن بان الاسلام دين ودولة، ولكن دين فقط، وبالتالي يخضع تقييم وعمل الدول الاسلامية للمعايير التي تخضع لها الدول الحديثة، ويظل الدين علاقة شخصية وايمانية فقط بين الانسان والهه.

4- يحمل المتطرفين المسلمين مسؤولية الارهاب الدولي المعاصر،وكما يقول عبد الرحمن الراشد في الشرق الاوسط "من المؤكد ان ليس كل المسلمين ارهابيون، ولكن الحقيقة هي ان معظم الارهابيين مسلمون. يجب ان نعترف كمسلمين ان الارهاب قد اصبح مشروعا اسلاميا وحكرا على الرجال والنساء المسلمين".

من خلال متابعتي لمن يطلق عليهم مصلحين مسلمين او من يصنفون انفسهم في اطار العمل لاصلاح الاسلام اجد فجوة واسعة بينهم ولا يمكن تصنيفهم كلهم في فئة واحدة ولكن يمكن تصنيفهم في ثلاث فئات.

الفئة الاولي: فئة التجميليين

وهؤلاء لا يعملون على اصلاح المشروع الاسلامى بقدر ما يروجون لصورة تجميلية غير موجودة لا في الواقع ولا في التاريخ ولا في النصوص. ويحاولون اقناع العالم ان المشروع الاسلامى الحقيقي لم يطبق تاريخيا ولا حاضرا. اذن متى واين سيطبق هذا المشروع؟ واذا كان خلال خمسة عشر قرنا لم يطبق المشروع الاسلامى الصحيح الذي يدعونه فنحن اذن امام وهم خيالي اسمه المشروع الاسلامى الصحيح.

التجميلون يصورون المشروع الاسلامى كما هو بنصوصه اروع ما يكون، ولا يستخدمون العقل لتفسير النصوص وانما التراث لتفسير النص الديني بشكل انتقائى وتجميلي. التجمليون هم اصوليون يعملون على تجميل ما لا يجمل. التجمليون يزورون التاريخ لصالح النص، ويفسرون النصوص بطريقة تلفيقية لكي تتوافق مع اغراضهم فى تضليل العالم المعاصر ويستخدمون ذلك في كثير من الاحيان لخداع الغرب اوللتبشير بالاسلام او لاسباب نفعية، وعندما تدخل معهم في حوار عميق تتضح اصوليتهم وتطرفهم، فهم مثل القبور المبيضة من الخارج ومن الداخل عظام نتنة.

التجمليون يسعون لتحسين الصورة لا لاصلاح الاصل، فهم يقبلون النص كما هو ويجادلون لاقناع الاخرين بانه اروع ما يكون هكذا.مثلا يقول التجمليون ان مواثيق حقوق الانسان المعاصر لا تتناقض مع الشريعة ويقدمون تفسيرات اصولية لدعم وجهة نظرهم ،مثل هناك شروط لقطع اليد وعمر اوقفها فى عام الرمادة وان هناك شروطا لتعريف الزانى ومن ثم عقوبتى الرجم والجلد، فى حين تقول مواثيق الحقوق ان هذه العقوبات محظورة ومحرمة دوليا وجرائم ضد الانسانية وغير مسموح بها تحت اى ظرف او مسمى، وكما يقول د.سعيد النجار "الحدود الاسلامية تتناقض تناقضا صريحا مع مكتسبات العقل الانسانى فى علم القانون والجريمة والعقاب".

التجميليون يقولون ان الاسلام دين ودولة وان الشريعة صالحة لكل زمان ومكان بدون ان يوضحوا لنا كيف؟ ومتى تم ذلك بشكل صحيح وانسانى فى التاريخ؟.

والتجمليون فى النهاية اصوليون فى الماكل والمشرب والملبس والطقوس ولكن يجملون الاصولية بدعوى انها لا تتناقض مع الحداثة ومع مواثيق حقوق الانسان ومع العالم المعاصر.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس