عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-01-2008
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
الكاتب الصحفي د.وليم ويصا: الملف القبطي .. التحدي الذي يواجه الرئيس

الكاتب الصحفي د.وليم ويصا: الملف القبطي .. التحدي الذي يواجه الرئيس

حوار شارل فؤاد المصري ٥/١/٢٠٠٨

٣٤ عاما قضاها في بلاط صاحبة الجلالة، يلهث وراء الخبر الصحفي.. ينقب وراء المصادر، ويدقق الأخبار، ويكتب التقارير الصحفية بين القاهرة وباريس، وقبل عامين أصبح هو مصدر الأخبار، وفي كثير من الأحيان صانعها، وبخاصة عندما قرر أن يعمل بالسياسة.

إنه الدكتور وليم ويصا، الكاتب الصحفي، والخبير الإعلامي الحاصل علي الدكتوراه من جامعة السوربون في الإعلام، والذي أصدر مؤخرا بيانا من باريس، عرف بـ «بيان ويصا» بعد حادث الفتنة الطائفية الذي حدث في إسنا قبل عدة أيام، يطالب فيه الأقباط في الداخل والخارج بمقاطعة تلقي التهاني بأعياد الميلاد ورأس السنة، وانضم له الكثيرون من أقباط الداخل والخارج.

الدكتور ويصا، الذي التقيته في مؤتمر أقباط المهجر، الذي انعقد في شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر أكتوبر الماضي مشاركاً التقيته ثانية في القاهرة قبل عدة أيام وأجريت معه هذا الحوار:

* ما تقييمك للأوضاع حالياً؟

ـ بعد خمسين عاما من انقلاب عام ١٩٥٢، والإجهاز علي الديمقراطية والحرية السياسية، التي كانت سائدة في مصر قبل ما يسمي بالثورة، وبعد أكثر من خمسين عاما من اختراق التيار الديني المتطرف جميع مؤسسات الدولة، من الإعلام حتي التعليم، وقيامه بتغيير مناهج التعليم، أصبحنا نصدر الإرهاب للعالم.

حيث صدرنا عمر عبد الرحمن، والظواهري، ومحمد عطا، وأبومعرفش إيه المصري وأبو علان المصري وغيرهم، وأصبح الناتج القومي الأول لنا بعد تغلغل التيار الديني المتطرف في الداخل والخارج هو الإرهاب في غيبة من المؤسسات الدينية والسياسية والفكرية، وفي غيبة من رجال الفكر الذين سقط منهم الكثيرون في الفخ العقيدي لهذا التيار، وأصبحوا من منظريه.

وبعد عدة عقود من هذا الاختراق، أصبح وضع الأقباط والأقليات الدينية الأخري في الداخل في أسوأ حال في تاريخ مصر الحديث، بعد الفترة الليبرالية ما بين١٩٥٢و١٩٩٩

* إذن أنت تقول إن أوضاع الأقباط ساءت؟

ـ لم تكن أوضاع الأقباط بمثل هذا السوء، والمؤشر علي ذلك هو تزايد الاعتداءات عليهم بمعدلات وكثافة لم نشهدها من قبل في تاريخ مصر الحديث، والأخطر من ذلك أن هذه الاعتداءات لم تعد تأتي من الجماعات المتطرفة فقط، ولكن من جيرانهم الذين يأكلون ويشربون معهم صباحا ومساء، ومعني ذلك أن التيار الديني المتطرف المسيطر والمهيمن في جميع جوانب الحياة قد استطاع تشويه وجدان قطاعات كبيرة من الجماهير والمجتمع المدني، وأصبح هؤلاء يسارعون إلي تدمير قاعة جديدة للصلاة أو بيت للخدمات.

وعشنا حتي رأينا علي إحدي شاشات التليفزيون داخل مصر من يقول إن الأقباط رفعوا رأسهم أكثر مما يجب، وعشنا حتي رأينا وزارة مصرية تطبع كتابا يكفر المصريين الأقباط داخل وطنهم.

* أليست هذه رؤية متشائمة للأوضاع؟

ـ لقد أصبح الوضع الآن ملتهباً، وما إن يجري إخماد الحريق في مكان حتي يشتعل في مكان آخر. حيث يمكن إذا ما اصطدم شاب مسيحي يقود دراجة بعابر طريق وتكون الضحية مسلمة يقوم المتجمهرون بضربه بعد أن يكتشفوا أنه مسيحي.

وعندما تشتعل هذه الحرائق لا يجري التعامل معها بشكل مؤسسي صحي، إذ عادة ما يتم إخمادها باتصال شخصي غير علني من الرئيس مبارك مع من هم في موقع المسؤولية، ويقومون بعد ذلك بفرض تواجد أمني متأخر، ويبدأ تحرك هو في حقيقته مجرد تسكين مؤقت،

مع الدخول في دوامات الصلح العرفي الزائف، وهو ما يعني أنه لا يزال هناك افتقار للوعي وعلي جميع المستويات بخطورة الموقف. وأخشي من يوم، ولعله قريب، لن يستطيع أحد مهما كانت أهميته إخماد الحريق المقبل إذا ما استمرت الحال علي ما هي عليه.

وأعتقد أن الملف القبطي سيكون هو التحدي الأول في فترة رئاسة الرئيس مبارك الحالية، بعد أن تفجر بشكل مكبوت في عهد عبدالناصر، وبشكل علني في عهد السادات، وبشكل متلاحق ومتسارع في فترات الرئيس مبارك الخمس السابقة.

* لماذا أصدرت بيانك المعروف باسم «بيان ويصا» لمقاطعة تهنئة رجال الدولة بالعيد؟

ـ ما تسميه «بيان ويصا» هو مبادرة من الداخل أولا، حيث كان كمال غبريال قد أطلق هذه الفكرة في رسالة بريدية من عدة سطور وصلتني منه عبر الإنترنت، ورأيت أنه لا يكفي أن يكون هذا الأمر مجرد رسالة من عدة سطور، وقمت بتطوير الفكرة بعد الاتفاق معه واستشارة عدد من المفكرين، حتي تأخذ طابع مبادرة عملية، هي الأولي من نوعها بين أقباط الداخل والخارج لاتخاذ موقف ملموس بدلا من إصدار بيانات الإدانة فقط.

وقد وقّع علي البيان بعد ثلاثة أيام فقط من طرحه أكثر من خمسمائة شخصية من داخل مصر وخارجها، من بينهم عدد كبير من المفكرين ونشطاء الأقباط والمحامين والعاملين في مجال حقوق الإنسان والأطباء، بل بعض رجال الكنيسة، ومنهم القمص متياس نصر منقريوس، رئيس تحرير الكتيبة الطيبية والقمص مرقص عزيز راعي الكنيسة المعلقة وآخرون.

* ما وجه اعتراضك؟

ـ لقد تكررت الاعتداءات ضد الأقباط، بوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة، دون أي محاولة جادة من الدولة وأجهزتها لمواجهة هذه الاعتداءات بجدية، وفي كل مرة يجري فرض صلح عرفي علي الضحايا من الأقباط، وهو أسلوب بدوي ينتهك أبجديات المواطنة والقانون المصري بالإضافة إلي تقاعس أجهزة الأمن والشرطة والعدالة عن القيام بواجبها بأمانة، في ضوء عجز الأجهزة السياسية والحزبية عن تقديم الحلول،

واكتفائها بعد كل اعتداء باقتراح «صلح عرفي زائف» ينتهك أبسط قواعد القانون، ويفرض علي الضحايا قبول نتائج هذا الاعتداء من تدمير وخسائر في الممتلكات والنفس، ويتيح للجناة الهروب من العقاب.
الرد مع إقتباس