عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 22-12-2004
Liberal Pharaoh Liberal Pharaoh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: Cairo
المشاركات: 11
Liberal Pharaoh is on a distinguished road
وفي الحادية عشرة والنصف من صباح الجمعة أعيد فتح محضر شرطة قسم مدينة السلام، أثبت المأمور فيه أنه تمت احاطة الأنبا مطران البحيرة للأقباط الأرثوذكس برغبةالسيدة وفاء قسطنطين بإشهار إسلامها، والالتقاء بأي من رجال الدين المسيحي. في هذا الوقت طلب مطران البحيرة امهاله بعض الوقت لتحديد المكان والزمان المناسبين للالتقاء بها.. وعلي الفور راح يجري الاتصالات بقيادة الكنيسة في القاهرة التي انزعجت للأمر، فالسيدة وفاء هي زوجة لنائب المطران، وهذه كارثة لابد من حلها، علي حد وصف أحد هذه القيادات.. تم الاتصال بنجليها، فقالت شيري ابنتها الكبري: 'نعم إن أمي مقتنعة تماما بالإسلام وسافرت بإرادتها، وقد حاولت اقناعها بعكس ذلك، ففشلت، وكل ما فعلته أنني وافقتها علي كتم السر'.
في هذا الوقت كانت الأنباء قد أشارت إلي وفاة الكاتب الصحفي الكبير سعيد سنبل، وكانت الأسرة قد قررت إقامة العزاء في إحدي كنائس الجيزة، إلا أن تعليمات عليا صدرت من الكنيسة بنقل مراسم العزاء إلي الكاتدرائية، حيث قرر البابا أن يؤدي الصلاة بنفسه علي روح الكاتب الراحل، بينما كانت هناك تعليمات أخري إلي كنائس البحيرة وغيرها بضرورة حشد مئات الشباب وتوفير الباصات لهم للتظاهر وإعلان الغضب واستغلال مراسم العزاء في الكاتدرائية.. كانت الكنيسة تعلم أن رجالات الدولة ووسائل الإعلام والشخصيات العامة ستكون حاضرة، وليس هناك أفضل من هذا الحشد لتصعيد قضية السيدة وفاء، ومن ثم لفت أنظار العالم إلي ما يعانيه الأقباط من اضطهاد علي حد وصفه.. وكانت هناك تعليمات أخري أيضا: 'صعٌدوا الموقف في أسيوط والمنيا'، فراحوا يستدعون في أسيوط رواية أخري عن خطف فتاة مسيحية قال والدها: بالنص إنها كانت رواية كاذبة من الأساس.
كان هناك اثنان من كبار القساوسة يقدمان التقارير المغلوطة إلي البابا ويطالبانه بالتصعيد إلي أقصي مدي، أبدي غضبه وترك الشباب للتعبير عن غضبه في مواجهة كبار المسئولين.
وتم الاتفاق علي الشعارات التي ستطرح واليافطات التي سيحملها الشباب في مواجهة الزائرين وجاءت الباصات محتشدة مساء الجمعة، وقضي الشباب ليلتهم في الكاتدرائية التي قدمت إليهم الوجبات، ووفرت لهم غرف النوم، وفي صباح السبت كان كل منهم يعرف دوره.
كانت اليافطات مستفزة، وكانت الشعارات تعكس دلالات واضحة علي التعصب والتطرف، وكان استفزاز الزائرين قد فاق الحدود.
كان الأمن علي علم بأبعاد المخطط، لم يعترض الباصات وأجري اتصالات بقيادة الكنيسة، طالب فيها بتهدئة الشباب، وأن يقولوا له الحقيقة في موضوع وفاء قسطنطين، لكن الكنيسة ردت ردا حاسما.. سلموا لنا وفاء قسطنطين سرا وينتهي كل شيء.
قالت الجهات الأمنية: ليس لدينا مانع شريطة عقد جلسة نصح وإرشاد معها، فإذا وافقت فنحن مستعدون أن نسلمها إليكم فورا، ونحن نستعجل هذه الجلسة اليوم قبل الغد، ولكن قادة الكنيسة رفضوا وأصروا علي تقديم معلومات كاذبة إلي الشباب الغاضب الذي قالوا له: 'إن زوجة أبوكم تم اختطافها واجبارها علي الإسلام وأن الأمن يتستر علي هذه الجريمة'.
أدرك الأمن في هذا الوقت أن هناك نية لاستغلال جنازة الأستاذ سعيد سنبل أسوأ استغلال، واحاطوا كبار المسئولين الذين ينوون العزاء علما بالتطورات ونصحوا بعضهم بعدم الذهاب للكاتدرائية خوفا علي حياتهم إلا أن كافة المسئولين بلا استثناء صمموا علي الذهاب.. وهناك انطلقت الهتافات وتصدوا باليافطات في مواجهة أسامة الباز وغيره من كبار المسئولين ، واحتشدت الصفوف في الساحة التي تحيط بقاعة الكاتدرائية، حيث تقام الصلاة علي روح الفقيد الراحل.
انتهت مراسم الجنازة، لكن بقي الشباب محتشدين، كانت التعليمات: 'لا تغادروا الكاتدرائية'، واطلقت في هذا الوقت شائعة مريبة ثبت كذبها عن اختطاف زوجة أحد القساوسة بكنيسة الزاوية الحمراء، وانطلقت شائعات عن أحداث تجري في المنيا وأسيوط، فازداد الموقف اشتعالا، وتم الاتصال بالعديد من الكنائس لحشد المزيد من الشباب لتكرار مشهد العباسية بعدما نشرته جريدة 'النبأ' التي مات رئيس تحريرها ممدوح مهران في السجن بينما اطلق سراح القسيس المشلوح دون حتي أن يقدم للمحاكمة.
واكتمل الحشد داخل الكنيسة، ووفقا للتقديرات المعلنة فقد بلغ العدد نحو عشرة آلاف متظاهر يوم الأربعاء، حيث يلقي البابا درس الأربعاء كل أسبوع.
لم تتوقف الاتصالات منذ يوم الجمعة قبل الماضي، كان الأمن يطلب من الكنيسة سرعة تحديد موعد لجلسة النصح والارشاد، وكانت الكنيسة تقول: لا شأن للدولة بهذا الأمر، سلموا لنا وفاء واخرجوا منها..
كان رجال الأمن والدولة يقولون: هذا ضد القانون ولا يستطيع أحد أن يتحمل المسئولية لأن ذلك من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار أو يقضي علي سلطة الدولة بلي الذراع، إلا أن قيادة الكنيسة كانت مصممة..
وعندما وجدت الكنيسة أن الدولة مصممة علي موقفها بتطبيق القانون الذي جري العرف عليه في كل الحالات السابقة اضطروا للموافقة ولكن بشروط محددة منها:
أن يتم تسليم السيدة وفاء قسطنطين لتودع في احد المقار التابعة للكنيسة في منطقة عين شمس.
ألا يسمح لأحد سوي القساوسة أو من تريد الكنيسة بمقابلة السيدة وفاء ويرفض نهائيا حضور أي رجل دين مسلم أو أي رجل أمن مسلم كما يحدد القانون.. واستجابت الحكومة لطلبات الكنيسة كاملة، وتجاهلت القانون الذي يحدد مكان المقابلة في مديرية الأمن وبحضور آخرين إلي جانب القساوسة.
كان البابا شنودة يتابع الاتصالات أولا بأول، وقبيل يوم الأربعاء الماضي كان قد جري الاتفاق علي تسليم السيدة وفاء قسطنطين إلي الكنيسة في أحد المباني التابعة للكنيسة والواقع في 53 ش علي باشا اللالي بميدان النعام بعين شمس..
وعندما أبلغ الأمن السيدة وفاء بالموعد قالت لهم إنني صائمة في هذا اليوم وكل ما اطلبه هو فقط ساعتان حتي اتمكن من الافطار في الخامسة مساء.. حاول الأمن معها كثيرا إلا أنها أصرت علي أن تفطر بعيدا عن المكان الذي جري الاتفاق عليه واخطرت الكنيسة بالأمر، إلا أن البابا صمم علي الموعد الثالثة ظهرا مهما كان الثمن.. حاولوا معها مرة أخري، إلا أنها رفضت وبإصرار.. وفي محاولة لتقديمها بأسرع وقت ممكن اصطحب عدد من رجال الأمن السيدة وفاء إلي كافيتريا قريبة من دار الفتيات المسيحيات، فتناولت الافطار وأدت الصلاة في مكان جانبي وبعد نحو ثلث ساعة كانت بين ايدي الراهبات والقساوسة الذين منعوا أيا من افراد الأمن من الدخول.
الرد مع إقتباس