عرض مشاركة مفردة
  #64  
قديم 16-01-2008
Zagal Zagal غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 4,351
Zagal is on a distinguished road
هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ؟

مقال كتبه احد الاشخاص فى الحوار المتمدن

أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن - العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17


ماذا لوأن رويال ، مرشحة الحزب الإشتراكي في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة ، 2007 ، قامت ، و في لحظة أحست فيه بضعف موقفها الإنتخابي ، بالهجوم الشخصي على ساركوزي ، بالتركيز على الجانب اليهودي منه ، مسلطة الأضواء على جده لأمه ، و الذي ولد يهودياً ، ثم تحول فيما بعد إلى المسيحية الكاثوليكية ، ديانة الأغلبية في فرنسا ، و تزوج مسيحية كاثوليكية فرنسية ؟؟؟

و رجاء لاحظ إنني في هذا السؤال الإفتراضي ، لم أذكر إسم جان ماري لوبين ، العنصري المتطرف الأهوج ، و لا إسم حزبه الصغير المنبوذ ، و إنما ذكرت إسم رويال ، الرزينة الهادئة ، التي ترشحت بإسم ليس فقط أحد أكبر حزبين في فرنسا ، بل و الحزب الذي يفترض إنه يمثل تقاليد و قيم الثورة الفرنسية ، بأكثر مما يمثلها أي حزب كبير أخر في فرنسا ، تقاليد حرية – إخاء – مساواة ، و قيم إعلان حقوق الإنسان و المواطن ، و ما إلى ذلك من التراث الإنساني للثورة الفرنسية ، و تراث نابليون بونابرت ، أو نابليون الأول ، في رفضة لتقوقع الأقليات و إنفصالها عن التيار العام .

ألم يكن من البديهي أن يكون رد الفعل هو الإستهجان الفرنسي الشعبي ، و تعالي صيحات الغضب و الإستنكار من كل حدب و صوب ، ليس على مستوى فرنسا فقط ، بل و على المستوى العالمي ، و ربما أعلن حزبها تبريه منها ، و إضطرت تحت الضغط للإنسحاب ، و تنتهي حياتها السياسية للأبد ، و يصبح إسمها ، كلما ذكر ، مثير للإستنكار و الإشمئزاز .

و شخصياً ، كإنسان يؤمن بأن الدين مسألة شخصية بين المرء و ربة ، كنت ممن سيستنكرون إدخال مثل تلك المسائل في الإنتخابات ، أو في أي مسألة عامة .

المثال الذي ضربته آنفاً ، حدث بالفعل مؤخراً ، و إن كان في الولايات المتحدة ، و ليس فرنسا ، و بطلته هو السيدة هيلاري كلينتون ، التي تتنافس على ترشيح أحد أكبر حزبين بالولايات المتحدة ، الحزب الديمقراطي ، و المفترض ، و لو نظرياً ، إنه الممثل الأقوى لقيم التسامح و التعايش ، قيم الإنسانية التي تتمثل في إعلان الإستقلال الأمريكي ، و التعديلات العشرة الأولى في الدستور الأمريكي ، و التي تعرف بقائمة ، أو وثيقة ، الحقوق ، و التي يتصدرها التعديل الأول و الذي ينص على حرية الأديان ، و عدم تدخل السلطة في تلك المسألة .

فريق السيدة هيلاري كلينتون و كما أرى ، إنتهك تلك القاعدة ، و التي أصبح متعارف عليها ، و هو عدم التدخل في مسألة الدين ، و شن حملة إعلامية تتهم ، إن كانت هذه تهمة ، باراك أوباما ، المتنافس الأخر ، بأن له جدة مسلمة ، من ناحية أبيه الكيني ، و الذي توفي عندما كان باراك في سنواته الأولى ، و إنه ، أي المرشح باراك أوباما ، و حين كان يعيش في أندونيسيا مع والدته و زوجها الثاني الأندونيسي ، درس بمدرسة إسلامية .

فهل أصبح وجود جانب إسلامي لمرشح سياسي ، إن صح وجود هذا الجانب ، أمر محرم في أمريكا ، أو خطير على الأمن القومي الأمريكي ، تجعل منه السيدة كلينتون و فريقها الإنتخابي ، قضية خطيرة ؟

هل لو كانت هذه الجدة ، أو تلك المدرسة ، بوذية أو يهودية أو هندوسية ، هل كانت ستصبح قضية تثيرها حملة السيدة هيلاري ؟؟؟

على إن اللوم لا يقع فقط على هيلاري كلينتون و طاقم حملتها ، بل و يقع أيضاً على المرشح أوباما ، الذي و إن كان له الحق في إيضاح موقفه الديني الشخصي ، إلا إنه كان يجب أن يصعد القضية لما هو أكبر من مسألة شخصية ، إلى قضية قومية تتعلق بموقف هيلاري و المجتمع الأمريكي من الحريات الشخصية التي يضمنها الدستور الأمريكي ، و يصبح تعليقه على تلك القضية هو السؤال : هل هناك تمييز ضد دين بعينه ، وضد معتنقيه ؟ هل كل معتنقي الأديان على قدم المساواة في تصنيف الأمن القومي الأمريكي و المجتمع الأمريكي ؟ هل من المحظور على المسلم الأمريكي ، أو أي مواطن أمريكي له خلفية أو جانب إسلامي ، أن يترشح للرئاسة ، أو أن يشغل منصب حساس أو مرموق بالولايات المتحدة الأمريكية ؟

لقد كان من واجب أوباما أن يكون رد فعله على قضية كهذه ، تتعلق بالحرية الشخصية ، كرد فعله الفوري و الشرس على السيدة كلينتون ، حين إنتقصت ، بعض الإنتقاص ، من قدر الدكتور مارتن لوثر كينج . حين جعلت من حلم مارتن لوثر كينج ، في تحقيق حلم الدولة التي يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق ، ممكن التحقيق بواسطة الخطوات العملية التي إتخذها الرئيس الديمقراطي الأسبق ليندون جونسون .

فقط لأن هيلاري جعلت من جونسون شريكاً على قدم المساواة لمارتن لوثر كينج ، أو حتى مجرد شريك ، ثار المجتمع الأفريقي الأمريكي ، وله الحق في ذلك ، و ثار معه باراك أوباما . أما حين إتهمته بأن له أقارب مسلمين ، و إنه درس في مدرسة إسلامية ، صح ذلك أم لا ، فكان الرد فقط هو النفي ، و التأكيد بعدم وجود هذا الجانب ، و مرت المسألة ، بالنسبه له ، و لطاقم حملته ، مرور الكرام .

كما أن اللوم يقع أيضاً على المجتمع الإسلامي بالولايات المتحدة ، كهيئات و منظمات ، و يقع أيضاً على المسلمين الأمريكان كأفراد ، لأنهم لم يصلوا بالقضية إلى نفس المستوى الذي نجح فيه المجتمع الأفريقي – الأمريكي ، و الذي نجح في إيقاف هيلاري في موقف حرج ،و بسرعة مذهلة ، و أجبرها على أن تقف لتشرح مراراً و تكرراً ما كانت تقصده ، بإسلوب هو أقرب للإعتذار منه للتوضيح .

المجتمع الإسلامي الأمريكي يحتاج إلى مارتن لوثر كينج مسلم ، يقود نضاله من أجل المساواة و رفع التمييز ، و مسيرات مليونية سلمية في واشنطن .

ليس المطلوب تظاهرات تحرق صور هيلاري ، و لا تهديدات إرهابية ، فالأفضل السكوت لو كان هذا هو الإسلوب الذي سنحتج به كمسلمين . إنما المطلوب حملة منظمة بإسلوب حديث ، تتفق و قوانين و قواعد الدولة الأمريكية و مجتمعها ، كالإسلوب الذي تبناه الأفارقة الأمريكان ، و نجح ، و كنفس الإسلوب الذي تبناه ، و يتبناه ، يهود الولايات المتحدة و العالم ، و أثبت نجاحه المتواصل ، و لا مانع من مزج أساليب المدارس المختلفة .

لا بأس من أن نتعلم من غيرنا ، و أن نحاكي أساليبهم الفعالة في البداية ، ثم سيأتي الوقت الذي سنبدع فيه ، و نتفوق ، و يحتذي الأخرون حذونا .

بوخارست – رومانيا
__________________
We will never be quite till we get our right.

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"


( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )