إن ما جرى، بخلاف ما طالبنا به فى بداية هذا المقال، أى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحصين الحدود ومنع اجتيازها مرة أخرى على الإطلاق تحت أية ذريعة.. يفرض عددا من الملاحظات: من الأمور المذهلة أن النواب المنتمين لجماعة إخوان الخراب فى مجلس الشعب المنبطح المغيب صاروا يستخدمون صفاتهم البرلمانية كغطاء للقيام بممارسات لا علاقة لها بدورهم النيابى المفترض .. وللتغطية على أعمال جماعة محظورة بحكم القانون ..وليس أدل على ذلك كل ماسبق من أمثلة وإنما قيام عدد من هؤلاء النواب بتصدر قوافل إغاثة سبق ترتيبها .. والاتجاه بها إلى الحدود .. بل إن أحدهم اجتاز تلك الحدود وساهم فى انتهاكها وعقد لقاءً على الجانب الآخر كما لو أنه مغامر .. وتم الإعلان عن هذا دون محاسبة من أية سلطة .
مارس إخوان الخراب تحريضا سافرا .. وغير مسبوق ضد كل القوى الأمنية المصر الإخوانجية .. وبما فى ذلك اتهام حرس الحدود بأنهم قاموا بعمل إجرامى حين وقفوا ضد مسيرة نسائية غير نكاحية.. وهى أمور مسجلة ومعلنة وثابتة .. ولابد لها من محاسبة.
استطاع إخوان الخراب أن يوظفوا فى رحاب خطتهم وفى إطار من خديعة واضحة جدا .. عددا من ممثلى التيارات السياسية الأخرى وبما فى ذلك عددا من النواب غير إخوان الخراب فى مجلس الشعب المنبطح المغيب.. وهو ما يلقى بظلال عديدة على سلوك هؤلاء السياسيين .. فإما أنهم يعلمون وتلك مصيبة أو أنهم لا يعلمون وتلك مصيبة أكبر.. لكن المؤكد أن كل الاحتشادات حول إخوان الخراب لابد لها من وقفة.
لم نكن نحن وحدنا فى مصر إخوان الخرابجية الذين انتبهنا إلى خطر ما يقوم به إخوان الخراب .. وفى داخل فلس طين نفسها عقدت ندوات قالت ذلك .. وفى إحدى تلك الندوات قال الحضور: إننا نخشى من استغلال الأحداث الحالية فيما يسىء إلى العلاقات المصر إخوان الخرابجية الفلسطينية .. وألمحوا إلى مخاوفهم الخاصة من تنفيذ المخطط الإسرائيلى الهادف إلى التخلص من القطاع وتوريط مصر إخوان الخرابجية فيه مما يمهد لفصل القطاع عن الضفة الغربية ثم تصفية الضفة ..الأمر الذى يسفر عن تصفية القضية برمتها .. وقد تعجبوا من أن أهداف الدولة الصهيونية الكافرة تتمازج الآن مع أهداف الإسلاميين فى فرع إخوان الخراب المسمي حماس ومصر إخوان الخرابجية .
وقال حضور الندوة: إن هناك تعاونا وثيقا بين فرع إخوان الخراب المسمي حماس وإخوان الخراب وتحدثوا عن الحجم الهائل من المساعدات التى قدمها إخوان الخراب إلى حركة فرع إخوان الخراب المسمي حماس خاصة فى مجال الدعم المالى . عبرت تنظيمات إسلامية أخرى فى فلسطين عن تخوفها مما جرى .. وقالت مصادر فى تنظيم الجهاد الإسلامى أن لديها تخوفات من تصدير القطاع إلى مصر إخوان الخرابجية وما قد يمثله ذلك من تكريس الفصل بين القطاع والضفة. بخلاف أن قوات الأمن المصر إخوان الخرابجية قد ضبطت عددا من المسلحين الفلس طينيين وحملة الأحزمة الناسفة قد دخلوا إلى مصر إخوان الخرابجية عبر اجتياح جحافل ولاية غزوستان الفلسـ طينية .. فإن هناك معلومات تشير إلى أن هناك عناصر إجرامية مطلوبة أمنيا قد استغلت حالة الفوضى على الحدود وعبرت إلى الجانب الآخر هروبا من المساءلة القانونية فى مصر إخوان الخرابجية.
أنقل هنا من ما يسمى (المركز الفلس طينى المستقل للخدمات الإعلامية) الذى قال إن هناك بحثا عن مجموعة من خمسة عناصر من أصول عربانية وفلسطينية يعتقد أنها تابعة للمخابرات الإسرائيلية. ليس صحيحا أن الحصار على ولاية غزوستان الفلسـ طينية قد سبب مشكلة إنسانية كبيرة أدت إلى كل هذا التدافع .. إذ تقول الأرقام المؤكدة وفق تحليل باحث فلس طينى هو رامى عبده التابع لمركز أبحاث المستقبل .. أن كل عابر قد أنفق فى المتوسط نحو 260 دولارا فى ثلاثة أيام ما بين يوم 23 و26 يناير .. وأن متوسط الإنفاق فى الساعة بلغ مليون دولار .. وأن هناك صفقات تجارية قد تمت فى حدود 65 مليون دولار .. وبلغ إجمالى الإنفاق فى هذه الفترة الزمنية 220 مليون دولار .. وتثير هذه الأرقام تساؤلات حقيقية حول الحالة المالية للقطاع وسكانه .. وقد شاهدت على قناة الجزيرة سيدة مصر إخوان الخرابجية تقول فى أعقاب اجتياح تلك الجحافل (الحاجة ولعت).. قاصدة ارتفاع الأسعار بسبب هجوم الطلب الفلس طينى .. فيما قالت سيدة فلس طينية فى نفس التقرير (الحاجة عندهم رخيصة قوى)!
تقول بيانات أكيدة أن هذا الاجتياح من جحافل ولاية غزوستان الفلسـ طينية لن يحل مشكلة القطاع .. وكمثال فإن القطاع يحتاج 3 آلاف طن يوميا من الأسمنت .. ومهما بلغت الكميات التى حصل عليها الغزاويون من مصر إخوان الخرابجية فإنها لا يمكن أن تلبى الاحتياج .. ويمكن القياس على ذلك فيما يتعلق ببقية الاحتياجات. مثل ماجرى ضغطا على الميزانية المصر إخوان الخرابجية .. وأدى إلى انتقال سلع ومواد ووقود .. بسعر مصر إخوان الخرابجية مدعوم (دقيق وزيوت وسكر ووقود وأغذية وخبز وبوتاجاز).. ولا أعتقد أنه يمكن أن يقبل المواطن المصر إخوان الخرابجية ارتفاعا فى الأسعار لصالح مليونيرات ولاية غزوستان الفلسـ طينية الذين يمكنهم أن ينفقوا حسب الأرقام الفلسطينية نحو 260 دولارا فى ثلاثة أيام أى قرابة 85 دولارا فى اليوم.
إن المشكلة الحقيقية التى تم دفعنا إلى تجاهلها هى أن فرع إخوان الخراب المسمي حماس انقلبت على السلطة فى أراضى الحكم الذاتى وشقت الأرض الفلس طينية .. وقررت من أجل السلطة والحكم أن تفعل أى شىء ولو كان مخالفة القانون وابتزاز مصر إخوان الخرابجية والقيام بتهديد استراتيجى لأمنها القومى. وفى عام 1951 تجرأت الحكومة المصر إخوان الخرابجية فى ذلك الوقت .. وقبلت فكرة أن يتم توطين نحو 50 ألفا من ولاية غزوستان الفلسـ طينية فى العريش .. غير أن غضبا شعبيا عارما ومتيقظا قد أدى إلى تعطيل هذا المشروع الكارثة .. وفيما بعد ظلت تلك الفكرة تراود الكثيرين بطريقة أو أخرى وبما فى ذلك تبادل الأراضى .. أن تؤخذ ولاية غزوستان الفلسـ طينية من شمال سيناء مقابل حصولنا على أرض فى النقب .. وهذا كلام فارغ.. وضد السيادة.. وضد تماسك أرض مصر إخوان الخرابجية .. وضد أمنها القومى .. ولابد أن شعب مصر إخوان الخرابجية فى عام 2008 لم يختلف عن شعب مصر إخوان الخرابجية فى عام 1951 .. حتى لو حاول إخوان الخراب خداعه .. وحتى لو حاول الآخرون ابتزاز حجم الجهد والدم والمال الذى بذله طوال ستين عاما من أجل قضية فلسطين ولم يزل.
مع الاعتزار للاستاذ عبدالله كمال وباقي الاساتذة
