جريدة الأهرام تنشر الأشاعة على صفحاتها : قضايا و اراء
42820 السنة 128-العدد 2004 مارس 2 11من محرم 1425 هـ الثلاثاء
الصورة التي أذهلت العالم..
بقلم : د.أميرة الشنواني
دكتوراه في العلوم السياسية
في اثناء زيارة مع الأسرة إلي الولايات المتحدة منذ عدة سنوات, ذهبنا لنري مركز أبحاث الفضاءNASA في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية.. وتصادف في الوقت نفسه وجود معرض للمعدات الطبية الروسية في هيوستن. وبحكم انتمائي إلي أسرة معظمها أطباء, قمت بزيارة هذا المعرض الطبي مع والدي الدكتور محمد الشنواني عضو كلية الجراحين الملكية بانجلترا.
رأيت في المعرض بعض الاطباء الروس.. توسمت في أحدهم الأهمية.. فتحدثت معه مبدية إعجابي بالأجهزة الطبية المعروضة, ثم قلت له: انكم متقدمون جدا في مجال الطب وتعرفون أدق تفاصيل الحياة الإنسانية, وايضا أنتم متقدمون في مجال الفضاء, فكيف أنكم لا تؤمنون.. أننا كنا نتوقع أن تكونوا أنتم أول من يؤمن بوجود الله. القوة العظيمة الجبارة التي خلقتني وخلقتك وخلقت الشمس والقمر والنجوم وهذا الكون بأكمله. هذه القوة العظيمة التي خلقت كل شيء نطلق عليها اسم الله فنؤمن به ونشكره علي كل هذه المعجزات. فرد مبتسما: ربما لو حدثت معجزة جديدة أومن بـ الله قلت: أتريد أكثر من كل هذه المعجزات لتؤمن؟! ابتسم الطبيب الروسي ابتسامة عريضة واعطاني الكرت الخاص به, وقال: علي كل.. ربما نتقابل مرة أخري بعد عدة سنوات فأكون أنا قد آمنت أو تكون أنت قد تركت هذا الإيمان! ابتسمت ولم أعلق وتظاهرت بالنظر والاهتمام بجهاز طبي بجواره.. ولكن قلت في نفسي سعد باشا قال مافيش فايده!.
ومنذ أيام في آخر يوم في السنة الهجرية المنصرمة, وبينما كنت أشاهد برنامج صباح الخير يامصر رأيت الإعلامي المتميز تامر أمين يطلعنا علي صورة وخبر في إحدي الصحف ـ نقلا عن بعض وكالات الأنباء ـ قائلا:
إن علماء الفضاء يقولون إن الكرة الأرضية عندما تلتقط لها صور من الفضاء دائما تبدو في ظلام داكن أو كأنها مجموعة من الصخور المظلمة,
ولكن في آخر رحلة اطلقت فيها وكالة الفضاء الأمريكيةNASA مركبة فضائية لتصوير الأرض من الفضاء, بدت الأرض كالمعتاد كلها مظلمة ماعدا بقعتين اثنتين ظهرتا مضيئتين بنور ساطع واضح وهما الكعبة المشرفة ببيت الله الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. ثم قال معلقا إن هذه الصورة اذهلت مركز ناسا للفضاء, وعندما نشرت اذهلت العالم أجمع.
انبهرت بهذه الصورة وتذكرت علي الفور حواري مع الطبيب الروسي الملحد في أمريكا, وقلت هذه هي المعجزة الجديدة التي قال إنه ينتظرها ليؤمن, وتمنيت لو أني احتفظت باسمه والكارت الخاص به لاتصل به في روسيا.
انتظرت أخبار الساعة التاسعة مساء لأري هذا الخبر يذاع كخبر أول أو ثان أو ثالث.. لم يذع علي الاطلاق.. وانتهت نشرة الأخبار!! شعرت بغضب شديد.. كيف أننا في بلد إسلامي به الأزهر الشريف ولا يهتم إعلامنا بخبر كهذا؟؟! لقد أراد الله سبحانه وتعالي ـ في غمار هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون أن يذكر العالم بمكانة المسلمين لديه, فأظهر ـ سبحانه وتعالي ـ الحرمين الشريفين فقط معالمهما واضحة تماما ينبعث منهما النور هداية للعالمين. وفي تقديري أن المسجد الأقصي ـ أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ـ برغم أهميته الكبري للإسلام فإنه بدا مظلما مثله مثل باقي الكرة الأرضية لأنه واقع تحت احتلال الصهيونية العنصرية وقتلة الرسل والأنبياء.
إن إسرائيل تستغل كل صغيرة وكبيرة ـ بالباطل ـ لتشوه صورة الإسلام, كما أنها تستغل كل صغيرة وكبيرة أيضا لعمل دعاية لها, ولو كانت صورة الكرة الأرضية هذه فيها شيء خاص باليهود لأقامت إسرائيل الدنيا واقعدتها, ولذلك.. فأننا نري أنه يجب علي جميع وسائل الإعلام ورجال الدين بالأزهر الشريف وجميع علماء المسلمين في كل مكان اغتنام هذه الفرصة النادرة ونشر هذه الصورة الفريدة علي العالم أجمع ـ مرارا وتكرارا ـ والعمل علي تصحيح صورة الإسلام.. أنه دين سلام ومحبة وليس دين عنف كما يتهمه البعض حتي أن تحية المسلم هي السلام عليكم, وأن المسلم حتي يكون مسلما لابد أن يؤمن بجميع الرسل موسي وعيسي ومحمد ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ ولا يفرق بينهم وفق قوله تعالي: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله.. فهو دين سماحة يتعايش مع الآخرين لكم دينكم ولي دين, وإن أكرمكم عند الله أتقاكم, وكما يقول الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي.
وأخيرا نقول.. أن هذه الصورة التي أذهلت العالم هي حقا معجزة من معجزات الخالق الكريم, وأن المرء ـ أينما يكن ـ عندما يري هذه الصورة المعجزة لا يسعه إلا أن يقول: أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
الخبر منشور بجريدة الأهرام العدد رقم (42820) الصادر يوم الثلاثاء الموافق 2 مارس 2004 - 11من محرم 1425 هـ ، ضمن مقالة للدكتورة / أميرة الشنواني - دكتوراة في العلوم السياسية في باب (قضايا وآراء) وتحت عنوان فرعي هو: (الصوره التي اذهلت العالم..) ، هذا يدل على مدى عدم مصداقية الأعلام العربى و المصرى بشكل خاص ، خاصة أن الأهرام هى الصحيفة الأولى فى مصر، و هى التى نشرت من قبل على أحد صفحاتها دعوة لمهجامة موقع سورة من مثلة الذى ينشر آيات تحاكى أسلوب القرآن و تتفوق عليه .. و هى بذلك ناسية أن مهاجمة المواقع جريمة يعاقب عليها القانون فى البلاد المتحضرة ! و أن أسلوب الغابات و البلطجة التى أعتدنا عليه فى البلاد الإسلامية يجب أن يُنبذ من المتحضرين، ولكن الواضح أن الأتجاه السائد هو غسيل العقول و تدعيم الأكاذيب
|