عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 26-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
3- ويفترضُ أنَّ تحليلَ كلِّ البشرِ لا يعطي تساوياً في نسبِ العناصرِ بينَ أيِّ اثنيْنِ منهم .. فمنْ هوَ ذا الذي حلّلَ مائةَ مليونِ شخصٍ ؟

4- ويفترضُ أنَّ "المُعوَّلَ عليهِ لشخصيّاتِ كلِّ فردٍ هيَ النسبةُ المكوّنةُ لعناصرِهِ" .. فالفردُ عندهُ لهُ شخصيّاتٌ ! .. فمنْ أيِّ آيةٍ كريمةٍ أوْ أيِّ حديثٍ شريفٍ استدلَّ الشعراويُّ على هذهِ المقرّرةِ المغرِّرةِ ؟.. مَنْ أنبأهُ بهذا ؟ ..

5- وكأنَّهُ شهدَ البعثَ وعادَ يخبرُنا كشاهدِ عيانٍ إذْ يقولُ : "فحينَ يأمرُ اللهُ بإعادةِ التراكيبِ ، تأتي عناصرُ كلِّ إنسانٍ فتكوِّنُهُ ، أيْ نسبةُ وجودِها فيهِ، وبذلك تكونُ الشخصيّاتُ مختلفةً وتعبّرُ عنِ الشخصيةِ" !.... هذا ما عندَ الشعراويِّ : تأتي عناصرُهُ بنسبةِ وجودِها فيه ، وليسَ تأتي ذرّاتُهُ التي ماتَ وهيَ في تركيبِ بدنِهِ .. أما كانَ الشعراويُّ مصدِّقاً بقولِ اللهِ تعالى : "قدْ علمْنا مـا تنقصُ الأرضُ منـهم" ؟ .. أليسَ اللهُ بعالمٍ بما تُبليهِ الأرضُ منْ أبدانِهم وتحلِّلُهُ منَ الذرّاتِ التي كانتْ تكوِّنُ أبدانَهم نفسَها حينَ الموتِ ؟.. أليسَ اللهُ تعالى بقادرٍ على أنْ يعيدَ تلكَ الذرّاتِ بعينِها ونفسِها إلى تركيبِ أبدانِهم يومَ البعثِ مهما ضلَّتْ في الأرضِ ؟ .. كيفَ تشهدُ جلودُهم عليهم إنْ لمْ تكنْ قدْ أعيدَ تركيبُها منَ الذراتِ أنفُسِها التي كانتْ فيها حينَ الموتِ ؟.. أمْ هلْ يركِّبُ اللهُ تعالى فيها ذرّاتٍ تشهدُ عليهم شهادةَ زورٍ ، شهادةَ منْ لمْ يحضرْ ما فعلوهُ ؟ "وقالوا لجلودِهم لِمَ شهدتُّم علينا ؟ قالوا : أنطقَنا اللهُ الذي أنطقَ كلَّ شيءٍ" (فصلت : 21) .

ولا يكتفي الشعراويُّ بما سبقَ بلْ يرى :

أ‌- أنَّ العلماءَ لمْ يفطنوا إلى أنَّ العناصرَ الخامَّ فـي ذاتِها لا تتميّزُ ، ولا تتميّزُ ذرّاتُها .

أجلْ ، العلماءُ لمْ يفطنوا ، وأمّا هوَ فإنَّهُ الفطينُ الفهيمُ !.. إنَّهُ "سوبَرْ أيْنِشْتايْن" !.. إنَّهُ "سوبَرْ فهمانْ" !

ب – ويعتبرُ أنَّ الشخصَ يزيدُ في الوزنِ وينقصُ ولكنَّ النسبَ بينَ عناصرِهِ تبقى ثابتةً. ففي أيِّ المختبراتِ أثبتَ الشيخُ الشعراويُّ هذا الاكتشافَ العظيمَ ؟

لقدْ تحدّثَ عنِ النسبِ ولكنَّهُ لمْ يحدِّثْنا عنها : هلْ هيَ نسبٌ في عددِ الذراتِ ، أمْ هيَ نسبٌ في كتلتِها ؟..

وينسى الشعراويُّ الفطينُ أنَّ ذراتِ العنصرِ الواحدِ تختلفُ وأنَّها تتميّزُ ؛ فهناكَ ما يسمّى النظائر isotopes . ولا أدري كيفَ حكَمَ على وجودِ تمامِ التماثلِ في ذرّاتِ العنصرِ الواحدِ حتّى لوْ لمْ يكنْ هناكَ نظائر .. فما هيَ القوانينُ الفيزيائيّةُ التي جعلتْهُ يحكُمُ بأنَّ ذراتِ العنصرِ الواحدِ لا تتميّزُ ؟.. فهلْ ذرّاتُ الحديدِ كلُّها حتّى لـو لمْ يكنْ للحديدِ نظائرُ هيَ متماثلةٌ تمامَ التماثلِ ؟.. هلْ ذرّاتُ الصوديوم جميعاً متماثلةٌ 100% منْ كلِّ ما يتعلَّقُ بها منْ مجالاتٍ مغناطيسيّةٍ وكهربائيّةٍ وقُوىً .. الخ ؟ .. ولماذا لا يكونُ لكلِّ ذرّةٍ "شخصيّةٌ" فرديّةٌ ؟

حسناً ، إنَّ الشعراويَّ يردُّ على حجّةِ منكري البعثِ بافتراضاتٍ مرجومةٍ بالغيبِ ، بافتراضاتٍ هيَ ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعضٍ إذا نظرتَ إلى عقلِهِ بينَها لمْ تكدْ تراهُ .. فهلْ كانَ عقلُهُ في سفرٍ في بلادِ واقِ الواقِ ؟.. أم هلْ كانَ عقلُهُ معهُ ؟ أمْ هوَ - أصـلاً - منَ الذينَ يعقلونَ ؟

أجلْ ، وإنَّ القولَ بالنسبِ يجعلُ هناكَ قابليّةً لمضاعفةِ الشخصِ . وبناءً على هذهِ القابليّةِ فإنَّهُ يصِحُّ وَفْقَ الشعراويِّ أنْ يبعثَ اللهُ تعالى أحَدَ الناسِ وهوَ في مثلِ كتلةِ جبلِ أُحُد ، أوْ جبلِ إفرست ، أوْ جبلِ "الشيخ" . ويصحُّ أيضاً أنْ يبعثَ اللهُ تعالى الشيخَ الشعراويَّ وهوَ في مثلِ كتلةِ "البعوضة" ، أوْ حتّى وهوَ في مثلِ كتلةِ "الأميبا" حيثُ سيلزمُ عندها الميكروسكوبُ لرؤيتِهِ . ولا ريبَ أنَّ مَثَلَ الشيخِ الشعراويِّ في خواطرِهِ ومواقفِهِ كمثلِ "الأميبا" اتخذّتْ أقداماً كاذبةً .

وحسبَ فكرةِ النسبِ فإنَّ اللهَ تعالى سيبعثُ "مالانهاية" منَ أمثالِ الشيخِ الشعراويِّ ، أيْ سيكونُ هناكَ يومَ القيامةِ "مالانهاية" منَ الشعراويِّ ، سيكونُ هناكَ ما لاحصرَ لهُ منَ الشعراويّينَ ، فكيفَ سيعرفُ الشيخُ الشعراويُّ نفسَهُ منْ هؤلاءِ ؟.. هلْ سيكونُ الوحيدَ منْ بينِهم لهُ عمّةٌ ولهُ لفّةٌ ؟

وبعدَ أنْ مررْنا بأقوالِ الشعراويِّ وبعضٍ منْ ملاحظاتٍ خفيفةٍ نحيفةٍ فلا بدَّ أنْ ننقلَكَ منْ قاربِنا إلى سفينةِ "ابنِ القيِّمِ الجوزيّةِ" ، ومنْ حوضِنا إلى محيطِهِ ليحدِّثَكَ حديثاً يُريكَ أنَّ ما يقولُهُ الشعراويُّ هوَ إنكارٌ للبعثِ ، ومنكرُ البعثِ كافرٌ بلا خلافٍ .. فماذا يقولُ ابنُ القيِّمِ منَ الكلامِ القيِّمِ ؟
الرد مع إقتباس