عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 26-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
هلْ ماتَ كافراً ؟

الشيخ الشعراوي - سؤالٌ إلى الأزهرِ :
هلْ ماتَ كافراً ؟
حلقة أولى


كان الشيخُ الراحلُ "محمد متولّي الشعراوي" يحسبُ نفسَهُ قدْ جاءَ بعبقريّاتٍ وخوارقَ في تفسيرِ القرآنِ الكريمِ ، وكان يظنُّ أنَّهُ "المعلّمُ المنتظَرُ" ، وأنَّهُ "المستشارُ المُنظِّرُ" ، وأنَّ على العلماءِ أنْ يتعلّموا منهُ ، ويقتبسوا مـنْ أنوارِهِ ، وأنْ "يحشِّشوا" منْ دخانِ سيجارِهِ . وقدْ خيّلَ هوَ ومسوِّقوهُ ومروِّجوهُ السفهاءُ للمسلمينَ أنَّهُ "أستاذُ أساتذةٍ" ، فريدُ الدهرِ ووحيدُ العصرِ . والحقيقةُ أنَّهُ كانَ أستاذاً كبيراً في التدجيل والتهريجِ ، وكانَ يجيدُ السرقاتِ والتلصُّصَ على غيرِهِ منَ المفسرينَ ، وذلكَ في الوقتِ ذاتِهِ الذي يتّهمُهم فيهِ بالسطحيّةِ وقصورِ الفهمِ والإدراكِ .

مثَلُهُ كالزبيبةِ

وقدِ اعتادَ أنْ يأتيَ بمسألةٍ ما مُظهراً عظيمَ جهلِ المسلمينَ بها ، ثمَّ روعةَ حلّهِ هوَ لها . وحتى قضيةُ البعثِ التي تمثّلُ في الإسلامِ أهمَّ موضوعٍ اعتقاديٍّ بعدَ الإيمانِ باللهِ تعالى ، والتي جاءَ القرآنُ الكريمُ على حقِّيّتِها بكلِّ الأدلّةِ والبراهينِ البيّنةِ الجليّةِ ، فإنّ الشيخَ يرى نفسَهُ هوَ الوحيدُ الذي يستطيعُ أنْ يبطلَ "أقوى حجةٍ" يطرحُها الكافرونَ ضدَّ البعثِ ، وأنَّهُ الفريدُ الذي يقدرُ أنْ يبطلَ "أقوى شبهةٍ" يثيرُها الملحدون ضدَّ النشأةِ الآخرةِ يومَ القيامةِ . والعجيبُ أنَّهُ يقومُ بالردِّ على هؤلاءِ ظانّاً أنَّهُ يهديهم ، ولكنّهُ وفقَ آراءِ العالم القديمِ الشهيرِ المرحوم "ابن القيّم الجوزيّةِ" تلميذِ الإمامِ المرحوم "ابنِ تيميّة" شيخِ الإسلامِ ، يدخـلُ مدخلاً يجعلُهُ في زمرتِهم ، في زمرةِ الكافرينَ بالبعثِ ؛ لأنَّهُ يدافعُ ضدَّ حجتِهم وضدَّ شبهتِهم بما هوَ منْ مثلِهما . فدعنا ندخلْ إلى استعراضِ المسألةِ .

شبهةُ أو حجةُ الكافرينَ بالبعثِ

يقولُ الشيخُ الراحلُ : "الذين استبعدوا أمرَ البعثِ مادّيّاً يقولونَ : إنَّ الإنسانَ مكّونٌ منْ عناصرَ وحينما يموتُ تذهبُ عناصرُهُ في الأرضِ . إذنْ فالعناصرُ التي كانت في الإنسانِ الذي ماتَ وشاعتْ في الترابِ سيتكوّنُ منها إنسانٌ آخرُ ، فإذا بُعِثَ : أيُبعثُ منَ الأولِ أم يُبعثُ منَ الثاني ؟ فإنْ بُعِثَ مـنَ الأولِ نقصَ منَ الثاني ، وإنْ بُعثَ منَ الثاني نقصَ منَ الأول .. وهكذا دواليْك"..

---[ محمد متولي الشعراوي ، "المنتخب من تفسير القرآنِ الكريمِ" ، دار العودة ، بيروت ، طبعة أولى ، جزء 2، صفحة 119] .

حاولَ إبطالَ الشبهةِ فوقعَ فيها

لقدْ أرادَ الشيخُ الشعراويُّ أنْ يثبتَ فهلويّةً فريدةً يقضي بها على حججِ المنكرينَ للبعثِ فإذا بهِ – حسبَ ابن القيّمِ رحمَهُ اللهُ تعالى – منَ المنكرينَ للبعثِ . فماذا يقولُ الشيخُ الشعراويُّ في "إفحامِ" منكري البعثِ؟

يقولُ ، ويا ليتَهُ ما قالَ : "فاختلافُ الشخصيّاتِ إنَّما ينشأُ منَ اختلافِ نِسَبِ العناصرِ، فنسبُ العناصرِ حينَ تكون معلومة بالدِّقةِ ، ولا يتّفقُ شخصٌ معَ شخصٍ في نسبةِ العناصرِ أبداً . إنْ جئتَ بمائةِ مليونِ شخصٍ وحلَّلْتَ عناصرَهم لا تجدُ شخصاً متّفقاً معَ شخصٍ في نسبةِ العناصرِ ، وإنِ اتفقَ معهُ في مجموعةِ تلكَ العناصرِ . إذنْ ، فالمُعوَّلُ عليهِ لشخصيّاتِ كلِّ فردٍ هيَ النسبةُ المكوّنةُ لعناصرِهِ .. واختلافُ الشخصياتِ إنَّما ينشأُ لا منَ اختلافِ العناصرِ المكونةِ لها بلْ منَ اختلافِ النسبِ الموجودةِ في تلكَ العناصرِ ، وباختلافِ النسبِ تختلفُ الشخصياتُ . فحينَ يأمرُ اللهُ بإعادةِ التراكيبِ ، تأتي عناصرُ كلِّ إنسانٍ فتكوِّنُهُ ، أيْ نسبةُ وجودِها فيهِ ، وبذلك تكونُ الشخصيّاتُ مختلفةً وتعبّرُ عنِ الشخصيةِ ، فإذا تكونت العناصرُ بنسبةِ تكوينِها الأولِ كانَ ذلكَ هوَ الشخصَ" .

ملاحظات على كلامِ الشعراويِّ

1- كلامُهُ مرجومٌ بالغيبِ ، ومُلقىً على عواهنِهِ ، مجرّدُ تخبيصاتٍ وتهجيصاتٍ .. خبابيصُ لبابيصُ !

2- يفترضُ أنَّ الإنسانَ يموتُ وفي تركيبِ جسمِهِ ذرّاتٌ كانتْ في جسمِ إنسانٍ قدْ سبقَهُ إلى المـوتِ .. وأكبرُ منْ هذا جريمةً ، هوَ أنَّ البعثَ عندَهُ هوَ منْ ذرّاتٍ غيرِ التي تكونُ في البدنِ لحظةَ الموتِ ، وهذا معناهُ تغييرُ بدنِ المبعوثِ ببدنٍ آخرَ ، وهذا في النهايةِ ليسَ بـعثاً وليسَ رجعاً . فالمهمُ في اعتقادِهِ هوَ "النسبة" ! .. فهلِْ التفسيرُ "سوقُ الحسبة" ، حيثُ يبيعونَ "البندورة" بالجملةِ بالمزادِ ؟

فكيفَ قرّرَ هذا وذاكَ ؟ فما دليلُهُ وبرهانُهُ ؟
الرد مع إقتباس