وداعا أيها البطل, وداعا يا جون جارنج
يا بطل التحرر, من سيطرة دعاة العروبة, و يا بطل الكفاح من أجل حقوق ثقافية و سياسية و دينية و إجتماعية , متساوية بين جميع أبناء السودان
وداعا أيها البطل, الذي طور نفسه مع الأيام, فلم تحصر كفاحك فقط من أجل الجنوب, بل مددت مظلة كفاحك لكل أبناء السودان, و من وادي حلفا شمالا إلى نيمول جنوبا, و من بور سودان شرقا إلى دارفور غربا, فبادلوك جميعا, مسلمين و مسيحيين و وأصحاب الديانات الأفريقية, الحب بحب, فإصطف أكثر من مليون شخص لإستقبالك في الطريق بين المطار و العاصمة الشهر الماضي, من تلقاء أنفسهم, ليرحبوا بالأمل القادم, لأنهم أدركوا صدق قولك و صحة نيتك, و قوة عزيمتك, و هو ما أرق الكثير و لاشك ,خاصة في النخبة الحاكمة الفاسدة في بلادك, بل وفي وادي النيل, فرئيس شرعية يوليو, يسوءه أن يكون السودان ديمقراطي , و الكل يتذكر
مساجلاته في الثمانينيات مع الصادق المهدي, رئيس الوزراء الأسبق, والذي حين إختلف مع مبارك, علق قائلا في وسائل الإعلام و موجة كلامه لمبارك: إنه منتخب بحق من الشعب,و ليس مثل مبارك, فلم يمر بضعة أشهر على هذا التعليق, إلا و كان إنقلاب البشير

إننا, في الحزب الحضاري المصري, نأمل في تحقيق جدي و سريع لمعرفة الأسباب, إن كان طبيعيا أم بفعل فاعل,خاصة إن حطام طائرة البطل النيلي الشهيد, وجد على الجانب السوداني, و أيضا فإن تحركات الشهيد اصبحت معروفة, بعد خروجه للعلن, و هناك الكثيرين على جانبي وادي النيل من يسرهم إختفاء مثله, و يودون أن يكون إختفاءه, مقدمة لصراعات بين أعضاء
الحركة الشعبية لتحرير السودان, لتغرقها للأبد,لتعود الأمور سيرتها الأولى العفنة, لذا فإننا نأمل في تحقيق جهات محايدة محترمة, لتميط اللثام عن أسباب الحادث


تعازي الحزب الحضاري المصري, لكل النيليين, من الأسكندرية إلى جوبا و نيمول , الذين فقدوا اليوم واحد من أشجع أبنائهم و مناضل من أجل الحرية و الحفاظ على الهوية النيلية الأفريقية, وتعازي خاصة لكل رفاق كفاحه, و نأمل أن يتحدوا و لا يعطوا فرصة للطامعين في تفكيكهم

و تعازينا للأستاذ الكاتب الكبير و المناضل الشجاع, في مجال الحقوق النوبية, الأستاذ حجاج حسن أدول, الذي كانت كتاباته عن البطل الشهيد جارنج, من أفضل و أشجع ما كتب عن جارنج, و التي ألقى بها الضوء على كفاح الفقيد

كفاحك يا جارنج شعلة لن تنطفئ , و نضالك من أجل الحرية كتاب لن نمل من قراءته, لقد قدمت المثل و القدوة لكل النيليين, من الأسكندرية إلى نيمول

ونحن على دربك, درب الحرية سائرون من أجل وادي نيل, حر, أفريقي, مزدهر

عن جميع أعضاء الحزب الحضاري المصري, وجميع المناصرين له

أحمد المزين
عضو مؤسس بالحزب الحضاري المصري
تراث-ضمير-حرية-إستعيدوا مصر