عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 15-09-2006
godhelpcopts godhelpcopts غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
godhelpcopts is on a distinguished road
لا للتوريث ...... لا لجمال مبارك


يوصف عهد الرئيس حسني مبارك بالإبادة الجماعية للشخصية المصرية العامة والمحلية والقومية، والقضاء على وجودها في القرية والناحية والبندر والحي والمدينة وعلى المستوى القومي؛ مما أدى إلى محو وإزالة إرادة المصريين جميعا في مصر المعاصرة ... فالشخصية المصرية العامة بدأت تنمو وتنتشر ويتعاظم شأنها في مصر خلال ثورة المصريين ضد جيوش الحملة الفرنسية؛ ومن خلال تصاعد الوطنية المصرية في عهد الخديوي إسماعيل وخلال الثورة العرابية وثورة سنة 1919. وخلال نضالات الوطنية المصرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضد الملك والاستعمار الأنجيلزي وضد حكم تحالف الإقطاع ورأس المال ......


وقد برزت هذه الشخصية المصرية العتيدة من صفوف المسلمين والأقباط ومن صفوف العمال والفلاحين والمزارعين والموظفين والحرفين والمهنيين ومن محامين وأطباء ومهندسين ومن التجار والأعيان......

وبواسطة الشخصية العامة تأسست الأحزاب والنقابات العمالية والمهنية و الجمعيات التعاونية الزراعية ومن أعضاء الهيئات الحزبية والشعبية ظهرت القوى الوطنية المصرية التي انبعثت منها الحركة الوطنية والحركة العمالية والنقابية . مما أدى إلى انتشار النضال الوطني وثوارته وهباته ضد الاستعمار والصراع الطبقي باضراباته ومظاهراته ضد الاستغلال بقيادة الشخصية المصرية العامة.

ولكن هذه الشخصية المصرية العامة والعتيدة، التي كانت رمزا للثورة المصرية والمجتمع المدني، قد توارت واختفت رويداً رويداًُ فور قيام حكم العسكرة والعسكر في مصر الحديثة... وفي عهد الرئيس مبارك وعسكرته الطاغية، فقد تم قطع دابر وجود الشخصية العامة، وردم منابع ظهورها "بالضبه والمفتاح"؛ باعتبار أنها الشخصية الوطنية المضادة والمعارضة بطبيعتها لحكم العسكر ووحدانيته السياسية السلطوية. يؤيد ذلك عدم شغل منصب نائب رئيس الجمهورية حتى الآن... واغتيال منصب العمدة ومنصب شيخ البلد بإزاحة الشخصيات العامة الريفية من هذين المنصبين وشغلها بعناصر أمنية وبوليسية من "أزلام" السلطة والشرطة حتى لا تعود الشخصية العامة على المستوى القومي أو المحلي .

وعلى جثة الشخصية المصرية العامة التي قيدتها سلطة العسكر والعسكرة، تفشت ظاهرة الشخصية المصرية "المشهورة"، التي طفحت بها كرة القدم ومجال الرقص والطرب ونجوم المسلسلات التليفزيونية ومجال الإعلام الرسمي والصحافة القومية. ومجال عضوية الوزارة وعضوية مجلس الشعب والشورى ومنصب المحافظين ورؤساء الهيئات العامة. ومجال رجال المال والاعمال والبورصة والبنوك وتجار "البزنس" والممنوع وأهل الرشوة والبرطلة وممارسة الدعارة المغلفة بحصانة الحزب الوطني الحاكم....

ذلك هو الشأن المصري المعاصر الذي أدى إلى وجود وضعية غير منطقية وغير ديمقراطية دفعت الرئيس حسني مبارك إلى بسط سلطته المطلقة على كل سلطات الدولة والمجتمع؛ فحكم وحده بفكرة السيادة دون فكرة الحرية باعتباره الكل في واحد على حد التعبير القديم للكاتب "صلاح عيسى". ذلك الواحد السلطات الذي ظل جالسا متربعا على كرسي الرياسة المصرية طوال أربع دورات متتالية بدون جهد وبدون عناء بحيث أصبح منصبه وحياته صنوان، الأمر الذي عرضه لقلق الشيخوخة والهدم والموت....

ومن ثم فقد راودته واستبدت بشخصه أوهام البقاء وأحلام الخلود السلطوي، فبادر بتثليث وحدانيته السلطوية في أقاليم سلطوية ثلاث هي: الأب الرئيس حسني مبارك ... والأم..السيدة سوزان مبارك .... والابن ...السيد جمال مبارك ...

أن الوريث الجمهوري جمال مبارك لم يدع إلى النمط الأمريكي عبثا أو اعتباطا، ولكن دعوته هذه تتدرج تحت باب التزييف والتحليق للسيد الأمريكي، وتقديم الولاء لكل ما هو أمريكي لعلمه أن عائلته الجمهورية ووراثته للعرش الجمهوري لم ولن يحظبا بالتدشين والتعميد إلا في البيت الأبيض الأمريكي، باعتباره كعبة الشر والعولمة والاستعمار فوق كوكبنا الأرض..

وفضلا عن ذلك فأن الرئيس حسنى مبارك قد أعد عائلته الجمهورية لتحقيق مصالح متبادلة بينه وبين أمريكا. فالعائلة وما تدبره من أمور سلطوية ظاهرة ومستترة لنقل السلطة وتوريثها لشخص مدني هو جمال مبارك، هي خير ضمان للوجود العسكري الأمريكي في الوطن العربي والشرق الأوسط. لأن هذا التوريث المدني يعني القضاء على ظاهرة توريث السلطة للعسكر، والقضاء أيضا على ممارسة القانون المغولي والمملوكي الذي يقضي بأن الحكم كل الحكم على اكناف حملة السلاح...



وحتى إذا قارنا بين الوريث الملكي الأول إبراهيم باشا والوريث الجمهوري الأول جمال مبارك فسوف تلقب إبراهيم باشا بالبطل والفاتح والمؤسس المباشر للجيش المصري وأساطيله وانتصاراته ...وتلقب الوريث الجمهوري الأول بلقب جمال مبارك أبن أبيه رئيسا لمصر ....وهيهات هيهات بين وريث ووريث.

ولذلك فأن مشروع تأسيس العائلة الجمهورية الوراثية في مصر المعاصرة غير مأمون العواقب في مصر، التي تختلف عن كوريا الشيوعية الصغيرة والعملاقة وعن سوريا العلوية والبعثيه .

وأخيرا فوصيتي للوريث جمال مبارك ابن أبيه، أن يكون شجاعا ويصرخ قائلا أنا ابن مصر فقط، فلا وراثة للجمهورية ولا يحزنون......