عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-01-2007
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road
نص كلمة القس كرم لمعى



السيدات و السّادة ، كلُّ عامٍ و أنتم بخير-كلفتنى اللجنة المنظمة- - لهذا اللقاء الجميل أن أقدم كلمة الكنائس الإنجيلية بالأسكندرية ، و هو تشريفُ ُ لي أن أتكلم أمامكم و إليكم فمناسبةٍ طيبةٍ مثل هذه نعتز جميعاً بها و ننتظرها من السّنة اٍلى السّنة ,فما أجمل أن نلتقي و نتلاقى و نتقارب فى عصرٍ يغلب عليه التفريق و التباعد , و ما أجمل أن نتكلم معاً و نتحاور في زمنٍ يسوده التطاحن و التشاحن و الجدل0-راجين جميعاً أن تتلاقى قلوبنا و أرواحنا و ضمائرنا قبل أن تتلاقى عيوننا و تتصافح أيدينا وتتكلم ألسنتنا0 واضعين نصب أعيننا بلدنا ووطننا و أرضنا و أهلنا طالبين خير ورخاء و تقدم مصرنا العزيزة المباركة .



و عندما شرعتُ أُعدُ كلمتى تزاحمت في رأسي الموضوعات و تداخلت الأفكار واحترتُ أيهّا أختار و يها أرفض و كلها موضوعات حيوية و مصيرّية و نحتاج إلى لقاءات أكثر و أكبر لنتناولها معاً ,لكن سطع أمامي و ملأ عليّ كياني بعضُ ُ من أقوال المسيح–المجد لاسمه–في الإنجيل المقدس،اسمعوا معي جانباً منها على لسانه الكريم :-" روح الرب علىّ لأنه مسحني لأبشر المساكين،أرسلني لأشفي المنكسري القلوب،لأنادي للمأسورين بالإطلاق و للعمي بالبصر و أرسل المسنحقين في الحرية لا لإدانة العالم بل ليخلص بي العالم أتيتُ لأجمع أبناء الله المتفرقين الى واحد ليبصر الذين لا يبصرون ، و يضحك الذين يبكون لا لأهلك بل لأحيي"



-فقد أتىالمسيح ليصالح الإنسان مع خالقه ومع نفسه ومع أخيه الانسان 0 و أوجز السيد رسالته بهذه العبارة الخالدة :- " قد أتيتُ لتكون لهم حياة و ليكون لهم أفضل ، أي، أفضل حياة"-



لذلك أردتُ أن أتحدث عن الحياة الأفضل التي من أجلها جاء المسيح و على الأرض عاش،ففي وقتٍ طغت فيه القوة الرومانية و سيطرت الثقافة اليونانية و غلبت على معاصريه اليهود مظاهر الدين و قشوره دون جوهره،ورزح الجميع تحت قيود الخوف والارتباك و التشويش0-الحياةالأفضل التي عاشها و عاش من أجلها–و بحسب إيماننا–مات من أجل تحقيقها و قام- - من الموت ورفع في المجد شافعاً فينا لنحققها و نعيشها و سيأتي فيمجده ثانيةً لإتمامها وإكمالها، وإذ فكرت في ماهية هذه الحياة أخذني تفكيري إلى سؤالٍ سأله يهوديُ ُ ضليعُ ُ في شريعة موسى و مفسر ومعلم لها , أما السؤال فكان : " أيةُ ُ و صية هي العظمى فيالناموس شريعة موسى "؟

فأجابه المسيح :" تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ، هذه هي الوصية الأولى و العظمى, و الثانية مثلها :" تحب قريبك مثل نفسك"بهاتين الوصيتين تتعلق الشريعة كلها و الأنبياء0"-فالشريعة الإلهية تدور كل وصاياها حول عبادة الله ومعاملة الآخر بحب حتى أن الوصايا الخمس الأولى من الوصايا العشر التي أعطيت لموسى تدور كلها حول عبادة الله وحده وعدم الشرك به وتقديس اسمه القدوس،- - بينما تركز الوصايا الخمس الأخرى على مسؤولية حماية حياة وممتلكات القريب وقدسية زواجه وسمعته وصيته0والأنبياء كلهم أرسلوا لنفس الرسالة- - والحياة الأفضل هي التى تقوم على هاتين الدعامتين ، محبة الله التى يجب و يلزم أن تنعكس في حياتي بمحبة القريب وعبادة الله لا تكون حقيقية إن كانت خوفا منه واتقاء لغضبه أو طمعا في رضاه وثوابه وإلا صارت العبادة إما إتاوة مفروضة على الإنسان أو ثمنا بخسا يقدمه الإنسان لله في مقابل مالا يقدر بثمن ، إنما العبادة الحقة هي تجاوب الإنسان تجاوبا صادقا وتلقائيا في حب وخضوع وامتنان لأعمال الله العجيبة معه ولصفاته السامية المعلنة في كلمته ، القداسة والمحبة والعدالة والرحمة ...الخ

وتكتمل العبادة بانعكاس هذه الصفات في الحياة والسلوك والعلاقة بالآخر " القريب "- - أما بخصوص القريب فقد سأل ذلك الناموسي المسيح ثانية :"من هو قريبى ؟" و ذلك لأن القريب كان،في عرف اليهود آنذاك،اليهودي الذي من بني جنسهم و ديانتهم و لغتهم أما باقى البشر جميعا فأعداء ويجب بغضهم- - و كراهيتهم0فأراد ذلك المعلم اليهودي أن يستفتي المسيح فيمن هو القريب،و هنا ضرب له المسيح مثلاً عن يهودى مسافر من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه وضربوه و تركوه بين الحياة والموت فعرض أن كاهناً ( يهودي ذو رتبة دينية مقدسة ) كان مسافراً فلما رآه جاز مقابله دون أن يفعل شيئاً ثم أن لاوياً ( يهودى ذو رتبة دينية معاون للكاهن) كان مسافراً في نفس الطريق فلما رآه جاز مقابله دون أن يفعل شيئاً كذلك ، لكن سامريا كان مسافرا–و السامريون كانوا في عداوة مع اليهود من سنة700 ق م- فلما رأى اليهودى الجريح تحنن عليه و ضمد جراحه و أركبه على دابته- - و ذهب به الى فندق و أوصى به وسدد تكاليف علاجه0 و بعد أن حكى المسيح هذا المثل سأل اليهوديَ السائل :"ترى من صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟ " فاجاب : الذي صنع معه الرحمة فقال المسيح : اذهب أنت أيضاً و اصنع هكذا0-ولاحظوا معي سؤال المسيح ، فهو لم يسأل : من قريب الذي وقع بين اللصوص ؟ بل،من صار قريباًُ له ؟ و بهذا يعلمنا المسيح أنه بإمكاننا أن نُصير من أنفسنا أقرباء للجميع ،جميع الذين يحتاجون إلىالرحمة و العون و الخير بغض النظر عن دينهم أوجنسهم أو لونهم أو لغتهم

0وبناء على ذلك قال المسيح : "إن احببتم الذين يحبونكم فقط فأي أجر لكم ؟ وإن سلمتم على الذين يسلمون عليكم فقط فأي أجر لكم ؟ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم ،أن جاع عدوك اطعمه وإن عطش اسقه ماءيا أخوتي ما أحوجنا أن نحب كما أحب المسيح ، و أن نحيا كما عاش وعلم المسيح نعم نحن بشر ضعفاء وكلنا خطاؤون لكن الله يريد ويستطيع أن يمنحنا نعمة وعونا خاصا لنطيع وصاياه ونسلك فيها، تخيلوا معي شكل الحياة والمجتمع لو عشنا هذا المستوى من الحياة ، الحياة الأفضل



دعونا يا أحبائي نرى في ارتفاع مآذن مساجدنا ومنائر كنائسنا اتجاه قلوب مخلصة تدعو قولا وعملا الى محبة الله ومحبة الآخردمتم جميعا في سلام الله الفائق ورحمته الواسعة ومحبته العجيبة ، وإن كان الفاضل القس جندي قد بدأ كلمته بالبسملة فاسمحوا لي أن أختم كلمتي بخاتمة إسلامية فأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، وكل عام ومدينتنا العريقة ومصرنا العزيزة وحضراتكم جميعا بخير.
الرد مع إقتباس