عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 29-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
مبارك والإخوان ومستقبل مصر


ومما لا شك فيه أن هناك معارضة قوية للنظام الحاكم موجودة في بعض المؤسسات والهيئات وعلي رأسها القضاة وتوجد أيضا في الجامعات وكل النقابات المهنية، الصحفيين، المحامين، المهندسين والأطباء وغيرهم، كما توجد في جميع منظمات المجتمع المدني، وقد استطاعت الدولة عن طريق إصدار بعض القوانين الجائرة، وكذلك باستخدام الأمن في منع هذه الهيئات من القيام بعملها النقابي أو المهني،


أما بقية الأحزاب القائمة فقد تم منعها من الاتصال بالشارع وفقدت شعبيتها وقدرتها علي النمو والتواصل مع الناس لأسباب خاصة بها بالإضافة إلي حصارها واختراقها في الكثير من الأحيان


أما القوة الأخري في الشارع المصري فهي الإخوان المسلمين، التي لا شك في أنها أكبر قوي المعارضة وأهمها وبالرغم من أنها نالت من الضرب والسجن والاعتقال الكثير فإنها في واقع الحال قوة كبري تزداد نمواً وانتشاراً يوماً بعد يوم لأسباب كثيرة، منها أنها جماعة قديمة لها تاريخ في العمل السياسي، ومنها أن الشعور الديني قوي في الشعب المصري ومنها أن الجماعة قاومت وكافحت كل أنواع الاضطهاد الذي أصابها ومنها المساعدات الضخمة من أموال النفط خلال عقدين من الزمان لأعضائها حتي أصبحت لديها قدرة تمويلية كبيرة ومنها المجهود المبذول في الوصول إلي الناس في الشارع والقرية وتقديم بعض من الخدمات للمواطن الفقير، وفي رأيي أن من أهم العوامل في نجاح الإخوان هو عدم وجود منافس في الشارع المصري بالإضافة إلي أن الحزب الوطني لا وجود له علي الاطلاق، فقد استطاعت الدولة أن تحطم وتقضي علي الليبراليين واليساريين والتقدميين وحتي أحزاب الوسط وتركت الشارع المصري ليلعب فيه الإخوان بدون منافس لأنهم الأكثر تنظيماً والأكثر مالاً والأكبر قدرة علي الصمود في مواجهة الأمن والدولة المصرية، وقد شجعت الدولة استمرار هذا الوضع لأنه يعطي للغرب عامة وللولايات المتحدة خاصة حجة جاهزة بأن البديل الوحيد لهم هو الإخوان، وهو حق يراد به باطل لأن الدولة المصرية لو أتاحت الفرصة للتيارات السياسية الأخري بالعمل السياسي فسوف يصبح الإخوان جزءاً من المعارضة وليس كل المعارضة، وفي ظرف أعوام أقل من أصابع اليد الواحدة سوف توجد أحزاب قوية كثيرة.

أما إذا استمرت الدولة المصرية في قهرها لكل القوي فسوف تزيد شعبية المنافس الوحيد وهو الإخوان وبعد بضع سنوات ربما يصبحون الأغلبية وسوف يكون قبولهم دولياً سهلاً

ويبدو أن الحكومة تعرف أن نمو المجتمع المدني والأحزاب المدنية ربما يكون بديلاً أكثر قبولاً عن نظامها في العالم، وتعلم أيضا أن هذه الطريقة الحالية في إدارة شؤون الدولة تزيد من قوة الإخوان تدريجياً، ولذا تستمر في اللعب علي الحبل، وهو لا يمكن أن يستمر طويلاً.


الرد مع إقتباس