عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-05-2010
الصورة الرمزية لـ المعلم يعقوب القبطى
المعلم يعقوب القبطى المعلم يعقوب القبطى غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,586
المعلم يعقوب القبطى is on a distinguished road
مشاركة: الدول الإسلامية تمول مشروع تجفيف مصر

صندوق الإنماء العربى.. ماكانش العشم
بقلم د. وسيم السيسى

منذ بضع سنوات حضرت مؤتمراً فى دار السلام (تنزانيا) لإلقاء بحث عن عدم التحكم فى البول، وكانت الجمعية الطبية المنظمة للمؤتمر e.a.a بمعنى east africa association أو الجمعية الطبية لشرق أفريقيا.. وبعد إلقاء بحثى.. طالبت المؤتمر.. بأن يأتى اليوم الذى تتحول فيه e.a.a إلى a.a.a بمعنى all africa association وتصبح كل أفريقيا بما فيها مصر! وصفق الجميع، وتمر الأيام، وتتحول الجمعية الطبية لشرق أفريقيا إلى الجمعية الطبية لكل أفريقيا، وأعلن هذا برفيسور هيزا.. فى القاهرة، وقال «كان هذا اقتراح الدكتور السيسى»!

تذكرت هذا وأنا أعيش اليوم مأساة منابع نهر النيل! الأفارقة يقدسون مصر، يدرسون حضارة مصر القديمة، ويعرفون عنها ما لا تعرفه الغالبية العظمى من المصريين.. وطالما بكى الدكتور بطرس غالى... وصرخ: أفيقوا يا قوم! ولكن لا حياة لمن تنادى...! وكأننا نغنى مع عبدالوهاب.. بافكر فى اللى جلد أطبائى، وطرد أولادى (الكويت)، وأعدم أبنائى (ليبيا).. واغتال بنى وطنى (الجزائر).. وأنسى من يحترمنى، ويتمنى رضائى.. وشريان حياتى عنده! هل هناك غباء أكثر من هذا؟!

يمنعنى الخجل من أن أكتب ما سأقوله لكم الآن.. ولكن الحقيقة يجب أن تعلن: رفض البنك الدولى تمويل مشروعات السدود الأفريقية.. إلا بعد موافقة مصر تنفيذاً لاتفاقية ١٩٢٩ بعدم إنشاء أية مشروعات على حوض النيل تؤثر على دولتى المصب (مصر والسودان)، فما كان من السعودية، الكويت، قطر، عمان، دبى، إلا أن موَّلت هذه السدود عن طريق صندوق الإنماء العربى للإنشاء والتعمير، وأنف القانون الدولى فى الرغام، ولتذهب مصر وشعبها إلى الجحيم، ولتحيا عروبة مصر.. هذا الوهم الكبير.
لقد تم إنشاء سد مروى العملاق، وثلاثة سدود إثيوبية.. حتى أصبحنا الآن فى مجاعة مائية، فنصيب الفرد يجب أن يكون ألف متر مكعب سنوياً، ونصيب الفرد المصرى الآن ٧٠٠ متر مكعب سنوياً، ولا تقولوا لى... إهدار المياه عن طريق الأفراد لأن: الزراعة تستهلك ٨٥٪ من المياه، توليد الكهرباء ٣٪ والملاحة النهرية ١.٥٪، الصناعة ٥٪، أما الأفراد الغلابة، بفواتير المياه المرعبة، فالاستهلاك ٥.٥٪ فقط!
أما إهدار الماء فهو عن طريق السياسة المائية الفاشلة فى الرى والصرف.. وقد هاجمت دول المنبع مصر.. فى إهدار المياه على توشكى، والمنتجعات، والقرى السياحية، وحمامات السباحة المنزلية، وأراضى الجولف، وعدم معالجة مياه الصرف للاستفادة منها، وزراعات الأرز وقصب السكر.. وغيرها كثير..!

والآن ماذا نفعل؟ فلا يكون النقد نقداً إلا بذكر طرق العلاج.. أولاً: تقوية الروابط الاقتصادية والثقافية، فنحن تجمعنا قارة واحدة، وحضارة نهرية واحدة، ويكفى أن ناصر أضاع السودان حين غدر بمحمد نجيب.. الرجل الذى عرض حياته للإعدام، وأحدهما كان بالسينما! والآخر لم يظهر على الشاشة ليلة الانقلاب الذى أضاع مصر!
ثانياً: تخفيض الزراعات التى تحتاج لمياه كثيرة كالأرز وقصب السكر، وقد تم ذلك مؤخراً.
ثالثاً: معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها.
رابعاً: سد على بحيرة ألبرت.. سوف يحل مشاكل كثيرة (رشدى سعيد).
خامساً: تكملة قناة جونجلى.. وقد تم منها ٢٦٠ كيلو متراً ولم يتبق منها لإكمالها إلا مائة كيلومتر.
سادساً: تبطين الترع.. لتقليل الفاقد من المياه.
سابعاً: الاتجاه للإصلاح الداخلى بعد أن تضاءل دور مصر عالمياً ومحلياً.. حتى أصبحت الصين وإسرائيل.. داخل بيوتنا.
ثامناً: مساعدة دول المنبع فى تقليل الفاقد، فالأمطار تعطى ٢٠٠٠ متر مكعب سنوياً، لا يجرى منها سوى سبعة بالمائة فقط داخل الأنهار!!
تاسعاً: الابتعاد عن العنتريات.. فمن حق كل دولة أن تنهض بشعبها.. والعنف لن يأتى بشىء، فقد أقامت تركيا خمسمائة سد، أكبرها سد أتاتورك، على منابع دجلة والفرات عند جبال الأناضول، مما أثر على نصيب سوريا والعراق من حصتهما فى المياه بثلاثين فى المائة، ولم تستطع واحدة منهما.. عمل شىء!
عاشراً: المنح الهولندية المنهوبة.. يجب أن توجه لتدريب المهندسين بدلاً من اللى بالى بالك!
وأخيراً.. لا أقول ما قاله نزار قبانى.. دخل اليهود بلادنا.. أصبحوا تحت جلودنا.. وتقولون.. إنا راجعون؟! قولوا إنا لله وإنا إليه راجعون! ولكنى أقول: ما دخل اليهود بلادنا إلا من عيوبنا وجهلنا.. وقصر نظرنا...! بكى آخر خلفاء العصر العباسى الثانى وقال: لهفى على ملك ضائع! نظر إليه وزيره شذراً وقال: من ترك القليل حتى يكثر، والصغير حتى يكبر.. وأجل عمل اليوم إلى غد استحق هذا وأكثر! بكى الخليفة.. وقال: هذا القول أشد علىَّ من فقد الخلافة!
ودخل التتار بعد ذلك وقتلوه!!
الرد مع إقتباس