عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 11-05-2004
ياويكا
GUST
 
المشاركات: n/a
وكمان رد على جنون البقر

من جريدة صوت المهاجر بأمريكا

بقلم: سليمان أ. يوسف – محرر القسم الإنجليزى
إطلّعت على المقال المنشور بجريدة "الإسبوع" ، العدد 371 – بعنوان "الكنيسة المصرية ترفضها والمثقفون يتصدون لها – قصة القناه المشبوهة التى تهاجم الإسلام" – بقلم المحرران أشرف أنور ومصطفى سليمان .
ووجدت أن المقال ليس فقط مملوءا بالمعلومات الخاطئه بل أيضا بالمغالطات الكثيرة وسوء الفهم للمفاهيم والمعايير المتعلقة بوطنية الإنسان وقوميته وهويته ، والمقال موّجه بالدرجة الأولى إلى شعبنا وأخوتنا المسيحيين فى مصر ثم بالدرجة الثانية إلى أخوتنا المسلمين ، وكلاهما يعيش داخل سياج الإرهاب الإعلامى بشّقيه الدينى والسياسى .
إلى الأستاذ أشرف أنور والأستاذ مصطفى سليمان بجريدة "الإسبوع" :
يبدو أنكما لا تطالعان المقالات المنشورة بجريدتكم "الأسبوع" والتى تبّشر بأن الإسلام هو دين الحق الوحيد المنزّل ، ولا تكتفى بالتبشير به تحاول جاهدة نقض الكتاب المقدس وهدم كلا الديانتين اليهودية والمسيحية ، بل وتنعت المؤمنين بهما بأنهم الكفّار والمشركين ، وتزيد على ذلك بالهزء بالإيمان والعقيدة لكلا الديانتين فى كل مناسبة إسلامية أو بغير مناسبة .
ويبدو أنكّما لا تشاهدان البرامج الدينية الإسلامية على شاشات التلفزيون المصرية والعربية والتى يتفضل فيها ضيوف البرامج " المعممين منهم وغير المعممين" بطرح آيات الإنجيل وتفسيرها بغباوة شديدة يحسدون عليها - بقصد زعزعة إيمان البسطاء وإقناع الجهلاء - حتى صار الشعب مدمنا للتعصب الدينى ، مشحونا بالكراهية لغير المسلمين سواء من أهل الكتاب أو غيرهم .
ويبدو أنكما لا تسمعان خطبة الشيوخ بعد صلاة الجمعة فى المساجد المقامة على كل زاوية فى أرض مصر والتى ترسلها الميكروفونات إلى كل حجرة نوم فى الحىّ ، وقد إكتظت الخطبة بالإهانات والتحقير والسخرية والتشويه للديانتين اليهودية والمسيحية والسب والقذف فى إيمان أهل الكتاب .
ويحق لى أن أوجّه إليكما سؤالكما: ألا يستفز ذلك كل ذى ضمير بما فى ذلك المسلمون العقلاء - وعلى رأسهم إمام الجامع الأزهر؟ أم أن إهانة وإزدراء وتشويه الديانتين اليهودية والمسيحية شىء جائز لا يستفز كل ذى ضمير ، بينما مجرد تقديم تفسيرات مدّونة بقلم أئمة الإسلام لنصوص القرآن يستفز كل ذى ضمير - لمجرد أن الذين يقدمون التفسير مسيحيّون - مع أن جميع التفسيرات التى يقدمونها مأخوذه من أمّهات الكتب الإسلامية !

إن المشكلة الحقيقية التى يواجهها أخوتنا المسلمين فى عالم اليوم هى إنفتاح الفكر العالمى على جميع الديانات من خلال التطور الخطير الذى حدث فى الإتصالات الإلكترونية ، حيث تكشّفت أمور إيمانية وممارسات عقائدية - كانت فى الماضى محصورة أو محاصرة بالفرض والترهيب ، وقد صارت الآن متاحة للشعوب غير الإسلامية للدراسات والتحليل والنقد ، وهو شىء لم يتعوّد عليه عقل المسلم ، ولذلك أصابه هذا الإنفتاح الدينى على العالم بصدمة شديدة جعلته يتخبط فى التعامل معها فإتخذ من العنف والإرهاب وسيلة لعلّه يعيد الأمور إلى القرن السابع الميلادى .
ومن الطريف أن يعلن المحرران عن "المعلومات" التى حصلت عليها "الأسبوع" والخاصة بقناة "الحياة" بأنها جزء من تحرّك بعض عملاء الخارج المتعاونين مع جهات أمريكية ! لقد تجاهل المحرران حقيقة راسخة بأن من يصفونهم "عملاء" هم مواطنين أمريكيين يحملون الولاء لهذا الوطن الجديد وليسوا مثل "المرتزقة" الذين لا يقدّرون المعنى السامى للوطنية ، ولذلك فإن ما يكتبه الصحفيون المصريون والعرب صار مادة للتسلية والتهكم لما تكتنفه كتاباتهم من جهل بحقائق الأمور ، بل أن البعض منهم أصابهم بعض أمراض الهستيريا أطلقوا عليها "أقباط المهجر" ، "العولمة الأمريكية" ، "صراع الحضارات" .
ويتباكى المحرران على أهم القضايا طبقا لمفهومهما - وهى التى تبّشر بها "العولمة الأمريكية" بأنها لا تهدف إلا إلى "شق الجماعة الوطنية وتفكيكها دينيا خاصة فى مصر" ويحق لنا أن نسأل المحرران: أى جماعة وطنية تتحدثان عنها؟ هل تقصدان جماعة الإخوان المسلمين؟ أم جماعة مصطفى البكرى؟ أم جماعة مشايخ الأزهر؟ أم جماعة التكفير والهجرة؟ نريد أن نعلم أفادكم الله - أى جماعة وطنية تتحدثان عنها؟
فهل تقصدان الجماعة الوطنية الإسلامية فى مذبحة الأقباط بالخانكة؟ أم الجماعة الوطنية الإسلامية فى مذبحة الأقباط بالكشح؟ أم الجماعة الوطنية الإسلامية فى أكثر من 40 مذبحة للأقباط فى مصر ؟ أم تقصدان الجماعة الوطنية الإسلامية لحرق الكنائس وتدمير الأديرة ونهب ممتلكات الأقباط واغتصاب الفتيات المسيحييات؟
أم تقصدان الجماعة الوطنية الأزهرية فى المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية الممتدة فى كل أرجاء مصر والمحرّمة على المسيحيين؟ أم تقصدان الجماعة الوطنية الإسلامية للرئيس ورئيس الوزراء ومجلس الشعب ومجلس الشورى والسلك السياسى والدبلوماسى والجهاز القضائى والمحافظين ورؤساء الجامعات وقيادات جميع فروع الجيش المصرى والمخابرات والشرطة .. التى تم إستبعاد واستقصاء جميع المسيحيين منها؟ أعلمونا أفادكم الله: أى جماعة وطنية تتحدثان عنها وتتباكيان من الخوف على شّقها وتفكيكها!؟
أليست هذه محنة العقل العربى عامة ومصيبة العقل المصرى خاصة وبلوى صحافة العوالم والطبالين ؟
ومن الطريف أن يكرر المحرران نفس الإسطوانة المشروخة التى تذاع على مدى نصف قرن بأن هيمنة أمريكا فى المنطقة العربية تتخذ أدوات عديدة أخطرها "وشديد التفجير" هو "الدين"؟ لا أعرف كيف يرى هؤلاء المحررين ما يحدث فى جميع أنحاء القارات من تدمير وحرق وقتل الأبرياء بأيدى "المسلمين" وبتخطيط "المسلمين العرب" بسبب "الدين" وهو شديد التفجير؟
فهل الهيمنة الأمريكية هى التى ذبحت 5 .1 مليون مسيحى وشردّت 4 ملايين آخرين فى جنوب السودان منذ طبّق الرئيس جعفر نميرىالشريعة الإسلامية؟ وهل الهيمنة الأمريكية هى التى تهاجم المسيحيين فى شمال نيجيريا تقتلهم وتنهب أملاكهم وتحرق كنائشهم بعد تطبيق الشريعة الإسلامية عام 2001 ؟
أليس من الطريف أن يلطم المحرران وينوحان على قضية الدفاع الأمريكى عن حقوق المسيحيين فى الشرق الأوسط وأقباط مصر بوجه خاص .. ثم يتلوان علينا فتواهم " وذلك فى محاولة لإختراق الكنائس الشرقية والقبطية منها خاصة وتفكيكها".
لا أحد يستطيع أن يعرف كيف يوّفق المحرران الذ ّكيان بين شيئين متضادين " الدفاع عن حقوق المسيحيين فى الشرق" وفى نفس الوقت "إختراق الكنائس الشرقية والقبطية منها خاصة وتفكيكها؟" . هكذا بهذا الذكاء النادر وبهذه المعلومات الثمينه تدافع أمريكا عن مسيحيين الشرق بأن تخترق كنائسهم وتفككها؟ ومع ذلك لا يدرى ملايين المسيحيين بالمهجر الأمريكى بهذا ! بل فقط الصحفيان الموهوبان بالذكاء الخارق يعاينان إختراق الكنائس وتفكيكها " دفاعا عن المسيحيين" وهم نائمين!؟ ؟
أما الشىء الأكثر لطافة أن المحرران يدّعيان أنهما جمعا "المعلومات" ومع ذلك لا يعرفان من تكون السيدة ناهد متولى وما هو تاريخ حياتها فى مصر ولأى عائلة تنتمى وماذا كان مركزها الإجتماعى ، وكيف كانت تطارد من مباحث أمن الدولة ، وما تعرضّت له من بعد دخولها المسيحية وكيف هربت إلى الخارج؟
ولا أيضا يعرفون بالتدقيق من هو القمّص زكريا بطرس؟

يتبع ...

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 08-05-2008 الساعة 11:14 PM
الرد مع إقتباس