[maya]

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن في كثير من الأحيان ، فكيف إن كان قبطان السفينة شيطان حاقد مدجج بشتى صنوف الحقد والكراهية والتعصب ، وممسوس بجنون العنصرية والازدراء ، ما هو مصير سفينة ويليامسون الذي أراد السباحة عكس تيار الحقيقة والغوص في بحور الوهم التي خلقها عقله اللئيم المصقول بروح الشر التي تفعم نفسه وذاته .... ؟

ما هو مصير رقصة النار التي أرادها ويليامسون وكان مستعد خلالها ليواجه الإنسانية والعالم الحر دفاعاً عن فكرة مجنونة عنصرية بغيضة يشاركه بها قطعان من (اللا بشر) المنتشرين هنا و هناك ؟ .....

يا رداء الكهنوت أيها الرداء الذي يفترض أن يكون موسوماً بالقداسة ، كم أساء إليك عبر التاريخ أمثال هذه المسخ المشوه وبعض من أسلافه ومعاصريه ممن رسموا بالدماء والنار والأثام والكراهية والشرور و الحقد الأسود صورة في غاية البشاعة لهذا الرداء وذاك المنصب ، أما آن الآوان لتذيب النار كل الشوائب ويعود إلينا بريق الذهب ؟ أما آن الأوان لتوضع العربة على السكة ، وتسحق الشياطين وتمحق المسوخ وتقطع ألسنة عبيد الشر ، ليعود النبع صافياً رقراقاً كما كان وكما خلق ليكون ....

سقطت الأقنعة وتعرت أجساد الخديعة واللؤم وظهرت حقيقة المعدن الذي صنعت منه وجودية ذلك الجرثومة اللعينة ويليامسون مع ظهور التصريحات هنا وهناك والكلمات والإبداعات الإجرامية التي صاغها على المنابر والجهود التي ساقها وبذل لأجلها ما بوسعه ، ليحاول أن يحجب الشمس بغربال .... ويحتوي البحر بفنجان ..... وينتهك الطهارة بأنياب ذئب ، هذا الوضيع لم يكن بحاجة للسويد ولا لتلفزيونها ليبث كراهيته فلديه سجل حافل من التصريحات والكلمات أنكر فيها الهولوكست وقلل من عدد ضحاياها خاصة اليهود ، ووصف الهولوكست بأنها خرافة ابتدعها اليهود وساعدهم البروتستانت ، والأمر خدعة لتحميل العالم ذنب معاناة اليهود ودفعه لدعم دولتهم ، وأنه لم يكن هناك غرف للغاز في معسكرات النازي وأن لا يهودياً واحد أحرق فيها ، هذه ثقافة ويليامسون وهذه أفكاره عن حقيقة تاريخية مثبتة ...

- لم يكن هناك غرف غاز في معسكرات الإعتقال النازية -

وفي أحدث تطورات هذه القضية ننتقل إلى هناك إلى الأرجنتين حيث يقيم ذاك الأسقف البريطاني الأصل ، هناك حيث أخذت الرياح تعصف والأبواب تغلق ونور النهار يظلم في وجه ويليامسون فبعد أن طردته جماعته من إدارة معهد ديني قبل فترة قليلة ، هاهي اليوم السلطات الأرجنتينية تطرد الأسقف ويليامسون وتمهله عشرة أيام حتى يغادر أراضيها وإلا ستتخذه ضده الإجراءات المناسبة ...

هذا ما أفادت به وزارة الداخلية الأرجنتينية في بيان صادر عنها أن: " الوزير فلورونسيو راندوزو أعلن اليوم أن الإدارة الوطنية للهجرة أعطت ريتشارد ويليامسون مهلة عشرة أيام لمغادرة البلاد تحت طائلة طرده منها".

وأعادت الوزارة قراراها إلى قيام الأسقف بـ"إخفاء الدافع الحقيقي لوجوده في البلاد،" إلى جانب تصريحاته المشككة بالمحرقة التي وصفتها بأنها حقيقية تاريخية يؤدي التشكيك فيها إلى إلحاق الأذى بالمجتمع الأرجنتيني والشعب اليهودي والإنسانية جمعاء.

وفي التفاصيل أنه تبين أن ويليامسون كان قد زعم كاذباً أنه موظف في جمعية - لا تراديسيون - الاجتماعية، في حين أنه بالواقع أسقف ومدير فرع جمعية القديس بيوس العاشر في منطقة مارينو ....

وأكدت وزارة الداخلية أن تصريحات ويليامسون التي أدلى بها للتلفزيون السويدي "معادية للسامية" وقد تسبب هذا "برفض المجتمع الأرجنتيني له" ...

وهاهو البطل الهمام سيطرد من المنزل والعمل ويخرج مكروهاً من كل الأحرار في العالم فترى أين سيذهب ؟ أنا أنصحه بالسفر إلى ألمانيا أو النمسا حيث أن هناك القوانين مميزة جداً بشأن كل من ينكر الهولوكست ومن يتاجر بدماء الأبرياء ويستكثر عليهم حتى الموت فقط لأنهم مختلفون ديناً وثقافة وانتماءاً....