عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-09-2011
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
لماذا لن ينتخب فلان الإخوان؟ (١)

لماذا لن ينتخب فلان الإخوان؟ (١)

بقلم خالد منتصر - المصرى اليوم

ليس انحيازاً لزميل مهنة أن أنشر رسائله التى تحرك المياه الراكدة فى بحيرة العقل المصرى، ولكنه انحياز لحرية رأى وتعبير لابد أن تخرج من حبس الأدراج إلى رحابة النور، تختلف معها أو تتفق، المهم أنها تحترم المنهج العلمى فى التفكير.. إنها رسالة من الطبيب محمد وجيه، الذى يعمل فى ماليزيا والذى كتبها تحت عنوان «لماذا أعارض الإخوان والسلفيين؟»، يقول فيها:

«كنت دائماً من معارضى الإخوان وجميع التيارات التى تدعو للحكم الدينى فى البلاد، والمسألة ليست اعتراضاً على الإسلام فى حد ذاته، فلا شك أن الدين يمثل حاجة أساسية لأغلبية البشر، ولكن سبب اعتراضى الدائم على هذه الطائفة التى تسيس الدين يرجع للأسباب الآتية:

١- اعتراضهم الشديد على القانون «الوضعى» واحتقارهم له، وكل من عاش إبان فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات يتذكر هذه الأيام التى كان فيها الإخوان يمطون شفاههم بازدراء عندما ينطقون كلمة «وضعى»، فصار من تمام التدين احتقار القانون الوضعى والتهرب من تنفيذه!!!، لم يكن يدرى هؤلاء المعترضون أن القانون الوضعى يشمل كل جوانب الحياة العصرية تقريباً، فهو يشمل احترام إشارات المرور، ودفع الضرائب والجمارك، وعدم البناء على الأرض الزراعية، بالإضافة إلى كل قوانين العمل فكلها بالطبع، قوانين وضعية.. فماذا كانت النتيجة؟ لقد تفشت ظاهرة عدم احترام القانون منذ ذلك الوقت فى المجتمع، وصرنا شعباً إلى الهمجية أقرب، فالكثيرون يتباهون بكسر الإشارة، والسير فى اتجاه مخالف، أو تخطى السرعات المسموح بها، والتهرب من الواجبات التى يحتمها القانون.. إلخ.

٢- نجح هذا التيار بامتياز فى فصل عامة الشعب عن النخب المفكرة، فصار الشعب منقاداً لكل من يتحدث من منطلق دينى، سواء كان ما يقوله صواباً أو خطاً، ويمكن لأى كاتب أن يكتب مقالين: أحدهما مفيد ومهم يناقش فيه أى مسألة بالمنطق والبرهان، والآخر سطحى يخلو من أى مضمون، ولكن عليه أن يرصعه بنصوص دينية لا علاقة لها بالموضوع، ثم تأمل ردود القراء، ستجد تجاهلاً كبيراً للمقال الأول وإشادة غير عادية بالمقال الأجوف لمجرد أنه يزدان بنصوص مقدسة!!!

لقد كان الشعب يقرأ وينتظر الرأى من مفكرين مثل: العقاد وطه حسين وزكى نجيب محمود.. إلخ، ولكن الآن انفصل الشعب بفعل فاعل عن النخبة المثقفة والمفكرين المستنيرين، وصار العامة ينتظرون الرأى والفتوى من الشيخ حسان والشيخ يعقوب والشيخ الحوينى... إلخ.

٣- يتحدث منظرو هذا التيار باسم الله، والحقيقة أن القرآن الكريم «حمَّال أوجه» كما قال على بن أبى طالب بحق، فالقرآن متعدِّد التفسيرات والرؤى، ويجب ألا ينسى المسلمون أبداً أن الخلافة الرشيدة انتهت عندما طالبوا بتحكيم القرآن، كما أشار عمرو بن العاص إبان الحرب بين معسكر على ومعسكر معاوية!، والقرآن نص واحد وله تفسيرات شتى.. ولا ينكر أى إنسان أن التفسيرات المختلفة هى كلها تفسيرات بشرية، ولا يمكنك أن تقول إن كل التفسيرات المختلفة للآيات هى حق.. فالحق واحد لا يتعدد.. والتفسير الحق الوحيد لآيات القرآن لم يمتلكه إنسان سوى النبى محمد، ولكن الآن لا يوجد من يزعم أنه يعرف التفسير الصحيح والمقصود الإلهى للآيات، وإذا وجد هذا الإنسان فليتفضل وليكتب تفسيره، وعلينا عندئذ أن نعدم جميع التفسيرات الأخرى.

ويترتب على ما سبق أنه عندما يفكر أى إنسان من منطلق قرآنى أو يدافع عن وجهة نظره بآيات قرآنية فى مجال السياسة، فإنه يعتمد على مفهوم بشرى للآيات يمكن نقده والاختلاف معه وتفنيد وجهة نظره مثله مثل الآخرين، ويكون عليه هو وزر النزول بالآيات من سمائها المقدس إلى وحل الخلافات البشرية، وإذا لم نستوعب الحقيقة البسيطة التى سبق ذكرها، صار من الممكن لمن يمتلك ناصية الكلام أن يسوقنا يميناً ويساراً، مستنداً إلى آيات يفسِّرها هو كما يريد، وبعد أن تسببت فتنة تحكيم القرآن فى ضياع الخلافة الرشيدة، نعيد الخطأ نفسه مرة أخرى ليتسبب هذه المرة فى ضياع الوطن بأكمله.

info@khaledmontaser.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس