عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-06-2004
New_ManII New_ManII غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: somewhere in time
المشاركات: 1,225
New_ManII is on a distinguished road
انجيل توما.
انجيل توما هو كتاب ينسبه كاتبه الي القديس توما احد الاثني عشر تلميذ. هذا الكتاب عثر عليه ضمن مجموعة من الكتابات الغنوصية فيما يعرف بـ مكتبة -مخطوطات- نجع حمادي المكتشفة سنة 1945 و يرجع تاريخ النسخة المكتشفة منه الي اواخر القرن الرابع الميلادي. و تحتوي علي كتابات مسيحية و غنوصية و مسيحية-غنوصية و فلسفية. و لغة الكتابة المستخدم هي القبطية و تشير الدراسات علي انه هناك نوعين من الكتابة القبطية استخدمت في كتابة تلك المخطوطات بالاضافة الي انه هناك العديد من الكتبة الذين قاموا بكتابة تلك الكتابات.

يحتوي انجيل توما علي 114 قول منسوبة للسيد المسيح. يدعي كاتب هذا الانجيل ان تلك الاقوال قالها له السيد المسيح في الخفاء و لم يعلنها لباقي التلاميذ. لا تحتوي تلك الاقوال علي ترتيب موضوعي و غير مترابطة. و لا تحتوي علي معلومات عن السيد المسيح.
تشير الدراسات الي ان نسخة انجيل توما المكتشفة هي نسخة مترجمة من الاصل اليوناني المكتشفة حديثا في بداية القرن السابق. احتوي الاصل اليوناني المكتشف علي بعض اقوال من انجيل توما. فلقد احتوي علي الاقوال 26-30, 77, 31-33 بهذا الترتيب!!

جزء كبير من الاقوال الــ114 مقتبس من الاناجيل المتشابة -متي, مرقس, و لوقا- و بعض الاقوال من انجيل يوحنا. بالاضافة الي اقتباسات من كتابات اخري غير قانونية مثل انجيل العبرانيين و انجيل المصرين الذين يرجع تاريخ كتابتهم الي نهاية القرن الثاني ما بين 180 -200 ميلادية .

ما هو الزمن الحقيقي لكتابة انجيل توما؟ هل هو قبل الاناجيل القانونية -متي, مرقص , لوقا, و يوحنا- ام بعدهم؟
تم اكتشاف مخطوطة يونانية لانجيل توما ترجع الي ما قبل سنة 200 ميلادية. وهناك اقلية تتدعي ان تاريخ الانجيل ترجع الي ما قبل الاناجيل القانوية اي ما بين 50 الي 60 ميلادية و لكن هذا ادعاء يحتاج الي دليل للتالي:
اولا: اقوي دليل مؤكد لتأريخ هذا الانجيل هي المخطوطة اليونانية المكتشفة له و التي يرجع تاريخ كتابتها الي سنة 200 ميلادية او قبلها بقليل.
ثانيا: اول اشارة الي هذا الانجيل في الكتابات المسيحية ترجع الي هيبوليتس Hippolytus الذي كان يكتب ما بين 222 الي 235 ميلادية. لا يوجد ذكر لهذا الانجيل قبل هذا التاريخ.
ثالثا: مؤلف انجيل توما يظهر اعتماد شديد علي اقوال المسيح المذكورة في الاناجيل القانونية مما يدعم انه كتب بعدهم.
و يتفق معظم علماء اللاهوت علي ان تاريخ كتابة هذا الانجيل ترجع الي اواخر القرن الثاني.ما بين 150 الي 180 ميلادية و هو تاريخ كانت فيه الاناجيل القانونية كتبت و انتشرت في كل انحاء العالم قبله بكثير.

من ادلة اعتماد كاتب انجيل توما علي الاناجيل القانونية هي الاقتباسات التي تميز بها كل انجيل عن الاخر. فمثلا هناك اقوال و احداث قالها السيد المسيح, و تم ذكرها في متي فقط دون باقي الاناجيل و هكذا في مرقص و لوقا و يوحنا. فاقتباس الكاتب من تلك الاقوال المميزة لكل انجيل تدل علي معرفة بمحتويات كل منها و لا يمكن ان يكون قد كتب قبلها.
فمثلا الاقتباسات من متي:
متي 5:10 -- توما 69
متي 5:14 -- توما 32
متي 6:2, 6:4 -- توما 6, 14
متي 6:3 -- توما 62
و غيرها الكثير و يمكن الاطلاع علي تقرير كامل بالاطلاع علي الروابط في اخر البحث.

الخلاصة مما سبق:
اولا: انجيل توما هو مؤلف متأخر عن الاناجيل القانونية -150 الي 200- و ليس متقدم عنهم -50 الي 75- و عليه فلا يمكن ان يكون القديس توما هو الذي قام بكتابته كما يدعي مؤلفه.
ثانيا: انجيل توما يمكن التعامل معه علي انه مجرد *تجميع* لبعض الاقوال المعتمد علي الاناجيل القانونية و كتابات اخري. مثل الكتابات عن *امثال السيد المسيح* او *معجزات السيد المسيح* ...الي اخره و ليس كتاب موحي به.
ثالثا: هذا الكتاب, ان دل علي شئ, فانما يدل علي ان الاناجيل الاربعة كانت منتشرة و متاحة في كل العالم في من قبل منتصف القرن الثاني الميلادي و انهم كانوا يعاملوا علي انهم المصدر الوحيد الاساسي لاستيقاء المعلومات عن حياة السيد المسيح و تعاليمة.
رابعا: هذا الكتاب مؤلف بشري معتمد علي الاناجيل القانونية و مضيف اليها بعض التعاليم الغنوصية المخالفة للتعاليم المسيحية و اليهودية و ليس كتاب لاحد تلاميذ المسيح كما يدعي.

فبناء علي ما سبق, كون ان القران -بشهادة الازهر- يذكر قصص ينسبها للسيد المسيح علي انها حقيقة و هي في الواقع تأليف بشر يطنع في مصداقية القران و يؤكد ان مصادرة بشرية لا تمت للوحي الالهي بصلة.
الرد مع إقتباس