عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-05-2005
gaoun gaoun غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: Israel
المشاركات: 895
gaoun is on a distinguished road
+++

منقول من الجريده المحليه كل العرب

www.kul-alarab.com

العدد 906 الجمعة 22.04.2005 - 14

الرحلة من أديس أبابا إلى تل -أبيب

مصري يبعث رسالة إلى شارون ويطلب منه اللجوء السياسي في إسرائيل ! كمال يونان عوض: "عانيت من الاضطهاد الديني وجهاز امن الدولة يلاحقني منذ عشرة أعوام.. عائلتي في القاهرة في خطر أنقذوهم قبل فوات الأوان"


تقرير : الياس كرام

أنا قبطي مصري اعتز بعروبتي ..
وأحب جمال عبد الناصر
انا قبطي مصري اعتز بعروبتي ومصر وطني .. أحب جمال عبد الناصر الذي تعلق صورته في غرفتك، هكذا عرف كمال يونان عوض ميخائيل (54عاما) نفسه عندما بدأ يسرد قصته مع جهاز امن الدولة المصري الذي قال إنه حول حياته وحياة أسرته إلى جحيم لا يطاق، وصل كمال إلى البلاد قبل أيام معدودة برفقة ابنه هاني بعد رحلة عذاب طويلة من الملاحقة والاعتقال والتعذيب -على حد وصفه- استمرت منذ عام 1994 إلى أن استطاع الهرب في آذار الماضي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومنها إلى إسرائيل. لكن هذا لم يكن بالأمر السهل فقد رفضت السفارة الإسرائيلية في البداية أن تمنحه تأشيرة دخول وهو ما دفعه إلى أن يبعث برسالة بالعربية إلى مكتب رئيس الحكومة ارئيل شارون يطلب منه منحه اللجوء السياسي في إسرائيل، لم يتأخر الرد فقد فتحت السفارة الإسرائيلية أبوابها أمام كمال وابنه وخلال أيام معدودة من وصول رسالته إلى إسرائيل كان كمال برفقة ابنه على متن الطائرة من أديس أبابا إلى تل -أبيب.

حكاية عائلة يونان مع امن الدولة المصرية
قصة هذه العائلة القبطية مع امن الدولة المصرية كانت بدأت بعد نكسة عام 67 كما يقول كمال عندما حاولت المخابرات المصرية أن تجند والده في عام 68 للتجسس على السفارة الألمانية في مصر:"لقد رفض والدي مبدأ التجسس ورفض الانصياع لطلبهم بزرع أجهزة تجسس في السفارة واضطر بسبب ملاحقة المخابرات المصرية له أن يختفي عن الأنظار فترة طويلة من الزمن كانت كفيلة بان يصاب بضرب من الجنون ومات بفعل الضغط النفسي الذي عانى منه بسبب هذه القصة " يقول كمال وقد اغرورقت عيناه بالدموع.

من قاعدة انشاص الجوية إلى مستشفى الأمراض العقلية في العباسية
انضم كمال في عام 1971 إلى سلاح الجو المصري بعد أن ضاقت به السبل لإيجاد عمل بسبب الظروف التي ولدتها حرب الأيام الستة ولم يجد أمامه سوى التطوع في الجيش فعمل فنيا في عدد من المطارات الحربية مثل قاعدة انشاص والوادي الجديد كمسؤول عن مخازن قطع الغيار للطائرات الحربية ويقول كمال:" هنا بدأت حياتي مع الاضطهاد بأفظع معانيه، اتهمت بالخيانة لمجرد كوني مسيحيا، منعت من أداء الصلاة وقدمت للمحكمة العسكرية بتهمة الصلاة في القاعدة العسكرية .. ظلمت كثيرا ومنعت من الترقية وسجنت كثيرا خلال خدمتي العسكرية ".
كمال الذي أصيب في قاعدة انشاص الجوية خلال المعارك التي دارت رحاها في حرب 73 حصل على ما يسمى بالمصرية "كارنيه" المحاربين القدامى ويقول انه لم يتردد بالمشاركة في الحرب ضد إسرائيل لكن المعاملة الفظة التي كان يلقاها من قبل القادة العسكريين المصرين كما يقول أفقدته صوابه في احد الأيام ودفعته إلى ضرب قائد برتبة عقيد طيار:"كان يمسك كرباجا لكي يضربني به فعاجلته بضربة تسببت له بعاهة مستديمة أما أنا ففقدت أعصابي ونقلت إلى مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية وهناك بدأت رحلة معاناتي مع جلسات الكهرباء حتى وصلت إلى درجة التبول غير الإرادي، كنت انزف دما من أذني وعيني، كنت أشبه بإنسان ميت".يقول كمال الذي سرح بعد هذه الحادثة من الجيش بدرجة عجز بالمخ وصلت إلى تسعين بالمائة وكتب في كتاب التسريح أنه عانى من المرض النفسي أثناء الخدمة وليس بسببها وهكذا فقد حتى إمكانية أن يحصل على تعويض من الجيش:"ما دمت عاجزا كيف قبلت في الجيش وهل يقبل الجيش أناسا مجانين".

كمال يفوز بجائزة اليانصيب بقيمة 200 ألف جنيه
بعد تحسن حالة كمال النفسية توجه إلى سويسرا وفرنسا لفترة نقاهة استمرت أربعة أشهر خرج خلالها من الظروف المأساوية التي عاشها بل وأكثر من ذلك فقد ضحكت الدنيا بوجهه ولعب الحظ نصيبه فقد فاز كمال بورقة يانصيب حققت له ثروة بقيمة مائتي ألف جنيه مصري.. مبلغ كبير جدا قياسا لسنوات الثمانين. عاد كمال بعد ذلك إلى القاهرة وافتتح مشروعا لم يكن نصيبه النجاح فقرر التوجه إلى العريش بحثا عن مشروع آخر، يستذكر كمال :" كان ذلك في عام 89 افتتحت هناك محلا تجاريا لكن أحدا من سكان المنطقة لم يشتر مني إلى أن قال احدهم لي أن سكان المنطقة غير معتادين على شراء مأكولاتهم من المسيحيين، خسرت مبلغا قدره 50 ألف جنيه واضطررت بعدها إلى إغلاق المحل".

"لو وجدت العلاج لدى الشيطان سأتوجه إليه"
عاش كمال فترة طويلة من الملل القاتل دون أن يجد عملا إلى أن حل العام 1993 الذي يقول انه العام الذي قلبت فيه حياته رأسا على عقب :"أصيبت ابنتي جاكلين بمرض الصرع و لجأت إلى جميع أطباء الأعصاب في مصر، دمرت ماديا، احد الأطباء كان يطمئنني أن حالة ابنتي تتحسن مع انه كان يعلم انه لا يوجد دواء يشفي من هذا المرض لكن هدفه كان الحصول على المال ليس إلا. بعد أن وصلت إلى درجة اليأس كنت أتصفح جريدة الشباب وطالعت مقالا عن ابنة الرئيس السادات من زوجته الأولى التي سردت للمجلة حياتها مع مرض الصرع وشفائها منه بعد أن تلقت العلاج في إسرائيل".
هذا المقال أثار فضول كمال الذي قرر التوجه إلى إسرائيل بحثا عن علاج لابنته، حصل كمال كما يقول على تأشيرة السفر إلى إسرائيل بسهولة متناهية وجمع تقارير الأطباء المصريين وصور الأشعة واعد أمتعته للسفر لكنه منع من عبور الحدود وطلب منه إحضار موافقة من جهاز امن الدولة :" عانيت كثيرا ورفض طلبي كانوا يقولون لي أفضل لابنتك أن تموت دهسا وان لا تتوجه للعلاج في إسرائيل هل ستعالجها لدى كفرة .إلى أن وصل السيل الزبى وقلت لهم إنني مستعد للتوجه إلى الشيطان لمعالجة ابنتي خاصة أنني علمت أن تأشيرة السفر التي حصلت عليها ليست بحاجة إلى موافقة امن الدولة".

يتبع .....

آخر تعديل بواسطة gaoun ، 06-05-2005 الساعة 08:57 AM السبب: +++
الرد مع إقتباس