عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-03-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
الأقباط في صحف العالم....

الكاتب: رجاء النقاش المصدر: الوطن القطرية


عندما نراجع تاريخ مصر الحديث‚ وخاصة منذ أوائل القرن العشرين وحتى الآن سوف نجد أن هناك جهودا ناجحة قد تمت لتحقيق وحدة وطنية قوية متماسكة بين الأقباط والمسلمين‚ وقد ثبت دائما ان محاولات التفرقة وزرع الفتنة بين صفوف المصريين تأتي من عنصر خارجي يحمل العداء لمصر‚ ويريد لها أن تكون منشقة على نفسها لتبقى ضعيفة‚ بحيث يصبح من الممكن استغلالها واحتكار ما فيها من خيرات وثروات لصالح الاستعمار واعوانه‚ وسوف أشير هنا إلى بعض الوقائع التاريخية الثابتة والتي تدل على ان الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين كانت راسخة وقوية‚ ومن ذلك موقف الزعيم الوطني سعد زغلول الذي كان رئيسا لأول وزارة شعبية منتخبة في مصر سنة 1924 فقد أدخل سعد في وزارته وزيرين قبطيين‚ وهما واصف بطرس غالي ومرقص حنا‚ واعترض الملك فؤاد في ذلك الوقت على الأمر‚ وقال لسعد زغلول: لقد جرت التقاليد على الإكتفاء بوزير قبطي واحد‚ وقد يتأثر الشعب بالخروج على هذا التقليد‚ وهنا رد سعد زغلول على اللملك قائلا: إنه لا يفرق بين مسلم وقبطي‚ وأنه هو المسؤول عن شعور الشعب المصري‚ لأن هذا الشعب قد اختاره زعيما ورئيسا للوزراء‚ وأصر سعد زغلول على إبقاء الوزيرين القبطيين في الوزارة خلافا للتقليد السائد بأن يكون في الوزارة وزير قبطي واحد‚ ورضخ الملك لإصرار الزعيم.

ونواصل رحلتنا مع تاريخ مصر الحديث لنجد أمامنا واقعة بالغة الأهمية ففي سنة 1930 اجتمع مجلس النواب المنتخب ونسبة المسلمين من أعضائه تكاد تصل الى 98% على الأقل‚ وقد اختار هؤلاء الأعضاء بالإجماع شخصية قبطية لرئاسة المجلس‚ وهذه الشخصية المعروفة بالوطنية المخلصة هي شخصية «ويصا واصف»‚ والتاريخ الحديث في مصر يعتبر «ويصا واصف» أحد أبطال الحرية وزعيما من زعمائها المعدودين‚ فهو الذي قاد النواب الى اقتحام مجلسهم وتحطيم السلاسل التي كانت تغلق أبواب المجلس في وجوههم يوم 23 يونيو سنة 1930‚ وذلك بعد ان حاولت الحكومة التي تم فرضها على البلاد من جانب الملك فؤاد أن تمنع اجتماع المجلس‚ وهذا اليوم معروف في كتاب التاريخ باسم يوم «تحطيم السلاسل» تحت قيادة الزعيم الوطني الشعبي القبطي «ويصا واصف».

وفي تاريخ مصر الوطني بعد ثورة 1919 ظهر زعيم قبطي مشهور هو مكرم عبيد‚ وقد حظي هذا الزعيم بشعبية كبيرة في مصر والعالم العربي كله‚ ومما يدل على ذلك ان عددا من العرب خارج مصر قد اختاروا اسم «مكرم» لأبنائهم‚ تيمنا باسم هذا الزعيم القبطي الوطني ومن هؤلاء غسان تويني صاحب جريدة «النهار» اللبنانية الذي اختار اسم «مكرم» لأحد أبنائه‚ وقد كان مكرم عبيد وطنيا‚ وكان محبوبا من جماهير شعب مصر التي كانت تسميه باسم «ابن سعد زغلول» تكريما له بنسبته الى أهم زعيم لشعب مصر في النصف الاول من القرن العشرين‚ ولا بد من الاشارة الى أن «مكرم عبيد» كان مشهورا عنه معرفته الواسعة باللغة العربية‚ وقراءته القائمة على الفهم والدراسة للقرآن الكريم‚ **وكان من أكبر المتحمسين والدعاة لعروبة مصر**‚ وقد كان لهذا الزعيم الوطني موقف معروف بعد اغتيال الشهيد حسن البنا مؤسس الاخوان المسلمين على يد أجهزة الامن الرسمية سنة 1949‚ فقد امتنع الكثيرون من السياسيين عن تقديم العزاء الى أسرة الفقيد الشهيد خوفا من غضب السلطة عليهم‚ ولكن مكرم عبيد‚ الزعيم السياسي القبطي‚ لم يعبأ بشيء وذهب الى بيت الشهيد الفقيد حسن البنا‚ وقدم الى الاسرة العزاء أمام كل الانظار دون خوف أو تردد‚ تلك كلها خواطر تمر بالذهن بمناسبة الخطوة الطيبة التي خطتها الحكومة المصرية اخيرا بتعيين اللواء مجدي أيوب اسكندر محافظا لمحافظة قنا‚ وهذه اول مرة يتولى فيها قبطي منصب المحافظ‚ بعد حرمان الاقباط بلا مبرر من مثل هذه المناصب العليا‚ ولا شك ان من المطالب المشروعة للأقباط ان يكون لهم نصيبهم حسب كفاءتهم‚ في المناصب العليا مثل المحافظين ورؤساء الجامعات والمواقع المتقدمة في الجيش والشرطة وليس لدينا نحن المسلمين المصريين اي حساسية من أي نوع ضد منح الحقوق المدنية الكاملة لإخواننا من أقباط مصر.


** مكرم عبيد لم يكن أبدا من دعاة العروبة بل علي النقيد كان أول من تصادم مع السلطة بسبب الجامعة العربية لأنها كانت مشروع إنجليزي.
الرد مع إقتباس