عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-04-2011
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
زغبي ... يريد تطبيق الشريعة الإسلامية رغم أنف الدستور الأمريكي

زغبي ... يريد تطبيق الشريعة الإسلامية رغم أنف الدستور الأمريكي

من قلم : أسعد أسعد - عرب تايمز

الدكتور جيمس زغبي يعرّف نفسه للقراء العرب بأنه رئيس المعهد العربي الأمريكي في العاصمة الأمريكية واشنطن ... و يقوم سيادته بالكتابة في موقع عرب تايمز منذ زمن ليس بقليل ... و أعتقد إن كتاباته تلقي قبولا من العديد من القراء و أنا من بينهم ... و هو بتوجُّهاته – و من خبرتي كمواطن أمريكي أعيش في أمريكا منذ ثلاثين عاما – أستطيع أن أحكم علي توجُّهاته إنه ينتمي إلي اليسار الأمريكي الذي يمثله الحزب الديموقراطي المنافس و المناوئ للحزب الجمهوري ... و الفرق الأساسي بين الحزبين و ببساطة شديدة للتوضيح للقارئ العربي ... الحزب الديموقراطي يتبني سياسة الحرية الشخصية المفتوحة مع سياسة ضمان حرية الفرد بما لا يمس السلام الإجتماعي مثل حرية زواج المثليين و الإعتراف بحقوقهم و حرية المرأة في إجهاض حملها عند أي شهر حتي في الشهر الأخير ...

أما من جهة إدارة الدولة فالحزب الديموقراطي يتوسع في الإدارة الحكومية و الإنفاق الحكومي علي المساعدات الإجتماعية و يقلل من نفقات الجيش و الميزانية العسكرية و يشتهر هذا الحزب بزيادة و رفع الضرائب حتي يقابل هذه الإنفاقات ...

و من الناحية الأخري فالحزب الجمهوري يعتمد علي تقوية المؤسسات الإقتصادية لإيمانه إن هذه هي التي تضمن عدم أو إنخفاض نسبة البطالة و هي التي ترفع من مستوي العمالة و الأجور و إنه لا يجب إعطاء مِنَح أو مساعدات مجانية بدون أداء عمل ... و يؤمن الجمهوريون بقوة أمريكا العسكرية و يزيدون في الإنفاق العسكري و يقومون بخفض الضرائب بينما يقلّصون برامج المساعدات الإجتماعية تاركين هذا للمؤسسات الإنسانية المدنية مثل الهيات الدينية و المؤسسات الخيرية ...

أما من جهة قضايا الأخلاق العامة فيركز الجمهوريون علي القيم المسيحية المستمدة من الإيمان بالله علي إعتبار إن الآباء المؤسسين للجمهورية أسسوها علي أسس أخلاقية مسيحية ... و أعتقد إن هذا لا يعجب الدكتور زغبي ... و بالرجوع إلي مقال الدكتور زغبي بعنوان "الكراهية الجمهورية للمسلمين الأميركيين" و المنشور بتاريخ الخامس من أبريل علي موقع عرب تايمز نجد أن الدكتور إفتتح مقاله بعبارة "استمر التعصب لدينا هنا في أميركا ضد المسلمين حتى الآن،" والمغالطة في هذه العبارة إن أمريكا ليست متعصبة ضد المسلمين ... المسلمون يمكن أن يكونوا من أي جنسية ... عرب ... هنود ... أتراك ... إيرانيين ... أفريقيين ... أمريكيين... إنجليز ... فرنسيين .... ألمان ... ضد هؤلاء لا يوجد أي تعصب لكن أمريكا متعصبة ضدالإسلام ...

و السبب الذي أنت تعلمه جيدا يا دكتور زغبي إن الإسلام ليس دينا ... الإسلام نظام دولة قبل أن يكون دعوة إلي عبادة روحية ... العقيدة الإسلامية المتمثلة في نبوة محمد و طبيعة الله و القرآن هي مجرد أداة يستخدمها الإسلام لكي يخضع بها الشعوب للدولة الإسلامية ... ضد هذه الدولة – بصرف النظر عن عقيدتها - أمريكا متعصبة جدا لأن نظام الدولة الإسلامية المتمثل في الشريعة الإسلامية يتعارض تماما مع نظام الدولة الأمريكية المتمثل في الدستور الأمريكي ... والمشكلة أن المسلمين يتخفون خلف عقيدتهم و يوهمون العالم إنهم مضطهدون بسبب عقيدتهم ... نبيهم و قرآنهم ... صيامهم و صلواتهم ... ملابسهم و شعائرهم ... لكنك أنت تعلم جيدا يا دكتور إن الموضوع في أمريكا ليس هو الحجاب والجلباب و لا في النقاب و القبقاب ... الموضوع ليس أنك تتبع محمد أوتتبع المسيح ... الموضوع ليس أنك تصلي في الكنيسة أوفي الجامع ... الموضوع هوالدستور الذي يريد المسلمون أن يفرضوه علي المجتمع الأمريكي ... دستور الدولة الإسلامية أي الشريعة الإسلامية و هذه ضد الدستور الأمريكي ... و أنت تعلم جيدا يا دكتور زغبي إن أمريكا هي الدستور فإذا زال الدستور الأمريكي زالت أمريكا و هذا ما يريد أن يفعله المسلمون ... اللعبة مكشوفة يا دكتور وكما نقول في بلادنا إلعب غيرها ... أنت لا تريد الحرية في أن تمارس شعائر دينك ... أنت تريد أن تهدم أمريكا بفرض الشريعة الإسلامية التي هي ضد الدستور الأمريكي تماما ...

و يتباكي الدكتورزغبي علي إعتراض الأمريكيين علي إقامة مسجد قرطبة في منهاتن في موقع مجاور لبرجي التجارة الذي نسفهما المجاهد الإسلامي أسامه إبن لادن ... و يتخذ من هذا دليل علي منع المسلمين في أمريكا من إقامة مساجد لهم ... و يتناسي الدكتور زغبي إن موقع المسجد و دلالة إسمه "قرطبة" هو ما جعل الأمريكيين يرفضون إقامته ... فلقد قصد المسلمون أن يعززوا إنتصارهم علي أمريكا في غزوة مانهاتن و ضرب البرجين ثم إقامة المسجد تحت إسم مسجد قرطبة تيمنا بإسم المسجد الذي أقامه المسلمون في أسبانيا عندما غزوها و حولوا أحد أهم كنائسها إلي مسجد قرطبة ...

أما إقامة المساجد في أي موقع آخر في أي ولاية فهو يخضع لنفس قواعد إقامة الكنائس و أي معبد أو مبني ديني أو غير ديني ... و قوانين إقامة أي مباني في أمريكا يا قارئي العزيز تعتمد علي قوانين التخطيط و إستعمال الأراضي ثم إستفتاء السكان المجاورين الذين سيقام المبني في ضاحية سكنهم ... و حتي إذا كان هناك إعتراض من السكان بينما المبني يتوافر فيه الشروط الفنية ... فإن جلسة بسيطة في المحكمة المحلية ستمنح المبني أيا كان ترخيصا فوريا و علي المتضرر أن يلجأ لقضاء أعلي ...

أما قضية الحساسية في إقامة المساجد فلا ترجع الأسباب فيها إلي النقاب و الحجاب و الجلباب بل إلي العمليات الإرهابية التي يتباهي بها إخوان الدكتور زغبي المسلمون علي الإنترنت ... المسلمون قدموا أنفسهم للمجتمع الأمريكي يوم 11 سبتمبر ... و مازال السيد إبن لادن و السيد الظواهري يمطرون أمريكا بتهديداتهم و وعيدهم فهل تري سيقبل الأمريكان مساجدهم في جوار احيائهم السكنية ببساطة هكذا ... إلي جانب الخطاب الديني الإسلامي في المساجد عن كون الأمريكان فاسدين و منحلين و يجب مقاطعتهم و عدم بدئهم بالسلام و إضطرارهم إلي أضيق الطريق و عدم تهنئتهم في أعيادهم إلي جانب الدعوة عليهم بخراب بيوتهم و تيتيم أطفالهم و إبتلائهم بالأمراض و الأوبئة إلي كل هذه المنظومة التي نسمعها ليلا ونهارا في بلادنا العربية عن النصاري الكفار ... و هي هنا تعاد باللغة الإنجليزية علي مسامع الأمريكان ... فهل يكره الأمريكان المسلمين ... و ما رأيك في أن هذا كله جزء من الشعائر الدينية للمسلمين علي ارض الأمريكان الكفار ... ومع ذلك تقام المساجد كل يوم في أمريكا بقوانين الحرية الأمريكية رغم أنف الأمريكان ... و من تثبت عليه من الأمريكان أقوال أو أفعال تدل أو تعبر عن كراهية المسلمين فالسجن مصيره ... و مع ذلك لا يرضي المسلمون علي الأمريكان ... و يقتبس الدكتور زغبي كلام أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية الذي قال "وعندما سئل هيرمان كين -وهو مرشح آخر للسباق الرئاسي الجمهوري- عما إذا كان سيعين أميركياً مسلماً في إدارته، أو ما إذا كان سيفكر في تعيين قاض مسلم في عضوية المحكمة الفيدرالية، أجاب كين دون تردد: "كلا بالطبع.. وإليكم السبب: فالمسلمون لا يكفون مطلقاً عن تسريب عقيدتهم تدريجياً إلى نظام الحكم الأميركي. وكما نعلم فليس ثمة مكان للشريعة في نظامنا الحكومي"

و يعتبر الدكتور إن هذا منتهي التعصب ضد المسلمين ... أمريكا متعصبة ضد المسلمين لأنها ترفض أن يستبدل المسلمون دستورها الأمريكي بالشريعة الإسلامية ... بل لقد حاول المسلمون أن يفرضوا نظاما إقتصاديا علي السوق العقارية الأمريكية و هي أهم فرع في الإقتصاد الأمريكي فلما تصدي لهم الإقتصاديون الأمريكيون راحوا يتباكون علي إضطهاد المسلمين في أمريكا ... و إسمع يا قارئي العزيز ما أورده الدكتور زغبي عن مقاومة أمريكا ضد تسلل الشريعة الإسلامية إلي نظامها الإقتصادي ... "وتأكيداً للفكرة نفسها، تباهى تم باولينتي -حاكم سابق لولاية مينسوتا ومرشح رئاسي جمهوري آخر- بتفكيكه لبرنامج أطلق في ولايته، يسمح للمسلمين بالتمتع بمزايا رهن عقاري يتفق وأحكام الشريعة الإسلامية. وبرر باولينتي نسفه لذلك البرنامج بالقول إن على أميركا أن تحكم بنصوص الدستور الأميركي وليس بالتشريعات الدينية"

عجبا يا دكتور زغبي ... كيف تكون حماية الإقتصاد الأمريكي و حماية النظام و الدستور الأمريكي إضطهادا و كراهية للمسلمين ... و أنا أتساءل هل هرب المسلمون من بلادهم المتخلفة ليحتموا في الحضارة الأمريكية ... أم أنهم تركوا بلادهم و أتوا إلي هنا للغزو و السلب و النهب و ليجعلوا من أمريكا مستعمرة إسلامية أفغانية أو سعودية ...

و من الأخبار التي جعلت الدكتور زغبي ينوح و يولول علي الإضطهاد الذي يعاني منه المسلمون في أمريكا فلقد ساق الدكتور الدليل بالحدث الفظيع الذي ترتكبه الولا يات الأمريكية ضد المسلمين إذلالا لهم و هم يعانون أشد المعاناة من الإضطهاد في بلاد الكفر أمريكا الشيطان الأعظم فأتحفنا الدكتور بهذا النبأ علي أنه كارثة فقال: "وليست هذه التصريحات سوى تجليات أخيرة لتنامي النزعة المعادية للإسلام منذ أن صوت ناخبو ولاية أوكلاهوما في استفتاء شعبي العام الماضي، قررت نتائجه تحريم تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في ولايتهم. وخلال الأسبوع الماضي أعلنت ولايتان أخريان سيرهما في ذات الطريق الذي سارت فيه ولاية أوكلاهوما، ليرتفع بذلك عدد الولايات التي تحرم تطبيق الشريعة فيها إلى 15 ولاية"

و بصراحة يا دكتور زغبي هذه أخبار طيبة ... الولايات الأمريكية و الشعب الأمريكي صاحي و متيقظ للغزو الإسلامي ... الموضوع إذا ليس موضوع دين أو عقيدة أو عبادة ... الموضوع موضوع إقتصاد و سيطرة إجتماعية وثقافية لنشر ثقافة الصحراء الجرداء و إحتلال أمريكا ... الموضوع ليس محمد و دين محمد صلوات الله عليه و سلامه بل خالد إبن الوليد و طلحة و الزبير و عمرو إبن العاص و سليلهم البليونير أسامه إبن لادن ... أما دموع التماسيح التي تزرفها حضرتك فدعني أقولها لك مرة أخري ... إلعب غيرها ... و إنظريا قارئي العزيز كيف يتباكي الدكتور جيمس زغبي علي الظلم الذي يعاني منه المسلمين في أمريكا فيقول : وسواء جاء التعبير عن كراهية المسلمين وعقيدتهم في شكل حرمان لهم من بناء المساجد، أم في شكل تصريحات مملوءة بالكراهية والتمييز ضدهم، ففي ذلك السلوك ما يهدد جوهر الحقوق الأميركية التي يحميها الدستور. ولا شك أن فيه ما يطعن في قيم الحرية والديمقراطية الأميركية نفسها

لا حول ولا قوة إلا بالله ... صدقني مساكين هؤلاء المسلمين و مظلومين في أمريكا ... محرومين من بناء المساجد ... يا حرام ... و غير مسموح لهم بتغيير الدستور الأمريكي و إستبداله بالشريعة الإسلامية ... صدقني مصيبه وطبقت علي دماغ المسلمين في أمريكا يا دكتور ... طب إيه رأيك المسلمين يطفشوا من نار جهنم أمريكا و يعملوا لجوء ديني في جنة أرض الله السعودية ...

و سيبك من حكاية الطعن في قيم الحرية و الديموقراطية الأمريكية ... لأنك أنت تعرف جيدا إن الشريعة الإسلامية ليس فيها لا حرية و لا ديموقراطية ...

يا دكتور زغبي يجب أن تشكر الأمريكان علي رفض الشريعة الإسلامية في أمريكا لأنه لو طبقت الشريعة الإسلامية ... أمريكا لن تصبح أمريكا بل أمريستان ... و ساعتها لن يجد المسلمون مكانا نظيفا في هذا العالم يلجأون إليه كما هم لاجؤن الآن – و أنا و أنت بينهم - في حماية الدستور الأمريكي الذي يريدون أن يهدموه بالشريعة الإسلامية ...
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس