عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 12-02-2011
princepino princepino غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 174
princepino is on a distinguished road
مشاركة: أسرار عمليات غسيل الأموال فى جماعة الإخوان المسلمين

ملفات تنظيم الـ16 في نيابة أمن الدولة العليا

تحاول نيابة أمن الدولة العليا الآن أن تضبط إيقاع قضية تنظيم الـ16 الذين ألقي القبض عليهم في منزل القطب الإخواني نبيل مقبل.. وقد أخذت في هذا الإطار عدة إجراءات منها الإفراج عن مبلغ 80 ألف جنيه كانت تخص ابنة نبيل مقبل وتم تحريزها ضمن الأموال التي ضبطت أثناء عملية القبض علي أعضاء التنظيم.. وكان محامي مقبل قد تقدم بطلب إلي النيابة للإفراج عن هذا المبلغ لأن ابنة نبيل مقبل ستجري عملية خطيرة في أمريكا حيث تعاني من الإصابة بالسرطان.. الإجراء الثاني كان الإفراج عن أحد المتهمين وذلك لظروفه الصحية التي جعلته لا يتحمل ظروف الحبس علي ذمة التحقيقات في القضية.. وهو ما يؤكد أن النيابة لا تسعي إلي التنكيل بالإخوان أو إهدار كرامتهم.. ولكن تسعي إلي التحقيق في القضية بشكل موضوعي ومن واقع الأوراق والمستندات التي جاءت في الأحراز.

الإجراء الثالث الذي يمكن أن تقدم عليه نيابة أمن الدولة العليا هو الإفراج عن القيادي الإخواني عصام العريان.. وإذا تم هذا الإفراج فإنه سيكون بقرار سياسي وليس بقرار قانوني.. والهدف من ورائه امتصاص غضب الإخوان والرأي العام الذي تتعاطف قطاعات عديدة منه مع جماعة الإخوان بعد عمليات القبض المتتابعة والمتتالية علي عناصر من الإخوان.. وليس بعيداً أن يتم الإفراج عن العريان في إطار صفقة سياسية يقوم العريان بمقتضاها بتهدئة الجماعة وهو قادر علي ذلك لأنه يحظي بحالة كبيرة من التأييد والقبول داخل صفوف الجماعة.. وإن كان ذلك لا يعني مطلقاً أن تنتهي القضية.. فالتحقيقات فيها لاتزال سارية.. بل يمكن أن تصدر بعض الأحكام علي المتهمين فيها خاصة أن هناك اتهاما واضحا بأن هؤلاء الأعضاء يدعمون الإرهاب وينفذون مخططاتهم عبر قنوات غير شرعية.

الأحكام التي يمكن أن تصدر علي بعض أعضاء التنظيم الـ16 تأتي علي خلفية الملفات العديدة التي تشملها هذه القضية ويمكن أن نحدد هذه الملفات بشكل محدد.

أولاً: ملف الأموال

عندما دخل ضابط مباحث أمن الدولة علي ضيوف نبيل مقبل الـ15 الذين ذهبوا إلي بيته كما قالوا لتناول الغداء.. وقفوا جميعاً فقال لهم: والله ما أنتو قايمين.. خليكوا زي ما أنتم.. كان نبيل مقبل كأي رجل أعمال يحمل في بيته مبلغاً كبيراً من المال.. لكن إجراءات الضبط في القضية أكدت أن نبيل كان يحمل حوالي 118 ألف جنيه و8 آلاف دولار في كيس نايلون أسود وأنه عندما رأي مباحث أمن الدولة تقتحم منزله حاول أن يلقي بهذه الأموال من شباك بيته في شارع النخيل بالمهندسين.. لكن قوة الضبط حالت بينه وبين أن يفعل ذلك وتحفظت علي الكيس ليكون بذلك أحد أحراز القضية المهمة.

المفاجأة أن مباحث أمن الدولة عندما قامت بتفتيش منزل نبيل مقبل وبيوت المجتمعين معه وجدت أنهم يحملون في بيوتهم مبالغ مالية كبيرة وبعملات مختلفة عربية وأجنبية.. ويمكن تفسير وجود هذه العملات علي المحمل الحسن بأنها أموالهم وأموال مشروعاتهم خاصة أنهم رجال أعمال.. لكن في الغالب سيتم تفسير وجود هذه المبالغ بهذه الكثرة و هذا التنوع في العملات علي المحمل السيئ وهو أنها أموال رصدت لتمويل عمليات الإخوان القادمة.. والتي كان هذا الاجتماع التنظيمي الذي عقد في بيت نبيل مقبل مرحلة من مراحل مناقشة هذه العمليات والإشراف علي تنفيذها.

قبل أن تذهب مباحث أمن الدولة إلي بيت نبيل مقبل كانت قد انتهت من تحرياتها.. فهي لم تنخدع بأن مقبل يبلغ من العمر سبعين عاماً أو أنه كان مسئولاً سابقاً في الجماعة حيث إنه حالياً لا يشغل مناصب تنفيذية.. ولم تنظر لكونه بدأ عمله في شركة المقاولين العرب أو بدأ طريقه في عالم البيزنس من مزرعة دواجن.. فقد رصدت تحريات الأمن أن نبيل مقبل يملك عددا من الشركات الاستثمارية الضخمة وأنه كان شريكاً بشكل أساسي في بعض الشركات الإخوانية التي دخلت ضمن إطار قضية غسيل الأموال الكبري التي يحاكم فيها خيرت الشاطر ورفاقه أمام المحكمة العسكرية.. كما أنه يمتلك مزرعة كبري.. وقد خصص هذه المزرعة كمكان آمن لعقد اجتماعات جماعة الإخوان فيها.. وهي اجتماعات تتم بهذه الصورة بمأمن وبعيداً عن عيون الأمن.. وهي حيلة يلجأ إليها الإخوان المسلمون كثيراً خاصة خلال السنوات الأخيرة حيث يعقدون اجتماعاتهم في أماكن لا يرقي إليها الشك.. بل يكون من المستحيل التفكير في أن هذه الأماكن يمكن أن تستضيف اجتماعات الإخوان.

ثانياً: ملف المستندات

قضية تنظيم الـ16 لم تكن قضية مالية فقط.. ثم أن النظام لا يحتاج الآن إلي الإمساك بأطراف قضية إخوانية يتورط التنظيم من خلالها في قضية فساد مالي بعد أن وجهت تهمة غسيل الأموال لرجال الأعمال الإخوان الكبار.. كان البحث هذه المرة يتم عن أشياء أخري واعتقد أنها مهمة جداً للنظام.. ففي ملف المستندات التي تم ضبطها أوراق عن برامج الإخوان في أنشطة مختلفة.. منها نشاط الدعوة ونشاط الطلاب في الجامعات والمدارس.. ويبدو أن هذه البرامج كان يتم مناقشتها خلال هذا الاجتماع التنظيمي قبل اقرارها بشكل نهائي وذلك ضمن خطة التمكين التي تسعي جماعة الإخوان إلي تنفيذها.. وهي خطة تقوم بشكل أساسي علي اختراق القطاعات الجماهيرية.. ولذلك فقد اهتم المجتمعون في بيت نبيل مقبل أن يناقشوا برنامج التربية وذلك من خلال التعرف علي ماذا يمكن أن يقوم به المدرسون المنتمون إلي جماعة الإخوان في المدارس.

من بين مضبوطات القضية كذلك جهاز كمبيوتر.. وهو جهاز له خصوصية فقد تم تخزين معلومات كاملة عن جماعة الإخوان عليه.. ولهذه المعلومات أهميتها لأنها تكشف هيكل جماعة الإخوان ليس في محافظة القاهرة فقط.. ولكن في محافظات الصعيد كلها.. وهذه القضية تعيد إلي الأذهان مرة ثانية ذكري قضية سلسبيل التي اتهم فيها خيرت الشاطر حيث تم خلالها ضبط جهاز كمبيوتر كانت عليه البيانات الكاملة لتنظيم الإخوان.. وقد يكون هناك فارق يضاف إلي رصيد القضية الحالية وهو أن جهاز الكمبيوتر يضم معلومات خاصة عن قيادات الجماعة وتحركاتهم ومسئولياتهم والأدوار التي يقومون بها.. ولا يمكن التعامل مع هذه النقطة تحديداً ببساطة أو سهولة لأنها تكشف في النهاية ظهر الجماعة وتجعله عارياً.

ثالثاً: ملف عصام العريان

وضع عصام العريان في هذه القضية يمثل حتي الآن لغزاً كبيراً.. ومازالت عند رأيي أن وجود عصام فيها جعل منها قضية إعلامية وجماهيرية من الدرجة الأولي وجلبت للجماعة تعاطفاً شعبياً هائلاً.. إذ أنه يقوم بدور الضحية دائماً تكرار القبض عليه واعتقاله يجعل من النظام رجلاً قاسي القلب خاصة أن أبناء العريان تحدثوا عن مأساتهم باعتقال أبيهم الذي سيأتي رمضان هذا العام دون أن يكون معهم وهو ما حدث لهم العام الماضي أيضاً.. عندما انتقل علي ذمة مشاركته في المظاهرات التي كانت تناصر القضاة.

لكن هذا المكسب الذي حازه العريان في هذه القضية هناك تفكير الآن لكيفية تفتيته والتخلص منه بشكل نهائي.. وقد جاء ذلك من خلال التسريبات التي خرجت من القضية وتحريات المباحث عن وضعية عصام العريان في القضية والاجتماع التهمة، فهو مثلا لم يشارك في هذا الاجتماع إلا من أجل طلب دعم قيادات الإخوان المجتمعين خاصة أنهم مسئولو المحافظات من أجل مساندته في الترشيح لعضوية مكتب الإشارد، إن عصام العريان علي كل هذا النشاط الذي يبذله من خلال مسئوليته عن الملف السياسي للجماعة إلا أنه ليس عضواً في المكتب.. وعندما تتم استضافته في برامج القنوات الفضائية يتم تقديمه علي أنه قيادي إخواني أو نائب سابق عن جماعة الإخوان، وبذلك يتم تصوير العريان علي أنه يسعي لمكسب شخصي وتحقيق طموح ذاتي.

خط سير القضية يكشف كذلك أن عصام العريان شخص صدامي رغم أنه يظهر بشكل مناقض لذلك تماماً فهو يضع نفسه دائماً أمام المدفع.. وقد رصدت الأجهزة أن العريان كان يعرف جيداً أن السلطات الأمنية منعته من السفر وكان مشاركاً في أحد المؤتمرات.. ومع ذلك ذهب إلي المطار ليثبت أنه ممنوع وأن السلطات الأمنية تحاربه وتحاصره. وهو ما يظهره في ثوب المقاتل الشرس والعنيد الذي يقف للحكومة بالمرصاد لكنها لا تتركه في حاله أبدا.. شيء من هذا فعله العريان عندما اقتحم اجتماع نبيل مقبل.. فقد كان يعرف ان اجتماعات الإخوان كلها وخلال الشهور الأخيرة مرصودة ومستهدفة.. لكنه حضر حتي يكون في القبض عليه احراج للنظام.. هناك من ذهب إلي أن عصام العريان ما كان يجب عليه أن يفعل ذلك.. فوجوده خارج السجن خلال هذه الفترة الحرجة من عمر الجماعة سيكون مفيداً من خلال إدارته للملف السياسي.. لكن عصام العريان وحده يعرف ان وجوده في السجن أهم وأجدي ليس للجماعة هذه المرة.. ولكن له هو شخصياً.

كل هذه الأمور يمكن أن تكون دافعاً قوياً لمن يصيغ القرار السياسي بأن يفرج عن عصام العريان وأن يخرجه من هذه القضية مثل الشعرة من العجينة.. والأسباب التي يمكن الاعتماد عليها لتمرير ذلك وتبريره كثيرة.. هذه الخطوة يمكن أن تفرغ عصام العريان تماماً من مضمونه.. تفقده بريقه.. تجعله كياناً هشاً ولا يمثل خطراً.. لأنه في حقيقة الأمر لا يمثل أي خطر.. لكن النظام كعادته ظل ينفخ في العريان وجماعته حتي صاروا كياناً أسطورياً يصعب التغلب عليه أو حتي التعامل معه.

لم يكن مهدي عاكف حاضراً اجتماع نبيل مقبل.. لكن من قال إنه لم يحضر.. إن هذا الاجتماع تم بمباركته ومعرفته.. ومن بين ما يخص مهدي في هذه القضية أنه عثر علي مقالات منسوبة إليه عنوانها «ثقافة الاستبداد وكيفية مقاومتها» وهي مقالات عادية جدا ولا شيء فيها جديد بل هي تكرار ممل مما يقوله مهدي من جمل انشائية في حواراته الصحفية والتليفزيونية وما يضعه كل أسبوع في بيانه الذي يرسله إلي الصحف، من الطبيعي أن يكون الإخوان -كل الإخوان- يقتنون في بيوتهم ومكتباتهم كتبا ومقالات ومنشورات تحمل اسم المرشد.. فهم يدينون له بالولاء ويعتبرونه هاديهم ومرشدهم ومنقذهم.. وهو ما يجعل وجود هذه المقالات لا يعني شيئاً ذا بال.

لكن عندما نمد الخط عن استقامته ونقرأ الصورة علي بعضها وليس جزءا واحداً منها.. سنجد أن هناك تحرشات متبادلة بين مهدي عاكف والأمن.. فهناك مؤشرات عديدة تعني أن الخطوة القادمة ستكون باعتقال مهدي.. في البداية قال مسئولو الإخوان إن القبض علي المرشد يمثل بالنسبة لهم خطا أحمر. لكن مهدي عاكف وبلسانه قال إنه من الآن مستعد للاعتقال.. هل يمكن أن تكون هذه الأوراق ذريعته لاستدعاء مهدي عاكف والتحقيق معه في قضية نبيل مقبل.. ثم اشراكه في القضية متهماً.. قد يحدث هذا خاصة أن المواجهة بين الحكومة والإخوان أصبحت تحتمل استخدام كل وأي سلاح والاعتماد علي كل وأي وسيلة.. أما حكاية اعتقال المرشد وماذا يمكن أن يتلوها من عواقب.. فهذا حديث آخر.
الرد مع إقتباس