عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 27-10-2008
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
t16 البابا شنودة.. رجل بحجم أمة


لم تأت المكانة الكبيرة التي احتلها قداسة البابا شنودة في قلوب المصريين (مسلمين وأقباط) من فراغ, أنه ذلك النوع من الرجال الذين ينتمون الي عصر العظماء أصحاب العقول المستنيرة ويعون مايقولوه ويتدبروا مايفعلوه.
ومنذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يعاني العالم بأسره من غياب مثل هذه الشخصيات أصحاب الكاريزما والحضور الطاغي أمثال عبد الناصر ونهرو وكنيدي وتيتو وجيفارا وفيصل والشعراوي ومارتن لوثر كنج والأم تريزا وغاندي وعشرات غيرهم والذين كانوا أشبه بالنجوم التي يهتدي بها العالم وبرحيلهم تكاد تكون السماء قد أظلمت.

وأصبح ظهور شخصية نتلمس فيها رحيق هؤلاء الأفذاذ بمثابة رسالة طمأنينة علي مستقبل البشرية حتي مايلبث العالم أن يلتف حولها,ولنتذكر سويا كيف احتفل الدنيا بميلاد مانديلا مؤخرا في احتفال مهيب يجسد اختفاء دعاوي العنصرية والتعصب سواء للون أو الدين أو العرق واعلاء قيمة أسمي وهي آدمية بني الانسان.

ينتمي قداسة البابا شنودة الي تلك الكوكبة من النجوم التي تهتدي بها الانسانية ولعل اطالة الله في عمره المديد من حكمة لايعلمها الا المولي عز وجل والمحبين لمصر ,حيث نجح البابا شنودة في تجنيب مصر ويلات الكثير من الفتن بعد أن وأدها في مهدها والتي يحاول بعض المتطرفين في كلا الجانبين اشعالها بين فترة وأخري, رغم أن المصريين لم يعرفوا مثل هذا النوع من التعصب الديني المقيت الا في عصور الضعف والانحطاط خاصة أن ديننا الحنيف يزكي الأقباط علي غيرهم من أصحاب الديانات كما أن الاسلام يدعونا الي التسامح وكيفية التعامل مع الآخر.

وينتابني شعور بالسرور كلما استمعت الي أحاديث البابا المتلفزة خاصة أشعاره أو مايحفظه من أشعار العرب,كما لايمكننا أن ننسي سرعة بديهته الحاضرة باستمرار رغم تقدم سنه وكذا خفة ظله التي يتمتع بها شعب مصر ولم لا وقداسته من نبت هذه الأرض الطيبة.

ولعل استقبال مصر رسميا وشعبيا لقداسته هو خير تعبير عما نكنه جميعا له من مودة, ولم تكن هذه الاستقبالات من سبل الاجراءات الرسمية الروتينية بل كانت تعبيرا حقيقيا عن تقدير الدولة والحكم لمكانة البابا والتي احتلها في قلوبنا عن جدارة.

ومع دعواتنا الطيبة الصادقة لقداسة البابا بسلامة الوصول وبأن يمد الله في عمره ويمتعه بالصحة والعافية الا أننا نأمل منه أن يعيد ترتيب بيت الكنيسة من الداخل حتي يستمر منهج الاعتدال وعدم التعصب والذي سارت وتسير عليه الكنيسة في عهده, وهو الأمر الذي يستحق النقاش بصدر رحب.

آخر تعديل بواسطة Pharo Of Egypt ، 27-10-2008 الساعة 10:00 AM
الرد مع إقتباس