كلما هبت عاصفة دامية من الاحداث بين عنصري الوطن احسست بحزن شديد ينتابني خاصة مع تكرار نفس الكلمات المعسولة عن ان الوحدة الوطنية بخير وان ما يحدث هو النشاز دون الوصول الى اذابة الاحتقان الذي نشأ وفق ظروف معينة او حتى الاعتراف به وبحث كيفية الخلاص منه لهذا اجد نفسي تهرب من هذا الموقف المؤلم الى الماضي الجميل ايام الطفولة التي تتسم بالعفوية في الكلام والسلوك والاحساس بالاخر دو البحث عن هويته او ديانته حقا انها ايام لا تنسى في حياتي عندما كنت في المرحلة الابتدائية حيث التحقت بمدرسة خاصة كل مدرساتها كاوا من الاخوات المسيحيات ولم اشعر قط انني في غربه او اختلاف او ضيق بل على العكس كنا نلقى معاملة اكثر من طيبة واحساس بالمسؤلية تجاه مستوى جميع التلاميذ حتى اذا هبط اداء احدهم بعض الشيء استدعوا ولي الامر وخاطبوة بشدة رغم ان هذا الهبوط لا يذيد عن صف درجة . اما عن الجانب الانساي فالحوارات الودية بين الميسات والتلاميذ كانت تدور دائما حول مشاكل هذة المرحلة سواء في الدراسة او الحياة ولم تنقطع النصيحة او المتابعة لحل هذة المشاكل والحب كان لغة التخاطب والحوار المسئول هو السبيل للوصول الى الحقيقة وعدم ايلام صاحبها مهما كان خطؤة. ولا انسى حب جميع الميسات في جميع المواد لي حتى ان احداهن كانت توصي الاخرى عندما انتقل الى المرحلة القادمة بان تزيد اهتمامها بي وتحاول ان تستفزني في مادة الحساب حتى اظهر قدراتي الكامنة ليكون ذلك دافعا لجميع التلاميذ. وفي المناسبات الاجتماعية كنت اخطط مع ميس اجونية في معرفة الهدية التي تحبها او تريدها كل ميس في هذة المناسبة في هذة السنة بالذات فكانت هدايا مقصودة غلافها الحب والاهتمام وسببا لاسعاد الجميع فكان الزمن الماضي هو الزمن الجميل زمن جميل في الحب والتعاون في المذاكرة والمناسبات الاجتماعية بيننا دون ان يشعر اي منا من المسلم ومن المسيحي.
|