عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 01-11-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road



ثالثا: الحيرة في التعامل مع الجاليات الاسلامية

فتحت المجتمعات الغربية ابوابها واسعة امام المسلمين، وتمتعوا بكافة الحريات الدينية التي لا يتمتعون بها في بلادهم الاصلية، وبمستوي عال من الرفاهية، وخضعوا لقواعد المواطنة على ارضية المساواة، وتسامح الغرب مع عدم اندماجهم في المجتمعات الغربية وسمح لهم باستقبال وممارسة كل ما يعزز هويتهم الخاصة، ولكن مع زيادة هذه الجاليات وانتشار التطرف الديني في البلاد الاسلامية واجهت المجتمعات الغربية تحديات سلبية من هذه الجاليات تمثلت في تمسك بعضهم بقيمهم وثقافتهم حتى لو خالف ذلك القانون، وايضا تمثل في تهديد متطرفيهم وارهابهم لكل من يقترب من هذه القيم بالنقد. فمن جهة هناك من القيم الوافدة من البلاد الاسلامية ما يخالف القانون ومنظومة القيم في الغرب مثل: تعدد الزوجات، وضرب الزوجة، لبس النقاب اثناء العمل الرسمي، تعطيل العمل بداعي الصلاة، القتل دفاعا عن الشرف كما افتي مؤخرا يوسف القرضاوي بجواز قتل المسلم الرجل اذا راه يزني بزوجته، بث الكراهية والدعوة للعنف، ختان الاناث، انتهاك حقوق الاطفال بما في ذلك الزواج المبكر والزواج خارج القانون، الدعوة لعدم شرعية محاربة المجند المسلم فى الغرب لدولة اسلامية. وقد حاول بعض الشيوخ تطويع الثقافة الاسلامية لتتوافق مع القيم الغربية ولكنها بدت مدعاة للسخرية اكثر مثلما افتي الشيخ على جمعة مفتى مصر على قناة الرسالة بتاريخ 26 مايو 2006 بقوله " الاسلام يسمح بضرب الزوجة في البلدان الاسلامية ولكنه ممنوع في الغرب".

ولكن مصدر الخطر ليس فقط مخالفة الثقافة الوافدة للقانون وحقوق الانسان وقيم الغرب، وانما تهديد وارهاب كل من يقترب من الثقافة الاسلامية الوافدة بالنقد، كما حدث من قبل في قتل مترجم رواية سليمان رشدي "ايات شيطانية" وقتل المخرج الهولندي فان جوخ واختفاء الفليسوف الفرنسي روبير رديكير اثر تهديد المتطرفين له بعد كتابته مقالة في الفيجارو بتاريخ 19 سبتمبر 2006 تؤيد راي بابا روما فيما جاء به عن الاسلام، والتهديد المتواصل التي تتلقاه العديد من دور النشر والصحف والاعمال الفنية التي تقترب من نقد هذه المقدسات الاسلامية والثقافة الاسلامية، وقد خرجت مظاهرة صاخبة في لندن عقب نشر الرسوم الدنماركية ترفع شعار، "الى الجحيم ايتها الحرية" فعندما تتصادم الحرية مع تراثهم فلتذهب الحرية الى الجحيم لصالح حراسة هذا التراث، وهي نفس الوصفة التي ادت الى تخلف البلدان القادمين منها، بمعنى اوضح هم يريدون فرض قيم التخلف على مجتمعات دفعت الملايين من دماء ابنائها لتجاوزه.

منحنى التردى فى علاقة الجاليات الاسلامية باوطانها الجديدة فى الغرب فى تصاعد، من فشل الاندماج ،الى مخالفة منظومة القيم للقانون، الى نمو الفكر المشجع للعنف، الى ممارسة فعلية للعنف، الى تراجع البعض فى الغرب وتقييد حرياتهم وقوانينهم لصالح المنظومة المتاسلمة. وعند لحظة معينة ليست بعيدة سيبدا الصدام والانفجار.

هل كان يتخيل احد ان تحدث مثل هذه الامور فى الغرب، مثل الغاء حفل اوبرالى لموتسارت فى المانيا لان مخرجه اضاف فى نهاية العرض لقطة عن انبياء اليهودية والمسيحية والاسلام والبوذية ولم يعترض على ذلك ويهدد سوى المسلمين ،امتناع سائقى التاكسى المسلمين عن توصيل الزبائن الحاملين للخمور فى مينسوتا، مستشفى محترم فى بريطانيا يجتمع العاملون فيه لمناقشة تغطية وجه المراة المسلمة اثناء العمليات الجراحية رغم ان الجسم كله يكون عاريا امام طاقم العملية!!،مناقشة فى بريطانيا حول احقية المراة المسلمة المنقبة للتدريس للاطفال الصغار وهى بنقابها الذى لا يظهر سوى عينيها.


رابعا: الحيرة حول من يتحدثون باسم الاسلام

هناك سؤال يتردد في الغرب من يتحدث باسم الاسلام؟،ومع من نتحاور؟. اكثر الهيئات والمنظمات الدينية في الدول الاسلامية تتراوح بين التطرف والارهاب وعند الحد الادني الانغلاق والاصولية. ويبقي ملايين من المسلمين المعتدلين ليس لهم صوت وليس لهم هيئة دينية تتحدث باسمهم او تعبر عنهم، اما الانظمة السياسية في الدولة الاسلامية فهى تقترب من الدين فقط عندما تريد استغلاله في السياسة لصالحها، وهي دائمة في سلوكها الاستغلالي هذا وتزايد على الشارع وعلى التطرف في سبيل هذه المصالح السياسية. مع من يتحدث الغرب اذن؟، ومن يمثل المعتدلين فى الدول الاسلامية والغرب؟.سؤال كبير يحتاج الى اجابة وصحوة للمسلمين المعتدلين من ثباتهم.


خامسا: الحيرة في استخدام قواعد العلم في تناول الاسلام

ماذا لو تعارضت نصوص دينية اسلامية مع العلم او مع المنطق او مع الحقائق التاريخية او تصادمت مع سقف الابداع المسموح به فى الغرب، فى ظل اصرار المسلمين ان الاسلام دين ودولة وامة ومنهاج عمل ودستور حياة؟.

على سبيل المثال الازمة التي وقع فيه د. طه حسين حين انحاز للحقيقة التاريخية على حساب الحقيقة القرانية، معلنا ان القران ليس كتابا للتاريخ وانما للاخلاقيات، وقد صودر الكتاب وفصل عميد الادب العربي من الجامعة وبقية القصة معروفة.

وهناك المئات الاخرى من الامثلة في تعارض العلم والتاريخ والمنطق مع نصوص دينية وتراثية.


سادسا: حيرة الغرب في التعامل مع الاسلام الراديكالي

هناك حيرة كبيرة في الغرب ايضا في اسلوب التعاطي مع التطرف الاسلامي وما هى الاولويات؟ وهل الحرب ثقافية ام قانونية ام عسكرية؟ وما هو حدود خطر الخلايا النائمة في الغرب؟ ومستقبل الجاليات؟ وحدود الانفتاح على الدول الاسلامية؟وجدوى الحوار؟.

هناك عشرات الاسئلة التي تحير الغرب تجاه المجتمعات الاسلامية سواء الخارجية او المقيمة في الغرب ومازالت مراكز الابحاث تعمل للوصول الى اجابات منطقية تجنب العالم المواجهات العسكرية التي حتما ستدفع البشرية كلها ثمنا باهظا لها.

magdi.khalil@yahoo.com
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس