عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 18-05-2004
da3eef da3eef غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 8
da3eef is on a distinguished road
فشرّد بهم من خلفهم



للكاتب[حسين بن محمود] 23 ربيع الأول 1425 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

تعودنا كلما مات أو قتل صليبي يخرج له من بين أظهرنا من يولول وينتحب ويستنكر ويشجب : الوحشية والهمجية والتعصب والرجعية والتطرف والإساءة للإسلام والمسلمين وللتاريخ الإسلامي المشرّف الخالي من القتل والقتال والعصبية الدينية !!

وقد خرج نوائح " نيك بيرج" - الأمريكي اليهودي المذبوح على الطريقة الإسلامية في العراق الأبية – فشقوا الجيوب ، وعلا النحيب والشجب والإستنكار ، وقام المثبطون ولم يقعد المرجفون الذين لا زالوا يُخوّفون المجاهدين بعلوج الصليب وانتقامهم !!

ثم قام من بين هؤلاء النوائح من يدعي بأن هذه الذِّبحة الحسنة ليست من الإسلام في شيء !!

سبحان الله !!

كيف لا تكون إسلامية والجماعة قد حدّوا شفرتهم وأراحوا ذبيحتهم كما جاء عن خير البريّة !! إنها والله من أفضل الذبائح ومن أجلّ القربات إلى الله سبحانه وتعالى "لا يجتمع كافر وقاتِلَه في النار أبداً" (مسلم) .... نسأل الله أن يتقبّل من المجاهدين ..

إن الله أمر بقتال المشركين وقتلهم ، بل والإثخان في قتلهم ، فقال " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (الأنفال : 67)

قال القرطبي في تفسيره "والإثخان : كثرة القتل ، عن مجاهد وغيره . أي يبالغ في قتل المشركين . تقول العرب : أثخن فلان في هذا الأمر أي بالغ . وقال بعضهم : حتى يقهر ويقتل . وأنشد المفضل :
تصلي الضحى ما دهرها بتعبد .... وقد أثخنت فرعون في كفره كفرا
وقيل : " حتى يثخن " يتمكن . وقيل : الإثخان القوة والشدة . فأعلم الله سبحانه وتعالى أن قتل الأسرى الذين فودوا ببدر كان أولى من فدائهم ..." (انتهى) ..

ولا يأتي توثيق الأسرى وأخذهم إلى بعد الإثخان في العدو ليعلم هيبة الإسلام وقوته التي يستمدها من الوحي الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، قال تعالى "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ" (محمد : 4)

قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا" : لما ميز بين الفريقين أمر بجهاد الكفار . قال ابن عباس : الكفار المشركون عبدة الأوثان . وقيل : كل من خالف دين الإسلام من مشرك أو كتابي إذا لم يكن صاحب عهد ولا ذمة ، ذكره الماوردي واختاره ابن العربي وقال : وهو الصحيح لعموم الآية فيه .

"فَضَرْبَ الرِّقَابِ" مصدر . قال الزجاج : أي فاضربوا الرقاب ضربا . وخص الرقاب بالذكر لأن القتل أكثر ما يكون بها .... وقيل : التقدير اقصدوا ضرب الرقاب . وقال : " فضرب الرقاب " ولم يقل فاقتلوهم : لأن في العبارة بضرب الرقاب من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل ، لما فيه من تصوير القتل بأشنع صوره ، وهو حز العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن وعلوه وأوجه أعضائه .

"فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً" " فإما منا " عليهم بالإطلاق من غير فدية " وإما فداء " . ولم يذكر القتل هاهنا اكتفاء بما تقدم من القتل في صدر الكلام ، و"منا " و "فداء" نصب بإضمار فعل . وقرئ "فدى" بالقصر مع فتح الفاء ، أي فإما أن تمنوا عليهم منا ، وإما أن تفادوهم فداء ....
الرد مع إقتباس