عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-08-2004
الصورة الرمزية لـ babylonian
babylonian babylonian غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 7,663
babylonian is on a distinguished road
t16 انسحاب ايران امام اسرائيل .. في اثينا !.. ( مقال لاحمد البغدادي )

مقال للكاتب الكويتي الليبرالي : احمد البغدادي ..

يظهر كم من التخلف والرجعية تتميز بهما امة محمد الاسلامية .. حتى في المنافسات الرياضية الشريفة ..


مقال رأي

بقلم أ.د. أحمد البغدادي

بالرغم من استقادها البهاء الذي كان يلازمها، ظلت الألعاب الأوليمبية المنعقدة حالياً في أثينا محلّ اهتمام العالم الرياضي والإجتماعي. وتمثل الألعاب الأوليمبية وجهاً من وجوه السياسة منذ سنوات الحرب الباردة، واليوم تطلّ برأسها من جديد من خلال الموقف المعادي لبعض الدول تجاه الكيان الصهيوني، والذي يتجلى فيه شيء من العناد السياسي واللاعقلاني كما هو حال الموقف الإيراني من هذا الكيان والمتمثل في المقاطعة الشاملة، علماً بأن النظام الإيراني أو غيره قام بتسجيل لاعبيه وهو يعلم علم اليقين باشتراك الدولة الإسرائيلية فيها، الأمر الذي يعني ببساطة أن لاعبيه سيتنافسون مع رياضيين إسرائيليين، وإلاّ فماذا يتوقع حضرته؟ هل كان النظام الإيراني على جهل بذلك؟ أم أنه كان يعتقد أن منظمي الألعاب الأوليمبية سيجعلون للرياضي الإيراني ملعباً غير الملعب المخصّص للمنافسة؟ وعلى أساس هذه السياسة غير المنطقية قام اللاعبان الإيرانيان والمتوقع حصولهما على الميدالية الذهبية في رياضتي الجري والجودو بالإنسحاب أمام اللاعبين الإسرائيليين!

بحدوث هذا الإنسحاب غير المنطقي توافر الفوز للرياضيين الإسرائيليين بدون تعب، وفي نفس الوقت يطرح هذا الموقف تساؤلاً مهماً: من الذي استفاد من المقاطعة، نحن أم إسرائيل؟ لست داعية تقارب مع هذا الكيان ما دام يحتلّ أرضاً عربية، لكن في السياسة لا توجد مبادئ ولا سياسات ثابتة والمنافسة في الرياضة والعلم والأبحاث مجال مهم لإثبات قدراتنا الذاتية، فهذا الرياضي الإيراني أو ذاك لن يفتح سفارة إيرانية في تل أبيب بل سيثبت جدارته في منافسة شريفة. لكن الإنسحاب خطأ، وللأسف إن هذا الكيان يتفوق على العرب والمسلمين مجتمعين في مجالات عدة في الديمقراطية والعلوم والأبحاث الإجتماعية وصناعة السلاح. حين أشاهد أحدث الوسائل الإلكترونية المستخدمة في الإنتخابات الإسرائيلية وأقارنها مع اللوح الخشبي وأصبع الطبشور المستخدم في رصد أصوات الناخبين في الكويت "بلدي" أُصاب بالألم والإحباط، وحين أشاهد دبابات الميركافا ورشاشات عوزي ومساهمة إسرائيل في تطوير طائرات الأواكس مع الهند والإنتشار الإسرائيلي في أفريقيا أعلم أنهم أفضل مني، بل أن الدراسات السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي أقرأها والصادرة عن مراكز البحوث الإسرائيلية أفضل من مثيلاتها في الوطن العربي لها، دع عنك النجاح في صناعة الأدوية في أمراض القلب. وأعتقد أن كثيراً من السياسيين العرب يتمنون لو كانوا يستطيعون العلاج في إسرائيل!

الفلسطينيون قيام قعود مع الوفود الإسرائيلية بعد الإعتراف ومؤتمرات السلام، وإيران غير المعنية بالموضوع من الألف إلى الياء..تضع نفسها في صراع مع هذا الكيان الصهيوني دون معنى، وأتمنى أن لا تتعرف إيران على القوة الإسرائيلية من خلال قصف الطائرات الإسرائيلية لمفاعلاتها النووية كما هو متوقع. ألم يحن الوقت لكي نتنافس – وليس بالضرورة أن نعترف – مع هذا الكيان في مختلف المجالات وأن نثبت تفوقنا. لكن سياسة مقاطعة إسرائيل في كل مجال أمر مستحيل. هل نقاطع مثلاً المؤتمرات الطبية العالمية لمجرد أن إسرائيل تشارك بها أو المؤتمر البرلماني الدولي، أو المؤتمرات الإقتصادية؟ كل هذا يجعلنا في حالة من سوء الفهم مع دول كثيرة وهي سياسة تضر ولا تنفع، وعلى فكرة الدول العربية هي الوحيدة في العالم التي لم تتقدم إقتصادياً!!



المصدر: صحيفة "أخبار اليوم"، 21 آب 2004


{ طوباك يا اسرائيل . يا شعباً منصوراً بالرب } ( تثنية 29:33).
الرد مع إقتباس