عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 05-01-2008
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
* أنت تعيش في فرنسا، وأصدرت البيان قبل الزيارة الخاصة التي قام بها ساركوزي إلي مصر.. هل لذلك دلالة معينة؟

ـ لقد سألني صحفي آخر: لقد أصدرتم البيان قبل زيارة بوش، وأتساءل في ببساطة شديدة: وهل لاعتداءات إسنا علاقة بزيارة بوش أو ساركوزي؟.

لقد أصدرنا البيان بعد الاعتداءات التي وقعت ضد الأقباط في إسنا، ولهذا فإن البيان له علاقة مباشرة بهذه الاعتداءات، وغير مباشرة بأسلوب العرف البدوي الذي يجري استخدامه بعد كل اعتداء ضد الأقباط. يجب أن نكف عن محاولة إيجاد علاقة بين أشياء لا علاقة بينها.

ثم إنني أتساءل: هل كانت هناك علاقة بين رفض قداسة البابا تقبل تهاني العيد بعد أحداث الخانكة منذ أكثر من ثلاثين عاما وزيارة هذا الرئيس أو ذاك لمصر أو المنطقة؟ بالطبع لا. وكان قداسته علي حق بعد أن فاض به الكيل بسبب موقف السادات من هذه الاعتداءات. وها نحن الآن وبعد أكثر من ثلاثين عاما من وقفة قداسته نجد أنفسنا وقد زاد تدهور الموقف عشرات المرات.

لقد فاض بنا الكيل نحن أيضا من تكرار هذه الاعتداءات دون أن يكون هناك رادع حقيقي لمن يقدم عليها في كل مرة، فاض بنا الكيل بسبب جلسات الصلح البدوية التي يجري فيها فرض العرف البدوي علي الأقباط تحت مسمي المصالحة.

ولعلك تذكر تقرير الدكتور جمال العطيفي، وكيل مجلس الشعب، حول حرق كنيسة الخانكة عام ١٩٧٢ منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما قدم فيه توصيات لا بأس بها لعلاج هذا الداء المزمن، ولكن الدولة وأجهزتها لم تستخلص العبر والدروس.

إن النيران تشتعل تحت أقدامهم ولكنهم لا يشعرون بها، ونحن بهذا البيان، ورفض قبول التهاني نريد أن نشعرهم بخطورة الموقف.

إنني أتذكر قول قداسة البابا بعد أحكام الكشح التي لم يجر فيها إدانة واحد فقط من قتلة الأقباط: «إننا نستأنف الحكم إلي الله»، ثم قال بعد اعتداءات أخري كثيرة إنه يصمت ليتكلم الله.

وإذا كان قداسته يضع في اعتباره أمورا كثيرة، منها حرصه علي عدم اشتعال الموقف أكثر، فإننا كعلمانيين سوف نستخدم أسلوبا آخر وهو الاعتراض السياسي الواضح واتخاذ المواقف الواضحة في إطار احترام القانون، وخاصة بعد أن قال أحدهم إن الأقباط رفعوا رأسهم أكثر مما يجب.

* هل تعتبر نفسك أحد قادة أقباط المهجر رغم أنك تعمل بالصحافة؟ وهل تحولت إلي العمل السياسي والحقوقي؟

ـ أنا لا أعتبر نفسي أحد قادة أقباط المهجر، ولا أحد قادة أقباط الداخل، ولا أسعي لذلك. وكنت أعمل حتي العام الماضي مراسلا لمؤسسة أخبار اليوم في باريس. وأنا مصري ولست مهاجراً، أنا مصري يحاول، انطلاقا من أرضية حقوق الإنسان، أن يسهم ولو بقدر يسير في التوعية بحجم الكارثة التي نتعرض لها، ويدافع عن قضايا وطنه وحقوق أشقاء له في الوطن دون تمييز ديني أو غير ديني. وأنا أعتز بكوني صحفياً مارس مهنة الصحافة في أكبر الأجهزة الإعلامية في مصر وفرنسا والاتحاد الأوروبي.

* ما رأيك في الاتهامات التي وجهت للبيان علي أنه انقلاب ضد المواطنة؟

ـ الذي قال ذلك هو جمال أسعد. وأعتقد أنه يعاني حالة نفي مزمنة مستعصية، وأنصحه بأن يعرض نفسه علي طبيب متخصص في أمراض المواطنة. حيث تظهر عليه أعراض هذا المرض عند وقوع أي اعتداء علي الأقباط.

ويجري عادة استحضاره، وخاصة من بعض الأجهزة الإعلامية لنفي ما حدث، أو لمهاجمة الشرفاء الذين يتخذون مواقف تطالب بتعامل الدولة بشكل جدي مع هذه المشاكل.

وإذا كان أسعد يري في المطالبة بمحاكمة المعتدين في أحداث اسنا انقلاباً علي المواطنة، وأن الصلح العرفي البدوي هو الحل، فإن مفهوم المواطنة لديه يحتاج إلي تصحيح. وأنا أتفق معه علي أن هذا البيان من أقباط الداخل والخارج هو انقلاب بالفعل، ولكنه انقلاب علي مفهوم المواطنة البدوية، الذي يعاني منه.

إن ما يقوله جمال أسعد وعدد قليل جدا من أشباه المثقفين الأقباط هو في حقيقته خيانة للحقيقة وللواقع الذي يعيشه الأقباط، علي حساب المواطنين البسطاء الذين يتعرضون للاعتداءات في هذه القري، وتأتي كلمات النفي المزمن التي يسكبونها كسكين يغرسونه مرة أخري في جروح الضحايا واعتداء إضافي عليهم.

ولو شعر هؤلاء الذين يعانون من مرض النفي المزمن، والوطنجية الذين يلوكون تعبيرات المواطنة بقدر ولو يسير بحالة القهر التي يشعر بها ضحايا هذه الاعتداءات، لفكروا أكثر من مرة قبل استحضارهم إصدار فتاوي المواطنة البدوية التي عودونا عليها. إنني أتساءل: أين هي ضمائرهم؟ إنهم يغمسون أقوالهم الكاذبة في جروح الضحايا. إن هؤلاء هم الذميون الجدد الجاهزون للنفي وتنظير وتبرير سلوك العجز لدي الأجهزة.

* ألا تعتقد أن هذا البيان هو استعداء للكنيسة علي الدولة؟

ـ إذا كان هناك من يري أن هذا البيان يمكن أن يخلق نوعا من الاستعداء بين الكنيسة والدولة فهو واهم لأن المشكلة الحقيقة هي في حالة الاستعداء الموجودة ضد الأقباط.

وأنا لا أعتقد أن الكنيسة راضية عن الأسلوب الذي يجري اتباعه منذ عقود في التعامل مع مشاكل الأقباط.

ولعلي أعتقد أن هذا البيان قد يساعد الكنيسة في تخاطبها مع الدولة، حتي وإن لم تستجب للمناشدة بعدم تقبل التهاني، وتريها أنها رغم مطالب بعض من الأقباط داخل وخارج مصر فإنها لاتزال تحترم هذا التقليد علي الرغم مما هو في النفوس.

* ألا يعتبر هذا البيان وصاية من أقباط المهجر علي الأقباط والكنيسة؟

ـ أنا لا أتحدث باسم الأقباط، ولا يتحدث الموقعون عليه نيابة عن الأقباط، وهو ليس وصاية من أحد علي أحد ولكنه وقفة من قبل الموقعين عليه. وفي النهاية لا يستطيع أحد أن يتحدث نيابة عن الأقباط. وإذا كانت الكنيسة تمارس الآن هذا الدور نسبيا، فلأن ذلك يعود إلي أنها وجدت نفسها في هذا المأزق بسبب غياب الدولة وأجهزتها في التعبير عنهم وبسبب تهميش دور العلمانيين.

وأنا لا أعتقد أن الكنيسة تسعي في الأصل للتعبير عن الأقباط سياسيا، لأن المكانة الروحية لقداسة البابا شنودة تفوق أي منصب سياسي، ولكن المشكلة تكمن في أن الدولة تدفع بالكنيسة في هذا الاتجاه عندما تتصل بها للتوصل إلي حل معين أو لتهدئة أمر ما. وكرست هذا الواقع.

وأتذكر أثناء أحداث الكشح قيام رئيس مباحث أمن الدولة في هذا الحين بالاتصال بقداسة البابا، لإرسال عدد من الأساقفة إلي الكشح، فيما وصفه هو بمحاولة لتهدئة الأمور، بينما أرسلهم قداسة البابا لتحري الحقائق.

وكنت أتمني أن يرسل مجلس الشعب لجنة لتقصي الحقائق، وأن يمارس دوره النيابي كما هي الحال في الديمقراطيات، ويحاسب الوزراء المعنيين علي هذا التقصير، ولكن ذلك لم يحدث، ولم يقم مجلس الشعب بأي محاولة لتقصي الحقائق في أي اعتداء وقع علي الأقباط خلال الأربعين عاما الأخيرة وترك الساحة خالية أمام مؤسسات نيابية أجنبية تقوم وللأسف بدوره نيابة عنه تجاه مواطنيه.

إنني أحلم بيوم تقوم فيها الدولة وأجهزتها السياسية والتشريعية والتنفيذية بالتعبير عن جميع المصريين ومن بينهم الأقباط.

وأقول في النهاية إن رئيس مصر يجب أن يكون رئيسا لكل المصريين علي مستوي الفعل وليس مستوي القول فقط.

وعندما قال السادات «أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة» قدم استقالته أمام الأقباط، وقد ترك هذا القول ـ ولايزال ـ أثراً سلبياً في نفسية العديد من الأقباط.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=88894
الرد مع إقتباس