عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-01-2007
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
وتعدُّد الترجمات ليس عيبًا، بل هو يؤكِّد أصالة النصّ ويوضِّح معانيه..
أمّا التوراة البيضاء، فأنا في الحقيقة لم أسمع عنها من قبل، ولم أكُن أعرف أنّ هناك ألوانًا متعدِّدة للتوراة، ولماذا سُمِّيَت بالبيضاء؟ وهل هناك توراة سوداء..؟! وما فائدة هذه الألوان؟ أَم هو لزوم الحبكة الدراميّة؟!
أمّا عندما يقول أنّ بين الترجمات اختلافات جوهريّة عديدة، فهذا محض افتراء لا يثبت أمام البحث العلمي الرصين للنصوص، وهي لا تزال موجودة حتّى اليوم أمام الدارسين، ويُمكِن للدكتور العزيز أن يقوم بدراستها إن كان يحبّ الدراسة الجادّة في هذا المجال، ثم يُخبرنا بنتائج دراسته، بدلا من ترويج الخُرافات..!!
7- كيف يستمرّ اليهود في تحريف كتبهم على مدى يزيد عن 2500 سنة، مع أنّ أسفار العهد القديم كلّها كُتِبَت في مدّة لم تزِد عن 1400 سنة (من سِفر أيُّوب "حوالي 1800 ق.م." إلى سفر ملاخي "حوالي 430 ق.م.").. يا فضيلة الدكتور: أَعطِني عقلك لكي أحاول أن أفهم به، لأن عقلي لا يستطيع أن يستوعِب مثل هذه الألغاز.. وإذا كان المقصود أنّهم استمروا في تحريف كتبهم بعد ميلاد المسيح، فكيف نجد الآن ما بين يديهم من أسفار مطابقًا لما بين يدينا نحن المسيحيين؟! أم أن الرغبة في التشهير والتشويه تجرف في سبيلها كل عِلم ومَنطِق..؟!
8- كيف يعترف العهد القديم بأنّ توراة موسى قد فُقِدَت؟ فهل هذا مذكور في نصوص العهد القديم؟ ولماذا لم يأتِ لنا فضيلة الدكتور بالنصوص التي تعترف بذلك، على حدّ قوله؟! أمْ أنها ضمن الأسرار التي يزعم أنّه لايزال يحاول اكتشافها وكشفها للناس؟!
أمّا عن قولِهِ أنّ اليهود كانوا يحاولون كتابتها من الذّاكرة لينقلوها للأبناء والأحفاد.. فما هي مصادره لهذه المعلومات العجيبة؟ أم أنّ تفكيره متأثِّر بالأحاديث النبويّة والمواقِف التي كُتِبَت من الذّاكرة وجُمِعَت بعد وقوعها بعشرات السنين، ومع ذلك لا نشكِّك في صحّتها.. فهل هو يُسقِط ما في عقله على ما يكرهه؟! أم هو فقط يحاول الطّعن في الكتب المقدّسة بقدر طاقته، ويخترع لذلك ما لا يستطيع أبدًا أن يُثبِته؟!!
9- عندما وُلِد السيِّد المسيح كانت نُسَخ العهد القديم لا تُحصى من الكثرة، وموجودة في كل مجمع يهودي، في أرض فلسطين أو خارجها.. وكان السيِّد المسيح يناقش اليهود فيها، ويوضِّح لهم جوهر معانيها، وأكّد للجميع: "لا تظنُّوا أنِّي جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأُكمِّل. فإنِّي الحقّ أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس.." (مت5: 17-18).. وفي مرّة أخرى نصحهم قائلاً: "فتِّشوا الكُتُب.. هي تشهد لي" (يو5: 39).. ولعلّ ما يؤكِّد ذلك هو مجموعة المخطوطات الثمينة التي اكتُشِفَت في وادي قُمران بجوار البحر الميِّت في أواسط القرن العشرين، ويرجع تاريخ نساختها للفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد حتّى القرن الثاني الميلادي، وتشمل مجموعة كاملة من أسفار العهد القديم (للأمانة، عدا سِفر أستير) وقد خضعت للبحث العِلمي الدقيق، وهي تطابق ما بين يدينا مِن نصوص مقدّسة الآن.. ويُمكِن لفضيلة الدكتور الاطلاع عليها على شبكة الإنترنت، وعلى أبحاث العُلماء حولها، بدلاً من أن يستمرّ في مسلسل تزوير التاريخ قائلاً أنّه [عند بعثة المسيح قام اليهود بحرق ما بَقِيَ بأيديهم من التوراة... وصاغوا كتبًا جديدة في القرن السَّابع الميلادي.. وقد استمرّ التحريف فيها لأكثر من ثمانمائة سنة، ولم تُطبَع إلاّ في أواخِر القرن الخامس عشر الميلادي تحت مُسَمَّى "العهد القديم"..] هكذا تُطلَق الاتهامات دون أي سند عِلمي أو بحث موضوعي..! المُشكِلة هنا أنّ المنهج العِلمي في التفكير غائب تمامًا، والدِّقة العِلميّة وتوخِّي الأمانة في البحث معدومة، ويظهر لنا بدلاً منها قدرات ملحوظة على القصّ واللصق والتزوير السخيف..!
الرد مع إقتباس