عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 11-07-2007
ashrafb ashrafb غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 384
ashrafb is on a distinguished road
كيف نقرأ الوثيقة الجديدة حول مفهوم " الكنيسة "؟

كيف نقرأ الوثيقة الجديدة حول مفهوم " الكنيسة "؟

من جديد، وثيقة من الفاتيكان صدرت في 10 تموز 2007، وهي بحاجة الى شرح وتوضيح، لكي لا تأتي قراءتنا لها سطحية أو مبنية على يقدّم من وسائل الاعلام وبخاصة العربية .

الوثيقة صادرة عن مجمع العقيدة والايمان الذي يرأسه الكاردينال وليم ليفادا، خلفا للكاردينال يوسف راتسنجر ، اليوم بندكتس السادس عشر، وهي عبارة عن "توضيح" لبعض المفاهيم التي قد تختلط على الباحث أو الكاتب في شأن الكنيسة أو حتى على اللاهوتي . وقد قامت صحيفة الفاتيكان الرسمية اليومية Osservatore Romano بنشر توضيح وشرح مطوّل لها . وتأتي تبعا لاستفسارات تنهال على المجمع المذكور وتخص مصطلح الكنيسة ... وكيف نستخدمه ؟ وعلى أي من الجماعات المسيحية يحق لنا اطلاقه ؟


وتأتي الوثيقة على شكل اسئلة أو استفسارات وأجوبة مبنية على تعليم الكنيسة وبخاصة ما جاء في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني .

فيأتي السؤال الأول حول المجمع المسكوني هذا ، وهل حاول تغيير العقيدة في كلامه عن الكنيسة ؟ ذلك أن المجمع في دستوره العقائدي : الكنيسة نور الأمم ، لم يستخدم الكلام القائل: الكنيسة الحقيقية هي الكنيسة الكاثوليكية ، بل استخدم مصطلحا يقول : مفهوم الكنيسة يحل في Substit in الكنيسة الكاثوليكية . وكان القول في الماضي : لا خلاص خارج الكنيسة الكاثوليكية. وان الكنيسة الكاثوليكية هيest فقط الكنيسة .

انني أرى من الجواب على السؤال الأول ما يزيل المخاوف التي اعترت العديد من الأوساط في تعليقها على الوثيقة ، حتى قبل صدورها من حاضرة الفاتيكان. فقد توقعت الاوساط تلك أن يقول الفاتيكان باقصاء كل ما هو خارج عن الكنيسة الكاثوليكية ، لكنها في الواقع تتبنى ما جاء في أعمال المجمع المسكوني، فتقول ان مفهوم الكنيسة يتجلى في الكنيسة الكاثوليكية. ولم تقل الكنيسة الكاثوليكية هي الكنيسة ونقطة نهاية . لكنها تتيح للكنائس الأخرى أن تكون بدورها حاملة للخلاص للمؤمنين المنتمين اليها . وهذا يبيّن الانفتاح الذي تتخذه الكنيسة خطا صريحا ومباشرا . انها لا تلغي الآخر ولا تدعو الى ذلك . والآخر هنا هو الكنائس الاخرى أو الجماعات الكنسية الأخرى. واذا كانت الكنيسة تدعو الى الحوار مع الأديان الأخرى، وتعترف بما فيها من قيم الخير والجمال والايمان، فهل ستذهب الى الغاء المؤمنين بالمسيح، ان لم يكونوا في خطها مباشرة ؟



أما السؤالان الثاني والثالث وهما متكاملان، فيتحدّثان عن استخدام المصطلح أي العناصر الكنسية التي تكوّن الكنيسة وهي جميعها موجودة في الكنيسة الكاثوليكية من استمرارية منذ عهد الرسل الى الاعتراف بأولوية القديس بطرس والافخارستيا ... وسائر الاسرار... ويجيب كل من السؤالين الثاني والثالث أنّ الكنيسة تعترف بوجود عناصر خلاصية وعناصر من الحقيقة في الكنائس الأخرى ، ولذلك لا تعتمد النص بأصله الحرفي : أي الكنيسة الكاثوليكية هي مكان الخلاص الوحيد. بل تقول ان العناصر المكوّنة للكنيسة موجودة في الكنيسة الكاثوليكية .



أما السؤالان الرابع والخامس فيتعلقان في كيفية اطلاق التسمية على الكنائس غير الكاثوليكية ، أولا الشرقية وثانيا كنائس ما بعد الاصلاح اللوثري. وهنا يجب التأكيد على أن موضوع الوثيقة هو كيفية استخدام المصطلح في الكتابة اللاهوتية أو في الاوراق الرسمية ، وليس الهدف منه التشهير بهذه الكنيسة أو تلك او الانقاص من كرامة الاشخاص الذين ينتمون الى أي جماعة كنسية، حتى وان تحدّثت الوثيقة عن " الجرح والنقص" في كون الكنائس الخارجة عن الكنيسة الكاثوليكية غير مرتبطة بخليفة القديس بطرس.

فالسؤال الرابع ، يتعلق بالكنائس الشرقية غير المتربطة بالكنيسة الكاثوليكية وبالتالي لا تعترف بسلطة البابا ، خليفة القديس بطرس. وتأتي الاجابة كالسؤال واضحة وصريحة. هذه كنائس محلية بدون أدنى شك، ففيها التسلسل الرسولي في الاساقفة ، وفيها الأسرار وبخاصة سر الافخارستيا، حضور الرب بجسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر. انّها كنائس أخوات لكنيسة روما. وفيها عناصر متعدّدة للتقديس وللحقيقة ، وتؤدي بالمؤمن فيها الى الخلاص الذي هو الهدف الأسمى لكل مؤمن.

ونصل الى السؤال الخامس، وهو متعلق بالجماعات الكنسية التي انبثقت عن الاصلاح اللوثري في القرن السادس عشر. ووقد تثير هذه النقطة بعض الجدل في الأوساط البروتستنتية والانجليكانية. ولكن كما قلنا ان الحديث هو عن استخدام العبارات اللاهوتية السليمة في الكتابات الرسمية في داخل الكنيسة . انها جماعات كنسية ولا يمكن أن يطلق عليها اسم كنيسة لأنها تفتقر الى العاصر المكوّنة للكنيسة وأهمها التسلسل الرسولي والاسرار المقدسة وبخاصة سر الافخارستيا .

ملخص القول: الوثيقة الجديدة... أجوبة صريحة على تساؤلات صريحة ايضا .

لا تأتي بجديد سوى أنها توضح ما جاء في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني حول مفهوم الكنيسة .

وبالتالي هي لا تلغي أو تغلق باب الحوار المسكوني بين الكنائس، وهو ما تنتهجه الكنيسة الجامعة والكنائس المحلية . ولكن ينبغي على الباحث عن الحقيقة أن يقرأ الرسالة بتروٍ وهدوء وعقلانية ، بعيدا عن ضوضاء الاعلام العربي . فليس هذا الاعلام كله بريئا ، مع كل أسف.

http://abouna.org/arabchristians/ara...ans%20(39).htm
__________________
لا أجادل الهالكين في عقيدتي
فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله (1كو 1 : 18)

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 13-07-2007 الساعة 01:21 AM السبب: larger font