عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 22-12-2004
Liberal Pharaoh Liberal Pharaoh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: Cairo
المشاركات: 11
Liberal Pharaoh is on a distinguished road
مصطفى بكري ... أما من نهاية لهذا الحشرة

بالعقل
أصل الحكاية
بقلم:مصطفي بكري
مجلس الوزراء اقترح إظهار وفاء علي شاشة التليفزيون إلا أن الوزراء الأقباط اعترضوا
إذا كانت وفاء مواطنة مصرية، فهل تعلم الدولة شيئا عن مصيرها في الوقت الراهن؟!
الكنيسة أبلغت أن سبب تأجيل تسليم وفاء ساعتين هو إصرارها علي الإفطار وأداء صلاة المغرب قبل تسليمها لدار الراهبات




كان الوقت صباحا، وكان اليوم هو الثلاثاء الماضي.. السيدة وفاء قسطنطين تخرج من بيت الفتيات المكرسات التابع للكنيسة بمنطقة عين شمس، حولها عدد من القساوسة والراهبات، بينما قوات الأمن تبدو في حالة استنفار، الآن ظهرت وفاء.. كان الوجه شاحبا، متعبا، ولوحظ أنها تضع صليبا كبيرا علي صدرها.
مضي الركب إلي نيابة عين شمس، وهناك حدثت أزمة جديدة..
كانت الكنيسة قد رفضت إثبات الأمر أمام النيابة من الأساس، وطالبت بإنهاء الأزمة دون محاضر، وفتح الطريق أمامهم لاصطحاب وفاء إلي الدير بعد أن أكدت وفقا لما قالوا أنها اختارت الإسلام بإرادتها وعادت مجددا إلي النصرانية بإرادتها، لكن وزارة الداخلية صممت علي تسجيل أقوال وفاء أمام النيابة.

وهناك أمام أيمن البابلي وكيل نيابة عين شمس، حاول القساوسة أن يرافقوا السيدة وفاء خلال جلسة التحقيق، رفض وكيل النيابة بكل قوة، وأصر علي حضور السيدة وحدها للاستماع إلي أقوالها بعيدا عن أي محاولات للتأثير، ظل الجميع في حالة جدل، وبعد ساعتين وافق وكيل النيابة علي دخول أحد المحامين برفقة السيدة وفاء.. وأمام رئيس النيابة انتهي كل شيء.. بعدها سلمت وفاء إلي قادة الكنيسة الذين انطلقوا بها إلي دير وادي النطرون برفقة الأمن، وهناك كان البابا شنودة في استقبالها بعد الوصول بقليل.
بعدها بقليل انطلقت التصريحات علي ألسنة القساوسة وكبار المسئولين عن الكنيسة تنفي أن السيدة أشهرت إسلامها من الأساس، وتنفي أنها خطفت من الأساس، وتقول إنها عادت مجددا إلي المسيحية بعد جلسات الحوار التي أجريت معها.
كانت التصريحات التي انطلقت خلال فترة الحدث وعلي لسان العديد من القساوسة أيضا تقول كلاما مختلفا.. قالوا: إن السيدة اختطفت، وإن زميلها في العمل مارس عليها ضغوطا، وإن الأمن يتستر علي جريمة الخطف، وإن ما يجري هو جزء من حملة تجري بعلم الدولة لأسلمة المسيحيات واضطهاد الأقباط.. فهل حقا حدث كل ذلك؟.. وإذا كانت الأحداث قد أثبتت العكس، فمن المسئول؟ وهل يترك أمر العبث بأمن البلاد دون حساب؟
وفقا لحديثها الذي أجرته مع صحيفة 'الشرق الأوسط' مع بداية الأزمة وهو حديث لم يتم انكاره وأجراه الزميل عبداللطيف المناوي مدير مكتب الصحيفة بنفسه فإن السيدة وفاء قسطنطين قالت: 'منذ عامين شاهدت بالمصادفة برنامجا في التليفزيون المصري تناول فيه أحد المتحدثين تفسيرا للقرآن بشكل مبسط، فبدأت أركز فيما أسمع حتي نهاية البرنامج، وأنا أشعر بشيء غامض ينبض في قلبي.. كان صدري ينشرح لشيء مجهول لا أعي ما هي طبيعته، طلبت من أحد زملائي المسلمين أن يمدني بكتب عن الإسلام والتفاسير، ووجدت فيها إجابات عن أسئلة كانت تشغل تفكيري.. تعلمت وكنت أصلي في غياب أسرتي أو في حجرتي بعيدا عن أعينهم.
كانت ابنتها تراقبها، وتشعر بالتغيير الذي طرأ عليها، ومنذ عام سمعتها تكلم أحد زملائها وتطلب منه المزيد من الكتب الدينية'.. تستكمل وفاء الحديث: 'تعجبت من عدم خوفي من اكتشاف ابنتي لأمر إسلامي، ووجدتني أهدئها وأحدثها عن الإسلام لاقنعها به، ولكنها لم تقتنع، فطلبت منها عدم كشف سري، فوافقت واستمر الحال بي إلي أن شعرت قبل رمضان الماضي بأنني لا استطيع أن أحيا طيلة حياتي بهذا الأسلوب، وخاصة مع زوج غير مسلم، كان من المقرر أن أترك البيت قبل رمضان وأحضر إلي القاهرة لاشهار إسلامي، إلا أن ابنتي كانت تضيٌق عليٌ رقابتها بعد أن شعرت بما أنوي فعله، فلم أفلح في ترك المنزل قبل رمضان.
تذكرت وفاء قسطنطين جيرانهم القدامي في قرية حصة مليح بالمنوفية، كانت تعرف عنوانهم في مدينة السلام بالقاهرة، ذهبت إلي هناك، وفاتحتهم في الأمر.. قالت إنها حفظت ثلث القرآن، وإنها تستطيع تلاوة سورة يس والكهف وغيرهما من السور، وأنها قرأت كتب الشعراوي، واستمعت إلي أحاديث عمرو خالد، وإنها صامت رمضان والستة البيض، وإنها تريد اشهار إسلامها بإرادتها.
لم يكن أمام جيرانها القدامي سوي وجهة واحدة.. قسم شرطة مدينة السلام، فتلك هي الجهة المنوطة بها مثل هذه الشئون.. وفي الرابعة من مساء الأربعاء 1/12 كان مأمور قسم شرطة السلام يثبت أقوال السيدة وفاء قسطنطين في المحضر الذي حمل رقم (58 أحوال)، ووفقا لأقوالها التي وقعت عليها بنفسها أبدت السيدة رغبتها في اشهار إسلامها، وقالت: إنها غادرت محل إقامتها منذ عدة أيام دون تدخل من أي شخص، وإنها أقامت طرف بعض معارفها في القاهرة والمنوفية لحين استكمال إجراءات اشهار إسلامها، وإنها أبدا لم تتعرض لأية ضغوط في هذا الشأن وقالت: إن ا بنتها 'شيري يوسف معوض علي علم بذلك.
طلب ضابط التحقيقات الذي حرر المحضر احضار اثبات الشخصية حتي يتمكن القسم من اتخاذ الإجراءات القانونية في هذا الإطار.
في هذا الوقت قام قسم مدينة السلام بإبلاغ مديرية أمن القاهرة التي أبلغت بدورها جهاز أمن الدولة.. وكانت التعليمات بعد اتخاد الإجراءات القانونية: 'يتم ابلاغ الكنيسة، وتتخذ الإجراءات التي ينص عليها القانون'.
في اليوم التالي الخميس 2/12 مساء عادت وفاء قسطنطين إلي قسم الشرطة مجددا ومعها اثبات الشخصية.. فتح المحضر واستكملت الأقوال وتم اثبات بيانات اثبات الشخصية.. كان مأمور القسم في استقبالها، وأبلغها أن إجراءات اشهار إسلامها توجب مراجعة المسئولين بالكنيسة الارثوذكسية لعقد جلسة نصح وارشاد لها من خلال رجال الدين المسيحي.. فأبدت السيدة هنا استعدادها لذلك.. امتدت الجلسة في هذا المساء من التاسعة مساء وحتي وقت متأخر من الليل، بعد أن راحت السيدة تحكي حكايتها مجددا، ويجري استكمال المحضر الخاص بهذه القضية.
ونظرا لحساسية القضية وخطورتها التقي بها عدد من ضباط أمن الدولة لمعرفة حقيقة الأمر، وعما إذا كانت وراءه أسرار أو ضغوط من أحد.. قالوا لها: هل هناك من مارس عليك ضغوطا لاشهار إسلامك؟.. قالت لهم: إنني أحفظ ثلث القرآن وراحت تقرأ في حضورهم العديد من آياته، وقالوا لها: هل هناك نوايا للزواج بأحد من المسلمين؟ استنكرت السؤال، وقالت: إنني لست فتاة مراهقة أنا عمري الآن أكثر من 46 عاما ولدي أبناء كبار.. ناقشوها في الدين كثيرا، ففوجئوا بثقافتها الدينية ومعرفتها الواسعة بالإسلام وأحكامه.. وقالوا لها في هذا المساء: استعدي غدا صباحا سنخطر الكنيسة لتحديد موعد لجلسة النصح والارشاد.
في الصباح الباكر كانت التعليمات محددة: 'يرجي اخطار الكنيسة فورا بأن السيدة وفاء قسطنطين موجودة، وترغب في اشهار إسلامها، والمطلوب هو تحديد جلسة عاجلة لنصحها وارشادها'.
الرد مع إقتباس