[حازم أدهم]

قرأت بالموضوع هذه العبارة " أنهم اختاروا الدين الأفضل " . فأياً كان المقصد
أسألك : من هم هؤلاء الذين يهللون ويرفعون الرايات لدخول مسلم إلى المسيحية
أو لإسلام مسيحى دخل الإسلام ؛ فهل تغير الكون ، طلعت الشمس من المغرب، هل غاب القمر شهراً من الشهور ولم يطل علينا كعادته ؟ صراع محموم كما ترى ونهايته
رحيل وكل منا مسؤولٌ عن نفسه وإلَا هات لى تأكيد أن أحد الأشخاص حباً ووفاءً لزوجته التى يحملها إلى مثواها الأخير بعد وفاتها ؛ نزل معها إلى مستقرها الأخير
وقال أغلقوا علينا المستقر فلن أفارق حبيبة عمرى وسأرحل معها فهل هناك رواية
تؤكد ذلك ـ لا ؟ . هل رأيت إعصاراً مدمراً يجتاح مساحة من مدينة، هل رأيت
كيف يفر الناس تاركين خلفهم متاعهم ؟ فعلى مر التاريخ لم يذكر لنا أحد المؤرخين
أن الناس صمدوا أمام إعصار . هل لديك دليل واحد أن ذلك الإعصار محمدى أو
يسوعى ؟ بمعنى أن ذلك الإعصار هو غضب من النبى محمد { عليه الصلاة
والسلام } أو هو غضب من السيد المسيح { عليه الصلاة والسلام } على مدينة
أو قرية أو ولاية فى بلد ما ؟ مليارات من البشر رحلوا قبلنا وكانوا يتقاتلون مثلنا
فأين هم إذا كان لدينا علم بالغيب ؟ أرى مسلماً يؤكد أنه على دين حق وأرى
مسيحياً يؤكد أنه على دين حق . طيب ماذا استفدت أنا من الاثنان غير وجع
الدماغ برغم أننى مسلماً أنظر أحياناً لاثنان من المسلمين ومن المسيحيين معدودين
ضمن 17 مليون مواطن مصرى لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وأسمع أنهما نزلا
ضيوفاً على قسم شرطة بسبب خلاف دينى !! .
كنت آت يوماً من خارج البيت وعرفت من أمى أن طلعت ذلك الشاب الجميل
والذى ما إن تواجد فى مكان إلا وتجد 7 أو 8 من المسلمين يلتفون حوله فى حب
سطرته أنامل أمهات مسيحيات ومسلمات فاضلات لا يستفسرن أبداً عن ديانة فلان
أو فلانة . وفى صالون شقة الست ام وليم كنت أصافح الحبيب العزيز طلعت المسيحى . تكون عندى فى الورشة غداً للأهمية.. حاضر ياريس، هكذا أكدت له
على حضورى ؛ وفى الميعاد كان هناك ميعاد أستاذ جامعى بنفس الميعاد .
إنت حازم ؟ نعم أنا حازم وفين الأستاذ طلعت ؟ راح مشوار وجاى حالاً يافندم ..
طيب يلابينا .. يلا بينا على فين يافندم ؟ يلا بينا عشان وظيفتك الجديدة فى البلد
العربى اللى كلمنى عليها طلعت عشانك . هل أسوق إليكم مثال آخر أكثر إشراقاَ
إن الذى علمنى كتابة إسمى يوم كنت طفلاً صغيراً صغيراً هو الحبيب ميشيل
عطية عبد المسيح لازلت أذكره كذكرى لأمى وأبى وأخى . هل أسوق لكم مثالاً
آخر يؤكد شهامة شاب مسيحى من مصر الجديدة ؟ تم فصلى من عملى بقطاع حيوى
بالدولة ، وفى سكرتارية الرجل الأول بالقطاع خرج الحبيب العزيز العزيز عيد
أسخارون قيوب وفى يده موافقة عودتى إلى عملى بعد أن توسط لى ولمحت
على وجهه البشوش زغاريد الفرح تسبقه وهات يا أحضان .
كانت مناسبة سعيدة بالفعل أن يقع تحت يدى ملف للأستاذ إبراهيم الزينى من خلال
موقعكم الموقر، إستفدت منه بالتأكيد ولازلت أعود إليه تباعاً فى ساعة فراغ .
سعيد جداً فى موقعكم فالملف يندرج بجانب الملفات الأكثر أهمية على الإطلاق فى
نواحى مفاهيم صحيحة ضاعت وسط زحام التعصب الدينى الأعمى الصادر من كثير
من الأفراد من عنصرى الأمة . أعلم أن هناك تجاوزات ثقيلة تقع على حساب الأقلية
فى العدد ولا أقول أقلية فى القيمة فمن العيب كل العيب أن أصف مخلوقاً صنعه
الخالق وأروح وأصفه بالدونية والتحقير . أعلم أن تكافؤ الفرص ليس عادلاً بين
طرفى الأمة إذا كان على المستوى المحلى أو العربى وأعلم أن شركة حكومية تضم
950 عاملاً ليس بها إلا ثلاثة فقط من الشباب المسيحى هو أمر ليس فيه عدلاً
ولا إنصاف . شكراً لكم سعدت للغاية بالملف الذى حصلت عليه من موقعكم الموقر
وخدوا بالكم من نفسكم فى الغربة وترجعولنا بألف مليون سلامة ..
حازم أدهم .