عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-03-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
فاختلاف الثقافة يؤدي دائماً لسوء الفهم خلال المحن، وما سبق لا يعني أن الغرب ليس لديه محرمات جديدة لكنها جد مختلفة عن محرماتنا، فخطوطهم الحمراء ارتبطت بأخطاء الماضي، فالبغض الكامن للنظم الديكتاتورية ومنع إقامة حزب نازي في أي دولة أوروبية والتعاطف الدولي مع محرقة الهولوكوست إلي حد تجريم من ينكرها كلها خطوط حمراء ولكن!!
أما عن الفعل ورد الفعل فهو أمر آخر، فمجتمعاتنا حتي اليوم لا تزال في غيبوبتها، فهي خير أمة أخرجت للناس، دينها مقدس وحاكمها مقدس ولغتها مقدسة، ولا يحق لأحد إبداء رأيه في أي من مقدساتنا، ولا ندري رغم كل ما يحدث حولنا أن كل تابوهاتنا ليس لها أدني تأثير لدي الأخر، فليس لنا أي جاذبية خاصة حتي يحترمنا ويقدسنا الآخرون، فليس واجب عليهم أن يؤمنوا بما نؤمن أو يحترموا ما نحترم، فقط هناك حق الحوار المكفول للجميع، فلا يدري الغرب عنا شيئاً إلا ما نبرزه نحن، لذا نري كاريكاتيراتهم المسيئة تشير مباشرة إلي آراء الغرب في المسلمين، فالرسول الكريم هو القائد الأول للمسلمين، وبما أن المسلمين هم من قاموا بتفجيرات لندن وشرم الشيخ وعمان ومن قبل كل هذا أحداث 11سبتمبر المريرة في الولايات المتحدة، بما أن المسلمين إرهابيين يهاجموا العزل والأبرياء، فقائدهم يوصف بالتبعية بذات الوصف. أما عن الرسوم التي تدني من قدر المرأة في الإسلام فليس من الصعب علي عاقل أن يدرك مدي تصورهم لسلوكنا الاجتماعي ووظيفة المرأة في مجتمعاتنا.
ألم ندرك بعد أي منحدر انحدرنا، وكيف نبدو أمام الآخر، فهو يرانا مجرد كائنات بدائية لا تملك سوي قوة التدمير والعدوانية، أما المحرك الأساسي لسلوكنا فهو الحقد والكراهية، نعم هذا قيل كتوصيف للمسلمين بعد أحداث سبتمبر، ونحن لا نأبه، وكأن نرجسيتنا أفقدتنا حواسنا، فلم ندري عن رأي الآخر فينا شيئاً، حتي إن جرائد الدول الأوروبية قررت واحدة تلو الأخري نشر الرسوم علي صدر صفحاتها، وكأن الغرب تنازل عن تحضره فجأة فقط ليستفز شعوب طالما أضجت مضجعه في الآونة الأخيرة، وقد كان الشعار المرفوع هو حرية الصحافة، وهو إن كان حقا فقد أريد به باطل، وهو الإصرار علي إعلان غضبهم علينا حتي ولو كانت النتيجة كارثة، فلتتخيل معي أن يخرج وزير إيطالي ليعلن أنه سيرتدي تي شيرت مطبوع عليه تلك الرسوم التي أغضبتنا، إلي أي مدي نفذت طاقة هذا الرجل الذي طالب بشن حملة صليبية علي الشرق، فرغم الهلوسة البينة في التصريح، ولكن لنلاحظ معاً إلي أي مدي نحن بارعون في صنع الكراهية.
هذا وكان رد الفعل الإسلامي هو المأساة بعينها ففي بداية الأحداث كانت الأمور تسير في منحي يبدي نوعا من التعقل فخرج شيخ الأزهر يقول "إن النبي محمد قد مات ولا يستطيع الدفاع عن نفسه" في إشارة واضحة لكل لبيب إلي أن النبي غير موجود لاتهامه بما اتهم به في الكاريكاتير الدانمركي وغيره، وأن المسلمين هم المسئولون عن هذا الكاريكاتير وليس رسولنا الكريم الذي لم يدعونا حقاً لما نحن فيه الآن. أما الموتورون فنادوا بتدخل الأمم المتحدة في مثل تلك الأمور دفاعاً عنا، حيث إننا لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا ـ ليس بالمولوتوف طبعاً ـ فهذا ما نجيده، لكنا لا نجيد حقاً لغة التواصل مع المختلف أو حتي المتفق.
وكان الموقف حتي الآن متوازنا حتي مع دعوة المقاطعة التي تبدوا فكرة جيدة، خاصة في مجالها الضيق مع بعض الألبان التي يمكن الاستغناء عنها، وتضر بدولة تعتمد علي تصنيعها اعتمادا أساسيا. لكن فجأة ودون هوادة أنطلق غضب غير منضبط يحاول جاهداً رفع صفة الإرهاب عن النبي الكريم ليلصقها بجميع المسلمين، فتحرق سفارة الدانمرك في دمشق وبيروت كما تحترق قنصلية إيطاليا بالأراضي الليبية ويتم اقتحام مقر الإتحاد الأوروبي في فلسطين تري لماذا نفعل كل هذا؟ لحماية نبينا أم..........؟!
الرد مع إقتباس