عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-09-2005
2ana 7or 2ana 7or غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 745
2ana 7or is on a distinguished road
محنة الأقباط فى مصر

محنة الأقباط فى مصر
مجدى خليل

حملت الأسابيع الماضية إلينا الكثير من الأخبار المؤلمة والأحداث المؤسفة والاعتداءات الآثمة التي نالت الأقباط
ففى أسيوط جنوب مصر حيث يقوم امين الحزب الوطنى بالترغيب والترهيب للاقباط للدخول فى الاسلام حتى انه يساوم من خلال تلفيق الاتهامات كنوع من الابتزاز الديني وهناك قصص مسجلة وموثقة واعترافات ضده تنتظر محققاً عادلاً لديه حس إنساني للتحقيق فيها، ومنها تزوير اوراق فتاة قاصر من 15 الى 21 سنة حتى يتم اسلامها، الى محاولة اسلمة زوجة واولادها الخمسة بالاكراه بعد اسلمة الزوج وامه المسنة التى تبلغ من العمر 85 عاما، الى الكثير من الاعترافات ضده تنتظر التحقيق وحتى الان لا نسمع من الحكومة الا صمت القبور. مدينة اسيوط هى اكبر مدينة بها نسبة مسيحيين فى مصر وقد عملت الحكومة والجماعات الاسلامية معا ضد المسيحيين والاعتداء عليهم فيها. ولخلخلة التواجد المسيحى اقامت الحكومة جامعة الازهر بأسيوط وحرّمت التصريح ببناء كنيسة واحدة منذ اكثر من ثلاثين عاما رغم التزايد السكانى. ومن اسيوط ايضا خرج تنظيم الجماعات الاسلامية وكان مؤسّسه محمد عثمان اسماعيل محافظا لاسيوط وكان يقوم بتوزيع الاسلحة والمكأفات على اعضاء الجماعات الاسلامية للاعتداء على الاقباط والكلام عن اسيوط يطول شرحه. وفى المنيا، وفى احدث هجوم، قام ال**** يوم الجمعة 3 ديسمبر الماضى بالهجوم على قرية منقطين بسمالوط والتى يسكنها حوالى 5000 قبطى وهجموا على البلدة فى السادسة مساءا واختفى الاقباط من الرعب، ووسط صيحات الله اكبر قاموا بحرق صيدليتين بالكامل وآلات زراعية يملكهما اقباط واثارة الرعب وتحطيم بعض وجهات المنازل وباب الكنيسة قبل ان تتدخل الشرطة وتنقذ الاقباط من انيابهم. وفى البحيرة توطأت الشرطة من اجل التغرير بزوجة كاهن يتربص بها زميلها منذ فترة وسط مخطط منظم للايقاع بالبنات والسيدات القبطيات بكل الطرق، وعند كتابة هذه السطور، وصلت لنا اخبار نتمنى ان لا تكون صحيحة، عن اختفاء زوجة كاهن اخر ولكن هذه المرة من القاهرة. ولعل تعاظم وسائل الاتصال، وخاصة الشبكة المعجزية التي تسمي الانترنت، جعل المقيم على بعد آلاف الأميال يرى الصورة بوضوح أكثر ممن هم في قلب مصر في ظل التعتيم والتضليل الإعلامي وما يقوم به الإعلام المصري من تستر على جرائم لا يختلف اثنان على هذا الكوكب لهما ضمير انسانى حول تصنفيها على أنها جرائم وبلطجة.
المتأمل للصورة يخرج بعدد من الانطباعات الحزينة عما يدور على أرض مصر المحروسة .

أولا : الاحتقان وصل إلى درجة خطيرة

لن يفاجأ أي مراقب دولي إذا أصبح يوما على أخبار عن اعتداءات واسعة على للأقباط يروح ضحيتها الكثيرون، فهذا شئ قد يحدث ولأتفه الأسباب . فما يحدث ينذر بمخاطر جمة قد تتعرض لها مصر فى اى لحظة، فالتعصب الدينى، والفساد، والغليان، والإحباط العام، وتجذر الكراهية، وتدهور الأوضاع المعيشية، وحالة التردي الأخلاقي ، كلها للأسف قد تنفجر في وجه أقلية مسالمة هم الأقباط. فقد أصبحوا أداة التنفيس عند ال**** ليس فقط من المتطرفين ولكن من المواطنين العاديين المحبطين والذي لا يوجد سقف أخلاقي يحد من اندفاعهم ولا ردع قانوني يجعلهم يفكرون قبل اتخاذ خطوات عدوانية آثمة تجاه جيرانهم وشركائهم في الوطن .
لقد اتضحت الصورة ولا يجادل منصف فى وضوحها ، فما يحدث ليس "فتنة" ، ولا "عراكا طائفياً"، ولا "أيدي خارجية" ، ولا "اقتتال إثني" وإنما هو جرائم موجهة ضد اقلية مسالمة نحذر من انها قد تتحول إلى مشهد دموي عبثي يطيح بكل شيء .

ثانيا : ما يحدث يشكل عارا على الحكومة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية

إن حياد أي حكومة تجاه الجريمة هو جريمة في حد ذاته، فكيف نصف التستر بل والمشاركة بطريقة أو بأخرى على جرائم واضحة للعيان؟. إن الحكومة لا تحترم دستورها ولا قوانينها وتكرس الكراهية الطائفية في كل مناحي الحياة في مصر .
لقد رجعنا إلى عصور التاريخ البغيض التي نقلت إلينا مآسي عن نصرة المسلم والإسلام هي فوق القانون وفوق الوطنية . إن سلوك الحكومة يضرب في مقتل القانون ومبدأ الوطنية و أسس الدولة الحديثة ، وكافة المواثيق الدولية التي صيغت أساسا من أجل إعلاء مبدأ الإنسان والوطن والوحدة الإنسانية والأسس المشتركة للتعايش العالمي وتنظيم حياة البشر . إن ما يحدث من الحكومة المصرية في العقود الأخيرة هو ارتداد للأفكار البدائية عن التصنيف الديني والصراع الديني .

ثالثا : استهداف الأقباط

ما يحدث وما حدث من قبل يوضح بلا لبس فكرة "الاستهداف " و" التربص" و"التنظيم " ضد الأقباط فيما يتعلق ببناتهم وأموالهم وأسلمتهم واوضاعهم السياسية والعامة . قد تكون هذه التنظيمات قليلة ولكنها تعتمد على تغذية مشاعر الكراهية وحشد ال**** في ظل غياب العقوبة . وفي حديث للسيدة جيهان السادات لقناة "الحرة" قالت أن هناك تنظيمات في مصر فيما يتعلق بنشر الحجاب، وهم يدفعون أموال للفنانات حتى يتحجبن ووصلت الجرأة إلى الوصول إليها شخصيا عدة مرات من قبل هذه المنظمات وقت أن كانت حرم رئيس الجمهورية وطلبوا منها أن تتحجب.
وقد قدمت بحثاً من قبل عن "أسلمة الأقباط" وذكرت فيه عدد من المنظمات نقلا عن مراجع معتمدة، فالمسألة ليست عشوائية وإنما ورائها قدر من التنظيم والباقي يكمله سلوك ال**** المحبطين والمتعصبين .
فنحن أمام مفردات محددة مثل "الاستهتار " بالقانون في ظل غياب الردع، ثم "الاستحلال" وفقا لنظرية المؤمن والكافر ، ثم "الاستباحة" لكل ما هو قبطي وفقا لمبدأ الاستحلال، ثم "التربص" لمعرفة نقاط الضعف التى سوف يتسلللون منه، ثم "التنظيم " أي قيام ذلك من خلال تنظيمات محددة قد تكون قليلة وقد تكون سرية لكنها بالتأكيد موجودة، ثم "الاستهداف" باختيار أهداف معينة بناء على رؤية محددة لهذه التنظيمات وبناء على مخططات لديها تجاه الاقلية القبطية .

رابعا : بناء سور عازل بين شركاء الوطن

إن تكرار الحوادث ضد الأقباط يبني بشكل تلقائي سورا من الشكوك والمخاوف بين شركاء الوطن وزملاء العمل والجيران من المسلمين والأقباط، وقد زرت مدينة أسيوط من قبل وشاهدت هذا الجدار والتوجسات والمخاوف بين شركاء وطن واحد ، ولعل هروب الأقباط إلى المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية هي محاولة للسعي نحو مجتمع أقل حدة في استقطاباته . كيف نستطيع أن نقنع مواطن قبطي أن يتصرف بشكل طبيعي وهو يعلم أن ابنته أو زوجته او اخته قد تكون مستهدفة من قبل هؤلاء المتعصبين، وإذا وقعت الكارثة سوف تتسر عليها الدولة حتى ولو كانت البنت قاصرا وطفلة لم يتعدى عمرها خمسة عشر عاما ، وكيف نزيل مخاوفه وهو يري جاره ينقض على أملاكه في هجوم بربري غير متوقع ، وهو يري تكاتف وتعاضد مجتمعي ضده فى حال تحول احد افراد اسرته إلى الإسلام حتى ولو كان ذلك تم بواسطة الخطف أو الإكراه أو الخداع اوالإغواء او بطريقة ضد القانون المحلى والدولى .هل ثقة القبطى او القبطية فى جاره او زميله او صديقه قد اصبحت خطرا عليه؟ هل عصر الثقة بين شركاء الوطن انتهى؟.
إن ما يحدث يمثل خطرا كبيرا في خلق جيتوهات قبطية وخاصة في المدن والقرى الصغيرة ، أنها كارثة لن يحلها سوي تطبيق القانون وروح العدالة والحس الإنساني .

يتبع.....
الرد مع إقتباس